كشفتها وثائق سرية.. "خلايا التماسيح" استراتيجية داعش الجديدة في الاستهداف
كتب- محمود مصطفى:
بدأ تنظيم داعش الإرهابي في الاعتماد على نهج جديد لتنفيذ العمليات الإرهابية، وهو ما يُعرف بـ"خلايا التماسيح".
وقالت وحدة الرصد والتحليل بمرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية، إن "خلايا التماسيح" وهو نهج أقرب إلى عمليات "الذئاب المنفردة"، وذلك ضمن محاولات التنظيم مواجهة الخسائر التي تعرض لها مؤخرًا، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة توظيف الخلايا النائمة التابعة للتنظيم التي تعمل تحت الأرض على هجمات من وقت لآخر على معاقل وأهداف يحددها قادة التنظيم لهؤلاء.
وأشار المرصد في بيان اليوم الأحد، إلى أن هذه الاستراتيجية تم الكشف عنها في إحدى الوثائق السرية التي تم العثور عليها عقب مواجهات بين عناصر من التنظيم والقوات الحكومية بشمال شرق سوريا في مارس الماضي.
ويشير النهج الجديد في الاستهداف إلى عدة استراتيجيات حول خطط التنظيم الجديدة التي يسعى إليها، والتي تتمثل في زيادة الهجمات الإرهابية عبر عدة أشكال سواء عبر الذئاب المنفردة أو عبر دعم مقاتليه العائدين من بؤر الصراع إلى بلدانهم، وتفجير المركبات، والاغتيالات، واختراق الحواسيب، وهي خطط قد يتبعها تنظيم "داعش" مستقبلًا.
وأشارت المراسلات إلى أن هذه الاستراتيجية ستطبق من خلال دعم المقاتلين المدربين على شن هجمات في الكثير من المناطق بأوروبا، حيث كان من بين هذه الوثائق مراسلات بين أحد أعضاء التنظيم يدعى "أبو طاهر الطاجيكي" وعلى الأرجح هو من ابتكر هذه الاستراتيجية وبعض قادة التنظيم بسوريا يشرح في هذه المراسلات كيف يمكن تشكيل "خلايا التماسيح"، وأهم أهدافها.
وبينت المراسلات أن هذه الاستراتيجية تعتمد بالأساس على ما يعرف بـ "مكتب العلاقات الخارجية لدولة الخلافة" والذي تتمثل مهمته في تمويل هذه الخلايا، كما ذكرت المراسلات أن "الطاجيكي" تقدم إلى "دولة الخلافة" بإنشاء ما يعرف بـ "مكتب العلاقات الخارجية لإدارة العمليات بأوروبا" ومن خلاله سيتم دعم هذه الخلايا الجديدة التي تقوم وفقًا للرسالة بالهجوم على "أعداء دولة الخلافة" وأخذ أموالهم وإرسالها إلى "دولة الخلافة"، واغتيال كل شخص يشكل تهديدًا لدولتهم المزعومة أو لخليفتها أيًّا كان.
وأوضحت وحدة التحليل أن فكرة هذه الخلايا تقوم على "رعاية" العائدين والموالين للتنظيم في أوروبا لأن لديهم النية في تنفيذ عمليات لنصرة التنظيم خارج سوريا والعراق، وتجهيز أشخاص انتحاريين على صناعة المتفجرات وتفجير المركبات وتدريبهم علي الخطف، ودعم قراصنة التنظيم عبر مواقع الإنترنت وتدريب المزيد منهم، ومما يؤكد ذلك ما نشر عبر منصات داعش الإعلامية مؤخرًا من دعوات بضرورة تكثيف العمل على استهداف بعض الحسابات الإلكترونية، وقد وافق "والي ولاية البركة" التابع للتنظيم على تنفيذ هذه الخطة منذ يناير من هذا العام شرط أن يرسل هؤلاء إلى المناطق المحددة بالتفجيرات والهجوم.
وذكرت وحدة التحليل أن هذه الفكرة تأتي في الوقت الذي خسر فيه التنظيم مواقعه المهمة في سوريا والعراق، وأن ذلك يعد نقطة تحول تخدم التنظيم، فهو من ناحية لا يزال لديه الأموال التي تمكنه من البقاء ودعم المقاتلين في خارج سوريا والعراق، وبالتالي سيحصر هذه الأموال في تنفيذ العمليات الإرهابية خارج سيطرته، كما أكد ذلك "هوارد شاتز" أحد المختصين في الشؤون المالية للجماعات الإرهابية بمؤسسة راند للأبحاث أن التنظيم استثمر الكثير من أمواله في دعم مقاتليه في الخارج لتجنيد أكبر عدد ممكن من الانتحاريين بقدر الإمكان.
وأوضحت الوحدة، أن المقترح المقدم من الطاجيكي يقوم على استهداف القارة الأوروبية أولًا بهذه الخلايا، وتطبيقها بعد ذلك في الكثير من المناطق حول العالم، حيث تشير الوثائق إلى أن هناك خلايا بالفعل أنشئت في مناطق أوروبية وفي روسيا، ويرجح أن هذه الخلايا مكونة من التنظيم المبايع "لداعش" في شمال روسيا والمسمى تنظيم" ولاية القوقاز ".
فيديو قد يعجبك: