من أحد السعف لـ"عيد القيامة".. ما هو أسبوع الآلام الذي يحتفل به الأقباط؟
كتب- إسلام ضيف:
بدأ الأقباط الأرثوذكس أول أمس الأحد، الاحتفال بأول أيام أسبوع "آلام السيد المسيح"، والذي استهلوه بأحد السعف، قبل أن ينتهي الأحد المُقبل بعيد القيامة المجيد.
ويُحيي الأقباط "أسبوع الآلام" بطقوس حزينة، حيث تُلف أعمدة الكنيسة والأيقونات وبعض الجدران بأقمشة سوداء، إلى جانب إقامة القداسات والصلوات بالألحان الحزينة، وفيه يكون الأقباط بعيدين عن مظاهر الفرح، ويكرسون مشاعرهم لإحياء آلام السيد المسيح.
واستهل الأقباط الاحتفال بأسبوع الآلام، بأحد السعف أو "الشعانين" والذي يرمز إلى ذكرى دخول المسيح القدس، في الأحد الأخير قبل عيد القيامة.
واستمر الاحتفال بأحد السعف، حتى ظهر أمس الاثنين، ثم يعقبها إقامة صلوات بطقس "حزايني"، وفيه يحتفل فيه المسيحيون حاملين سعف النخيل والورود داخل الكنائس.
وكلمة "شعانين" تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعني يارب خلص، ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي قالها اليهود وتلاميذ السيد المسيح عند استقبالهم ذلك اليوم.
ويُصلي الأقباط يومي الاثنين والثلاثاء، صلاة "البصخة المقدسة"، وكلمة بصخة تعني "فصح" ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول: "لما أرى الدم، أعبر عنكم".
أما يوم الأربعاء فيُسمى بـ"أربعاء أيوب"، وفيه يصلي الأقباط أيضًا صلاة البصخة، ويتذكرون فيه خيانة يهوذا تلميذ السيد المسيح، عندما ذهب إلى مجمع الكهنة اليهود، وعرض مساعدتهم في تسليم السيد المسيح لهم مقابل بعض الأموال.
أما يوم الخميس والمعروف بـ"خميس العهد"، هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، ويعرف أيضًا بالخميس المقدس أو الخميس الأسرار، يُحيي فيه الأقباط ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه.
وفي هذا اليوم غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه، ووعظ فيهم أن يحبوا بعضهم البعض؛ لهذا يقوم رجال الدين المسيحي في الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصليين ورشمهم بالزيت في هذا اليوم، وفي نهاية اليوم تم القبض عليه ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ثم محاكمته.
أما يوم الجمعة فتُسمى بـ"جمعة الآلام"، وتُعرف بعدة أسماء أخرى، منها "الجمعة العظيمة"، يتم خلالها إحياء ذكرى صلب السيد المسيح.
ويتذكر الأقباط آلام السيد المسيح بدء من القبض عليه، ثم تعذيبه على يد الجنود الرومان، وصلبه ودفنه، وتنتهي فيه صلاة البصخة بلحن "غولغوثا"، والذي يعني باللغة القبطية "قانون الدفن".
أما سبت النور أو سبت الفرح، والذي يأتي عقب الجمعة العظيمة، وقبل أحد القيامة، ويصلي خلاله الأقباط مساء السبت قداس عيد القيامة تذكارًا لقيامة السيد المسيح من الأموات.
وتشتهر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتقديم مسرحية القيامة خلال قداس العيد، أثناء ترأس بطريرك الكنيسة القبطية للقداس. وتشهد مدينة القدس زحامًا بكنيسة القيامة نتيجة زيارة عدد كبير من الزوار من مختلف الجنسيات، نتيجة انتظارهم انبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح.
ينتهي الأسبوع يوم الأحد، الذي يحتفل فيه الأقباط بعيد القيامة المجيد، وفيه يستقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية المُهنئين من المسؤولين بعيد القيامة بالمقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
فيديو قد يعجبك: