لهواة الفلك.. عطارد يصل سماء القاهرة فجر اليوم.. والقاضي: نراه بالعين المجردة
القاهرة- أ ش أ:
يصل الزخم الفلكي الذي حمله شهر يونيو الحالي نهايته غدا (الاثنين) بوصول كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها للشمس إلى أقصى استطالة له حول الشمس في الساعة الثانية و48 دقيقة فجرا بتوقيت القاهرة بزاوية 25 درجة شرقا، متيحا لهواة الفلك ومحبي مشاهدة الظواهر الفلكية أفضل وقت لرؤيته في سماء الليل لوجوده في أعلى نقطة له فوق الأفق، ليكون بذلك هذا هو الحدث الفلكي الخامس والأخير خلال شهر حفل بالأحداث الفلكية، حيث شهد يومه العاشر تقابل كوكب المشترى مع الأرض والشمس ووصوله لأقرب نقطة إلى الأرض، وجاء اكتمال قمر شهر شوال للعام الهجري 1440 بدرا في يومه الـ17، فيما وقعت لحظة الانقلاب الصيفي أمس الأول الجمعة، ووصل القمر لأوج مداره حول الأرض اليوم الأحد.
جميع تلك الظواهر الفلكية باستثناء لحظة الانقلاب الصيفي ووصول القمر لأوج مداره أمكن رؤيتها بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام المناظير أو التلسكوبات الفلكية، وفقا لما صرح به الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مشيرا إلى أن موقع كوكب عطارد في الليلة المقبلة سيتيح رؤيته بصورة أفضل في السماء بعد غروب الشمس حيث يرتفع 21 درجة فوق الأفق الغربي.
وتابع أن مصطلح "الاستطالة" يعرف في علم الفلك بأنه البعد الزاوي بين الشمس والكواكب في النظام الشمسي، وسيصل كوكب عطارد إلى أكبر استطالة له من الناحية الشرقية، موضحا أنه ليس من السهل رؤية عطارد خلال وهج الشمس إلا إذا كان هناك كسوف للشمس، لذلك فإن أنسب الأوقات لرؤيته تكون بعد غروب الشمس وفي الفجر وعند الشفق، حيث يظهر بشكل متألق عندما يراه الناظر من الأرض.
وهناك الكثير من الحقائق حول كوكب عطارد فهو كقمر الأرض به العديد من الفوهات، ولا يوجد له أقمار طبيعية أو غلاف جوي، لكنه يملك نواة حديدية على عكس القمر مما يؤدي إلى توليد مجال مغناطيسي يساوي 1% من قيمة المجال المغناطيسى للأرض، أما درجة حرارته فهى متغيرة بشكل كبير .
وكوكب عطارد الذي ستسدل برؤيته الستار على الأحداث الفلكية التي حفل بها شهر يونيو الحالى، يشير الدكتور جاد القاضي إلى أن العرب أطلقوا عليه هذا الاسم اشتقاقا من أصل مصدر الكلمة "طارد ومطرد" أي المتتابع في سيره سريع الجري ومن هنا رمز اسمه إلى السرعة الكبيرة لدوران هذا الكوكب حول الشمس، وعطارد الكوكب الوحيد الذى لايملك غلافا جويا حوله، وطول السنة فيه 88 يوما فقط وهى الفترة الزمنية التى يستغرقها لإكمال دورة كاملة حول الشمس، فيما يبلغ طول يومه 60 يوما من أيام كوكب الأرض (وهى الفترة التى يستغرقها ليكمل دورة واحدة حول محوره) ويرجع ذلك إلى بطء حركته حول محوره، ومدار عطارد حول الشمس ليس مكتمل الاستدارة، ومن بين كواكب المجموعة الشمسية يمتلك عطارد أصغر ميل محوري ونتيجة لهندسة مداره الخاصة جدا، فإنه يكمل 3 دورات حول محوره لكل دورتين مداريتين.
ورغم الرحلات الفضائية التى أطلقتها هيئة الفضاء الأمريكية "ناسا" منذ عام 1973 لاستكشاف كوكب عطارد، إلا أن المعلومات المتوفرة حوله تعد قليلة نسبيا إذ أن التلسكوبات الأرضية لم تكشف سوى القليل عن الكوكب، في حين أن محاولة الوصول إليه تتطلب تقنيات وتحديات كثيرة، حيث أنه قريب جدا من الشمس، والمركبة الفضائية المنطلقة من الأرض نحو عطارد يجب أن تقطع مسافة 91 مليون كيلو متر باتجاه الشمس وجاذبيتها.
كما أن سرعة الكوكب المدارية التي تعادل 48 كيلو مترا في الثانية، مقابل سرعة الأرض المدارية ومقدارها 30 كيلو مترا في الثانية تحتم على المركبة الفضائية أن تغير سرعتها بشكل كبير، وأول مسبار فضائي زار كوكب عطارد كان "مارينر 10" الذي أرسل لمحطة الاستقبال خرائط لحوالي 45% من سطحه على مدى عامي 1974 و1975، فيما كانت الرحلة الثانية بواسطة "المسبار ميسنجر" الذي أضاف 30% من الخرائط لهذا الكوكب عندما مر بالقرب منه فى عام 2008.
ويرجع تاريخ رصد عطارد إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث كان علماء الفلك الأغريق يعتقدون أن هذا الكوكب عبارة عن جرمين منفصلين، وذلك قبل القرن الرابع قبل الميلاد، ولا يوجد لعطارد أقمار طبيعية تدور حوله، ويعتبر هو والزهرة الكوكبين الوحيدين في المجموعة الشمسية اللذين لا يملكان نظام أقمار.
كانت أحداث شهر يونيو الفلكية قد بدأت في اليوم العاشر من الشهر، عندما كان كوكب المشتري في أقرب نقطة له إلى الأرض، وخلال هذا الوقت، كان الكوكب مضاء بالكامل بواسطة الشمس، ما يجعله أكثر إشراقا في سماء الليل، وأمكن رؤيته بالعين المجردة، وساعد استخدام التلسكوب في مشاهدة المزيد من تفاصيله بما في ذلك الأشرطة السحابية على الكوكب، وأقماره الأربعة الكبرى.
وفى يوم 17 يونيو كان بدر شهر شوال الحالى الجانب الآخر من الأرض في وضع مقابل للشمس، حيث بدا القمر أكثر إشراقا في سماء الليل، وقبل يومين جاء الموعد الذي ينتظره عشاق الشمس، حيث لحظة الانقلاب الصيفي التي تمثل ذروة فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، ورسميا عند الساعة الخامسة و54 دقيقة عصرا بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وذلك عندما وصلت الشمس إلى أقصى شمالها في السماء، وعند هذه النقطة كانت عمودية على مدار السرطان، واليوم الأحد يصل القمر لأوج مداره حول الأرض.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: