"دماء على المنبر".. قصة "الرحمة" من مقتل الإمام لإقالة وكيل الأوقاف
كتب- محمود مصطفى:
بعد أيام من تعرض إمام بمحافظة الإسكندرية، لمحاولة الاعتداء على يد مصل اعترض على خطبة الجمعة، لقي محمد العدوي الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، مصرعه بعد طعنه من أحد المصلين، أثناء إمامته المصلين في صلاة الجمعة، بزاوية الرحمة في منطقة التعاون بالهرم.
بدأت أحداث الواقعة، قبيل بدء شعائر صلاة الجمعة، بعد طلب أحد المصلين من خطيب الزاوية، قراءة آية الكرسي في الخطبة، إلا أن الأخير رفض مبررًا ذلك بالتزامه بخطبة الجمعة المحددة مسبقا من قبل الوزارة والتي حملت عنوان " المسئولية.. وفضائل شهر شعبان".
صعد الخطيب إلى منبره، بعد أن رفع المؤذن أذان الجمعة الأول؛ استعدادًا لإلقاء الخطبة، وبدا الأمر عاديا، ولم يحدث أي شيء، واستمع المصلون إلى الخطبة، التي استغرقت ما يقرب من ربع الساعة، طبقا لتعليمات وزارة الأوقاف، أقام بعدها المؤذن للصلاة.
أمَّ خطيب الزاوية المصلين، وبمجرد أن انتهى من الركعة الأولى، وشرع في الثانية، سمع المصلون صوتا غريبا، توقعوا أنه لبعض الأطفال الذين اصطحبهم آباؤهم لأداء الصلاة، إلا أنهم سمعوا الخطيب يصرخ في الميكروفون، بعد أن طعنه أحد الأشخاص.
هرول المصلون سريعا إلى الخطيب لمحاولة إنقاذه، وهموا بنقله إلى مستشفى الهرم، إلا أنه فارق الحياة بمجرد وصوله، والذي أتى من محافظة أسيوط للحصول على الليسانس من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وتحفظ المصلون على الشخص المعتدي.
وقال مصدر أمني مسؤول إن المشتبه به في العقد الرابع من العمر، ويعاني من أزمة نفسية، لافتا إلى أنه تعدى بسكين مطبخ كبير على الإمام في أثناء السجود تاركا إياها في ظهر الضحية محاولا الهرب.
أضاف المصدر، أن صرخات الإمام قطعت خشوع المصلين الذين قطعوا سجودهم، ولاحظوا المتهم يهرول محاولا الهرب فتحفظوا عليه لحين حضور الشرطة.
مصدر مطلع على التحقيقات أفاد بأن المتهم سدد طعنتين في الظهر لإمام المسجد أثناء السجود واصفا الأمر "ضربه مرة وسحب السكينة وضربه مرة تانية وترك السكينة وهرب".
أضاف المصدر- الذي رفض نشر اسمه- أن المصلين تحفظوا على المتهم قبل هروبه، وسلموه إلى الشرطة التي وصلت موقع الجريمة في غضون دقائق.
قال الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن زاوية الرحمة بشارع الأمراء بمنطقة التعاون بالهرم، التي قتل فيها الإمام أثناء أدائه صلاة الجمعة- غير مرخصة، ولا تتبع الوزارة.
وأضاف طايع، لمصراوي، الجمعة، أن إمام الزاوية الضحية طالب بالفرقة الرابعة في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وليس إماما وخطيبا تابعا للوزارة، كما يدعي البعض.
وأشار رئيس القطاع الديني إلى أن الزاوية التي وقع بها الحادث تقع ضمن الزوايا المخطط لغلقها، وجارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
في الوقت نفسه، أكدت إدارة أوقاف الهرم أن الشخص المتوفى بزاوية الرحمة في فيصل ليس إماما بالإدارة ولا علاقة له بوزارة الأوقاف.
وأوضحت الإدارة في منشور لها على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك" أن أئمة الإدارة بخير ولم يصب أيٌّ منهم بأذى.
وقرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إعفاء كل من وكيل وزارة أوقاف الجيزة الشيخ محمد نور، ومدير إدارة الهرم الشيخ هيثم معوض، ومفتش المنطقة الشيخ علي موافي- من العمل من مواقعهم القيادية والإدارية لإخلالهم بواجبهم الوظيفي، وعدم تنفيذ تعليمات الوزارة بعدم إقامة الجمعة في الزوايا إلا للضرورة وبترخيص مسبق من القطاع الديني وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة باعتلاء المنبر.
وكلف وزير الأوقاف الشيخ أمين عبدالواجد، وكيل الوزارة للوجه القبلي بتسيير أعمال مديرية أوقاف الجيزة.
وقال جمعة إن محمد العدوي الذي قُتل، أمس، كان يؤم الناس بزاوية الرحمة في منطقة الهرم وليس إماما بالأوقاف ولا خطيب مكافأة، وغير مصرح له بالخطابة، وبناء على ما عرضه رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع يوسف متضمنا تقصير المذكورين في أداء عملهم والمهام المكلفين بها ومن أخصها عدم السماح لشخص غير مرخص له بالخطابة باعتلاء المنبر، قرر ما يلي:
أولا: إلحاق الشيخ محمد نور، وكيل الوزارة بأوقاف الجيزة بمكتب رئيس القطاع الديني لحين انتهاء التحقيقات بمعرفة النيابة المختصة مع إحالته للنيابة.
ثانيًا: تكليف الشيخ أمين عبدالواجد بتسيير أعمال مدير مديرية أوقاف الجيزة.
ثالثًا: إعفاء هيثم معوض مدير إدارة أوقاف الهرم وعلي موافي مفتش المنطقة التي تتبعها الزاوية من العمل القيادي وعودة كل منهما للعمل إماما وخطيبا بأوقاف الجيزة وإحالتهما للنيابة للتقصير والإهمال في العمل والإخلال بأخص خصوصيات الواجب الوظيفي المكلفين به.
رابعًا: تكليف الإدارة المركزية للشئون القانونية بديوان عام وزارة الأوقاف بمتابعة التحقيقات الجارية في الحادث، ومعرفة أسباب ارتكاب الجريمة التي تمت اليوم بالزاوية المذكورة.
التنبيه على جميع وكلاء الوزارة ومديري العموم والإدارات بأن السماح لشخص غير مصرح له بالخطابة بصعود المنبر إخلال جسيم بالمهام المكلفين بها ويستوجب الإعفاء الفوري من العمل القيادي والإحالة للنيابة المختصة؛ حفاظا على ما تحقق من إنجازات في منع غير المصرح لهم بالخطابة من صعود المنبر.
فيديو قد يعجبك: