"الزراعة" تناقش ملامح استراتيجية للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية
كتب - أحمد مسعد:
أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية،اليوم الثلاثاء، فعاليات ورشة العمل الخاصة بمناقشة ملامح الاسترتيجية الوطنية للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية، والتي ينظمها المركز بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، ممثلا في المكتب الإفريقي المشترك للموارد الحيوانية.
وقال الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة - خلال كلمته - إن القطاع كان ولا يزال وسيظل هو الراعي الرسمي والشرعي لمنتجي ومربيي وصناع كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية..لافتا إلى أن يعتمد على محورين أساسيين في تحقيق التنمية، الأول هو التنمية العددية والكمية من خلال خطط الزيادة والتوسع الأفقي للثروة الحيوانية، من خلال عدد من المشروعات والإجراءات.
وأضاف أن المحور الثاني هو التنمية من خلال التحسين الوراثي، وتحسين معدلات أداء الحيوان تناسليا كان أو إنتاجيا، وذلك من خلال استيراد إناث عجول عشار أو تحت عشار، تتميز بأفضل معدلات إنتاجي وتناسلي ومتأقلمة مع الأجواء والظروف البيئية المصرية، واستيراد السائل المنوي لطلائق متميزة وراثيا تستخدم في تلقيح الحيوانات اصطناعيا للحصول على نتاج يحمل صفات وراثية متميزة.
وأشار سليمان إلى أنه لا يتم استيراد أي من الأصول أو التراكيب الوراثية إلا من خلال دراسات مستفيضة للتأكد من القيم التربوية والصفات الوراثية ومن خلال لجان فنية وعلمية متخصصة من المعاهد البحثية والجامعات المتخصصة، ويتم ذلك كله في إطار علمي فني لا يتعارض مع المعايير العلمية والتربوية.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى عبدالرازق مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن ورشة العمل تأتي في إطار مشروع الاتحاد الإفريقي للموارد الحيوانية، بهدف تعزيز قدرة البلدان الإفريقية على حفظ الموارد الوراثية الحيوانية الإفريقية واستخدامها المستدام، والمعروف باسم مشروع "الوراثة"،موضحا أن الحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية يعد أحد مجالات الأولوية الاستراتيجية لخطة العمل العالمية لإعلان إنترلاكن (مدينة سويسرية) لعام 2007 .
وأضاف أن إفريقيا تتمتع بتنوع غني جدا بالموارد الوراثية الحيوانية مع سمات تكيفية خاصة تجعلها لا تقدر بثمن بالنسبة لسبل العيش والتغذية والأمن الغذائي، وكذلك النمو الاقتصادي لملايين الأفارقة،مشيرا إلى أن بعض الموارد الحيوانية مهددة بالانقراض بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التهجين، والاستعاضة عنها بالسلالات الأجنبية وغيرها،لافتا إلى أن ذلك يجعل هناك حاجة ملحة لحماية هذه الموارد وضمان حفظها للأجيال الحالية والمستقبلية.
بدوره، قال الدكتور أحمد بلتاجي ممثل المكتب الإفريقي، إن الثروة الحيوانية تعتبر من الركائز الداعمة لسبل العيش في المناطق الريفية عبر القارة الإفريقية، وهي بالتالي ذات أهمية استراتيجية لتوفير الأمن الغذائي على صعيد القارة،موضحا أن قطاع الثروة الحيوانية يساهم بنحو يتراوح بين 30 – 80% من الناتج المحلي الإجمالي للزراعة.
وأضاف أن إعلان مالابو الصادر عن الاتحاد الإفريقي في يونيو 2014 بشأن الإسراع في النمو الزراعي من أجل التقاسم المشترك للرخاء وتحسين سبل العيش للقطاع الريفي، جاء انعكاسا لأهمية تنمية هذا القطاع.
وأشار إلى أنه تم صياغة استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية للقارة لمدة 20 عاما "2015 – 2035"، موضحا أن تلك الاستراتيجية معنية بوضع وتنفيذ مجموعة "الاستراتيجيات الوطنية" للدول الأعضاء في اتساق يؤدي إلى تنفيذ الاستراتيجية القارية من خلال عدد من البرامج التنفيذية ،لافتا إلى أن الاتحاد الإفريقي ومكتب الموارد الوراثية الحيوانية قاما بدعم الدول الأعضاء في وضع مجموعة استراتيجياتهم الوطنية، والتي تضمنت أربعة محاور رئيسية (الحصر والمتابعة – التوصيف – الحفظ – الاستخدام المستدام)، بالإضافة إلى مجموعة التشريعات والقوانين المنظمة والداعمة لتلك الأولويات والمحاور.
فيديو قد يعجبك: