قبل انطلاقها.. ننشر تفاصيل قمة المناخ 2019
كتب- محمد نصار:
دعا انطونيو غوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، لعقد قمة المناخ يوم 23 سبتمبر 2019 لمواجهة التحدي المناخي، لتعزيز الطموح وتسريع الإجراءات بهدف تنفيذ إجراءات باريس بشأن تغير المناخ، حيث ستظهر هذة القمة نقلة نوعية في الطموح السياسي الوطني الجماعي وستظهر حركة هائلة في الاقتصاد الحقيقي لدعم برنامج العمل، وسترسل هذه التطورات مجتمعة إشارات سوقية وسياسية قوية وتضخ رخما في "السباق نحو القمة" بين الدول والشركات والمدن والمجتمع المدني وهو المطلوب لتحقيق أهداف اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة.
هدف القمة
تهدف قمة العمل المناخي 2019 إلى تعزيز الطموح الدولي ورفع معدل الإجراءات الرامية للتصدي لأخطار تغير المناخ، والخروج بعدد من التعهدات الواضحة والمحددة بتواريخ للتنفيذ، وكذلك بعدد من المبادرات الدولية في تسع محاور ذات الصلة بعمل المناخ، أهمها تخفيف الانبعاثات والتكيف وتمويل المناخ، علاوة على إلقاء الضوء على أية خطط وطنية جديدة أو طموحة تتضمن خطوات تنفيذ وأطر زمنية محددة تقدمها أي من الدول وتعبئة ورفع الطموح السياسي والاقتصادي على أعلى المستويات من خلال الإعلان عن التزامات ومبادرات قوية في تنفيذ الخطط الوطنية المتعلقة بالتغيرات المناخية للحد من إنبعاثات غاز الاحتباس الحراري بشكل كبير وتعزيز التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
كما تهدف القمة إلى التنسيق وتبادل الآراء والأفكار بين أصحاب المصلحة التي تعمل على إيجاد الحلول الطموحة للانتقال العالمي في الطاقات المتجددة وفِي البنى الأساسية في المدن المستدامة بهدف خفض انبعاثات الدول أو رفع مساهمتهم المحدودة وطنيًا في إطار تنفيذ اتفاق باريس لتغير المناخ.
خلفية الإعداد للقمة
يُعد الاجتماع الوزاري الذي استضافته مدينة أبو ظبي يومي 30 يونيو و1 يوليو 2019 المحطة الأهم والأبرز على طريق الإعداد للقمة، حيث شهد المؤتمر مشاركة واسعة على المستوي الوزاري، علاوة على مشاركة سكرتير عام الأمم المتحدة ونائبته أمينة محمد، وترأست الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الوفد المصري خلال الاجتماع.
ومثل اجتماع أبو ظبي فرصة جيدة لاستيضاح بعض الجوانب الموضوعية والتنظيمية الخاصة بالقمة، ولاسيما ما يتعلق بعمل المحاور الأخرى وخاصة محور التمويل الذي تقوده فرنسا بالشراكة مع جاميكا وقطر، والذي يمثل نتائج عمله أهمية بالغة للدول النامية ولمحور المرونة والتكيف الذي تتولى مصر رئاسته.
ونتج عن ذلك شركة بين مصر والمملكة المتحدة، وتم عقد اجتماع مُطول للمحور الذي ترأسه مصر (المرونة والتكيف) بمشاركة كافة أعضائه وغيرهم من الدول والجهات المُهتمة، تم خلاله تقديم عرضًا لتطور العمل مع الجانب البريطاني وللمبادرات التي تعتزم مصر وانجلترا طرحها خلال القمة.
وعقب اجتماع أبوظبي، أصدر مكتب السكرتير العام قائمة مبدئية بالمبادرات التي يري الأخير أنها تصلُح للعرض خلال القمة على مستوي المسارات التسعة، حيث جاء نصيب تحالف المرونة والتكيّف الذي ترأسه مصر من هذه المبادرات ستة مبادرات من أصل 15 مبادرة تضمنتها القائمة، وهو النصيب الأكبر من المبادرات لأي من المحاور التسعة.
دور مصر في قمة 2019
جاء حرص مصر على المشاركة الفعالة في العملية التحضيرية للمؤتمر تأكيدًا على دورها في هذا المجال، لاسيما في أعقاب رئاسة مصر لمجموعة الـ77 والصين خلال 2018 ورئاستها للمجموعة الأفريقية لمفاوضي تغير المناخ 2018-2020، وقيادتها لمفاوضات تمويل المناخ من خلال وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد بالشراكة مع وزير الدولة الألماني، وهو ما أدى إلى مساهمة مصر بشكل كبير في إنجاح مفاوضات تفعيل اتفاق باريس في مؤتمر أطراف تغير المناخ الرابع والعشرين بكاتوفيتسا - بولندا نهاية العام الماضي، وكذلك في ضوء رئاستة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي وتأكيداً لريادتها على المستوى الإقليمي والدولي في القضايا والتحديات البازغة وعلى رأسها البيئة وتغير المناخ.
وسعت مصر إلى تولي دور قيادي في العملية التحضيرية للقمة، ونجحت في ذلك بالحصول على الرئاسة المشتركة لمحور التكيّف والمرونة بالشراكة مع المملكة المتحدة، في إطار الصيغة التشاركية بين الدول النامية والمتقدمة على رأس كل محور من المحاور التسعة والتي حرص عليها السكرتير العام لضمان توازن العملية التحضيرية لقمة المناخ 2019 .
أهمية محور المرونة والتكيف
يعد محور المرونة والتكيّف المحور الأهم والأكثر أولوية للدول النامية بالنظر لكونها الأكثر تضررًا من الآثار السلبية لتغير المناخ، وقد حرصت مصر منذ بداية العمل مع الجانب البريطاني على تمثيل وجهة نظر الدول النامية ولاسيما الأفريقية في العملية التحضيرية، كما حرصت على أن تكون رئاسة مصر المشتركة علي قدم المساواة مع الجانب البريطاني شكلًا وموضوعًا.
واستضافت وزيرة البيئة فريق العمل البريطاني في القاهرة يوم 16 أبريل 2019 للتشاور حول الخطوات الأولى لبدء العمل في المحور، كما شاركت مصر بوفد رفيع المستوى من وزارتي الخارجية والبيئة في الاجتماع الذي استضافته هولندا (أحد الدول الشريكة في المحور إلى جانب بنجلادش ومالاوي وسانت لوشيا) يومي 29 و30 أبريل، كما نظمت مصر اجتماعًا على مدار يومين مع الجانب البريطاني في يونيو 2019 في بون على هامش اجتماعات اتفاقية تغير المناخ بهدف الإعداد لاجتماع أبوظبي التحضيري للقمة.
وحرصت مصر منذ البداية على أن تكون المبادرة الأفريقية للتكيّف التي أطلقها رئيس الجمهورية في 2015 خلال مؤتمر باريس، ضمن المبادرات التي سيتم تسليط الضوء عليها ودعمها خلال القمة، وبالفعل فقد نجحت تلك المساعي وأدت إلى اختيارها ضمن المبادرات الست للتحالف، على اعتبار أنها أحد المبادرات المُبلورة بشكل جيد يسمح بتبنيها على مستوي القمة وتقديم مزيد من الدعم لها ومتابعة ما يتحقق في تنفيذ جوانبها المختلفة.
كما تم التشاور والتنسيق حول شكل ومحتوى الإعلان السياسي الذي سيطرحه التحالف الذي ترأسه مصر قبل وخلال القمة، والذي تضمن بعض التعهدات في مجال رفع مستوي التمويل المُوجه إلي جهود التكيّف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وبناء القدرة على تحملها والمرونة في الدول النامية، وتعزيز نقل التكنولوجيا وبناء القدرات في تلك المجالات للدول النامية، وتضمين جوانب التكيّف في السياسيات الوطنية للدول بوصف أن مواجهة تحديات التكيّف تتطلب جهودًا عالمية على المستوى الدولي.
اجتماع مغلق
يعقد اليوم الأحد 22 سبتمبر، اجتماعًا مُغلقًا يقتصر على رؤساء الدول والحكومات والوزراء من قادة التحالفات التسعة مع السكرتير العام بهدف استعراضهم لنتائج عمل تحالفاتهم على مدار الأشهر الماضية، كما يرغب السكرتير العام في انتهاز الفرصة لتوجيه الشكر لقادة التحالفات على الجهد الذي بذلوه في الإعداد للقمة، والتقاط صورة تذكارية معهم.
بداية القمة
تبدأ القمة بشكل رسمي صباح الاثنين، حيث سيتم تخصيص نحو 4 ساعات لاستعراض الخطط الوطنية التي ستكون قد تقدمت بها بعض الدول الراغبة في ذلك، والتي سيختارها السكرتير العام وفقًا لتقييمه لمستوى طموحها، يعقب ذلك نحو ساعتين مُخصصتين لاستعراض مبادرات التحالفات المُختلفة بشكل مُجمع.
فيديو قد يعجبك: