بعكازه الطبي.. البدري يصل لجنة الاستفتاء: «اشمعنى مراتي تنزل وأنا لأ»
كتب تصوير- عبدالله عويس:
نشرة الأخبار، ومباريات الكرة، والأفلام السينمائية.. ثلاثية يحرص عليها البدري علي، فهي الأنسب لحركته، التي صارت معدومة داخل المنزل، بعد تعرضه لعدد من الأمراض، كان آخرها إصابة في مفصل الفخذ، إلا أن الرجل ذا الـ79 عاما، أصر على النزول إلى لجنة الاستفتاء، بعدما عرف أن زوجته خرجت سرا للإدلاء بصوتها.
«أنا نزلت من وراه عشان هيزعل لو عرف إني نزلت، لأني قلتله طالما مش قادر تروح أنا كمان مش هروح».. قالتها رشدية محمد زوجة الرجل، التي نزلت ثاني أيام الاستفتاء، وأدلت بصوتها رفقة ابنتها التي تزورها من آن لآخر لرعايتها، لكن الحفيدة كشفت عن الموقف أمام جدها، ليغضب الرجل الذي كان ينوي النزول: «هو مواراهوش غير التلفزيون، وطول الوقت القنوات عمالة تقول شارك وانزل وهو لا قادر ينزل ولا حاجة، فلما عرف بقى إننا نزلنا من وراه قرر ينزل النهاردة وجينا معاه».
وصل البدري إلى اللجنة، وحين نزل من التوكتوك صار يستند على عكاز طبي، يتحرك به رويدا رويدا، واستغرق حوالي 10 دقائق من باب المدرسة إلى باب لجنته لبطء حركته، بينما يساعده مسعف وفرد أمن.
تقف إيمان، ابنة الرجل، إلى جوار فردي الأمن، قبل أن تسبقهم وتصل للجنة، ليجهزوا للرجل ورقة التصويت، حتى لا يستغرق وقتا طويلا في التصويت، ولأنه لا يستطيع القراءة والكتابة، فقد وضع بصمته محل اسمه في الكشوف، قبل أن يختار موقفه على ورقة التصويت، ثم غمس إصبعه في الفسفور الأحمر ومضى.
«أبويا عنده مشاكل في الكلى والكبد وكسر في عظمة الفخذ، والحركة صعبة جدا عليه، بس هو أصر ينزل».. قالتها إيمان، التي تتذكر وقتما كان والدها يتوجه منفردا إلى كافة الاستحقاقات الانتخابية: «كان شغال زمان في قهوة بعد كده خضار ولما تعب من فترة قعد بقى، وعمره ما فوت حاجة».
جلس الرجل الذي يسكن في شبرا الخيمة، على أحد المقاعد، يلتقط أنفاسه، بينما أحضر له فرد أمن زجاجة مياه ليشرب قليلا: «مينفعش مراتي تنزل وأنا لأ، اشمعنى هيا، وطول عمري بشارك في الانتخابات والاستفتاءات». بصعوبة بالغة نطق الرجل كلماته تلك، قبل أن يسلم على أفراد الأمن المحيطين به ويرحل من اللجنة، وسط تصوير البعض بهواتفهم المحمولة له.
فيديو قد يعجبك: