أطراف الأزمة يتحدثون.. لماذا وصل سعر كيلو الليمون إلى 100 جنيه؟
كتب- أحمد مسعد:
شهدت أسعار الليمون ارتفاعًا غير مسبوق في أغلب الأسواق المحلية خلال الأيام الماضية، ووصلت إلى نحو 100 جنيه للكيلو، وسط تأكيدات من وزارة الزراعة بانخفاض الأسعار خلال أسبوعين.
وأثار ارتفاع الأسعار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب الكثيرون بتشكيل حملات مقاطعة، في الوقت الذي اشتكى فيه أخرون من عدم توافره.
"عمرنا ما شوفنا الأسعار دي".. هكذا عبّرت سعاد إبراهيم، عن صدمتها عندما نزلت إلى السوق لشراء احتياجاتها الأسبوعية، مضيفة: "الأسعار مرتفعة منذ آخر 3 أيام من رمضان وليس في العيد فقط".
وانتقدت "سعاد" السخرية من ارتفاع أسعار الليمون، قائلة: "الليمون حاجة أساسية في البيت"، مطالبة بتدخل جهاز حماية المستهلك للحد من ارتفاع سعره.
وذكرت "أم إسلام" بائعة ليمون في منطقة المهندسين، إنها تعاني من عدم توافر الليمون على "فرشة الخضار"، قائلة: "المحصول مش موجود، وبنشتريه من تاجر الجملة بـ50 و60 جنيهًا، إزاي هنحط عليه 10 جنيهات للزبون؟".
التجار: "مفيش محصول"
من ناحيتهم اشتكى تجار خضروات في سوق أكتوبر، من نقص محصول الليمون خلال الأسابيع الماضية، وعدم توافره لدى المزارعين حاليًا.
يقول محسن الفيومي، أحد تجار سوق 6 أكتوبر، إن مزارع الليمون لا تضخ إنتاجها في السوق المحلي لأنها تفضل التصدير بما يعود عليها بمكاسب أكبر، موضحًا أن السوق لا يوجد به الكميات التي كانت تتوافر خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار جاء نتيجة نقص المحصول في السوق، وهذه نتيجة طبيعية، خاصة مع انخفاض المساحات المزروعة، مضيفًا أن المزارعين يعتقدون أنه لا يحقق لهم ربحًا، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية ربما تتكرر في المواسم المقبلة.
مزارعون: "عندنا مشاكل"
وحول معوقات المزارعين، أكد محمد صبحي أحد مزراعي الليمون بمحافظة البحيرة، أن سبب الأزمة ليس في قلة المنزرع كما يدعى البعض، بل بسب عدم إرشاد وزارة الزراعة بموعد تعطيش الأشجار لفترة من السنة قد تكون شهرين (التصويم)؛ لضمان وجود المحصول طوال العام، موضحًا أن الليمون يتم زراعته أكثر من البرتقال.
وقال محمد أبو علي، مزارع ليمون بمحافظة البحيرة، إن الليمون يحتاج إلى التسميد مرتين في العام في شهري أبريل ويوليو، ويتم وضع السماد والفوسفات في "جورة" بجوار الشجرة وردمه، لتقوم الشجرة بسحب السماد منها، مشيرًا إلى أن سعر الشيكارة 164.5 جنيه في الجمعية وتصل إلى 180 جنيهًا في السوق السوداء.
وأضاف "أبو علي"، لـ"مصراوي"، أن الفدان يحتاج إلى 8 شكائر سماد و10 شكائر فوسفات وسعر الشيكارة 100 جنيه، كما يتم رش الفدان بحوالي 10 أمتار سماد بلدي، ما تعد تكاليف كبيرة على الفلاح، بالإضافة إلى خسائر تعرضوا لها بسب التغيرات المناخية والعواصف الترابية التي ضربت البلاد 3 مرات.
وأشار إلى أن تقليم الأشجار تتم بمساعدة عدد من الأفراد يحصل كل فرد منهم على 150 جنيهًا ليصبح تكلفة الفدان الواحد مبلغ 1500 جنيه ويصل إجمالي تكلفة زراعة فدان الليمون حوالي 10 آلاف جنيه خلال الري والإيجار وتجهيز الأرض للزراعة، وينتج الفدان في المتوسط من 6 إلى 7 أطنان ليمون فقط.
الزراعة: الانخفاض خلال أيام
من ناحيتهم، أكد مسؤولون في وزارة الزراعة انخفاض أسعار الليمون خلال أيام.
وقال الدكتور محمد عبدالسلام جبر، مدير معهد البساتين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن ارتفاع أسعار محصول الليمون يرجع إلى 3 أسباب هي: كثرة تصدير المحصول هذا العام، والتغيرات المناخية التي مرت بها مصر، وسبب ثالث بيولوجي يطلق عليه "تساقط يونيو".
وأوضح جبر لـ"مصراوي"، أن تغير المناخ بنهاية شهر فبراير ومارس الماضي جعل عُقد الليمون قليلة وصغيرة، مضيفًا: "أما تساقط يونيو فأنه يؤثر على المحصول ويجعل سعره مرتفعًا، بجانب استغلال التجار لقلة المعروض لرفع الأسعار".
ونفى الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم الوزارة، ما تردد عن ارتفاع أسعار الليمون بسب تصدير المحصول للخارج، قائلًا: "الأمر ليس له علاقة بالتصدير، والإنتاج المصري يكفي السوق المحلية والتصدير للخارج".
ووصف أزمة ارتفاع أسعار الليمون خلال الفترة الأخيرة، بأنها ظاهرة استثنائية نتيجة العواصف خلال فترة الشتاء، لافتًا إلى حرص الوزارة على توسيع صادرات الليمون والموالح، وتشجيع الراغبين في زراعته.
شعبة الخضروات: الزيادة "استثنائية"
ومن ناحية أخرى، أرجع حاتم نجيب، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، ارتفاع أسعار الليمون في الأسواق، إلى سوء الأحوال الجوية خلال الأشهر السابقة، والذي تسبب في سقوط المحصول من على الأشجار بشكل مبكر في عدد من المناطق، وتلفه، فضلًا عن كثرة حلقات التداول بين المزارعين والتجار.
وقال نجيب لـ"مصراوي": "السعر خرج مرتفع من بورصة الليمون بأكثر من 15% عن سعره الطبيعي، ووضع التجار أضعاف الربح كذلك".
وأشار إلى أن الشعبة رصدت ارتفاع أسعار الليمون منذ أيام بشكل استثنائي، حيث تراوح في الأماكن الشعبية من 50 إلى 60 جنيهًا، والأماكن الراقية من 80 إلى 100 جنيه.
وأوضح رئيس شعبة الخضروات أن البحيرة هي المحافظة الأكثر إنتاجًا للمحصول على مستوى الجمهورية، ويطلق عليها "بورصة الليمون"، لافتًا إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر ببعض الزراعات، ما تسبب في ارتفاع الأسعار.
فيديو قد يعجبك: