كتابان جديدان للأزهر بمعرض الكتاب
كتب - محمود مصطفى:
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب 2020، كتاب "حقوق غير المسلمين في المنظور الإسلامي"، باللجنة العلمية بمجمع البحوث الإسلامية.
ويُشدد الكتاب على أن الإسلام قرر الحرية الدينية، وعدّها احترامًا لإنسانية البشر وإقرارًا لحقوقهم، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان له السبق إلى تأسيس العلاقات مع الآخر من غير المسلمين، وضبط قيم التعايش السلمي والمواطنة.
ويلفت الكتاب، إلى أن القارئ لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجد أن المدينة المنورة -التي كانت نواة الدولة الإسلامية- شهدت أمورًا تتجلى فيها روح السماحة والإخاء؛ فشهدت لأول مرة في التاريخ اعتراف الإنسان بأخيه الإنسان المخالف له في الدين أو الجنس، وحفظت للجميع حقوقهم، ويشهد لذلك وثيقة المدينة، والتي عُدت أساسًا لدستور العلاقات بين الناس على اختلاف أديانهم.
وينقسم الكتاب إلى ستة مباحث، الأول: "حقوق الإنسان في الإسلام"، ويتناول مسائل الحرية والمساواة والعدل. المبحث الثاني: "حرية العقيدة لغير المسلم"، في حين يستعرض المبحث الثالث "مظاهر حرية العقيدة التي كفلها الإسلام لغير المسلمين"، فيما يتناول المبحث الرابع "تطبيق حرية العقيدة لغير المسلمين في التاريخ الإسلامي"، وتأتي "شهادات غير المسلمين على الحرية الدينية في الإسلام" كمضمون للمبحث الخامس، أما المبحث السادس والأخير فيسرد شبهات تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وإلقاء السلام عليهم وغيرها من الشبهات، ثم يفندها.
كما يقدم جناح الأزهر كتاب "الانحراف في فهم السنة عند الجماعات المتشددة" للدكتور أيمن الحجار، الباحث بمشيخة الأزهر.
يدعو الكتاب إلى الفهم الصحيح والنظر إلى الحضارة الغربية نظرة نقدية بوصفها عملًا إنسانيًا يحتمل النقد، فضلًا على أنه يبين الأسباب التي أوقعت الجماعات المتشددة في الانحراف في فهم السنة النبوية، من خلال سرد بعض الروايات التي أُسيئ فهمها، مبينًا وجه الانحراف في تطبيق هذه الروايات، مردفًا ذلك بالفهم الصحيح الذي استقر عليه علماء الأمة.
ويمثل الكتاب لبنة في صرح الدفاع عن السنة النبوية المشرفة، ويُبرز جانباً مهماً من الاعتراضات على بعض الأحاديث النبوية الشريفة، التي فُهمت فهماً مغلوطًا من قبل بعض المثقفين، ويرد عليها ردًّا علمياً محكماً، كما يتناول تفنيد الإشكالات وبعض اللمحات والمفاهيم المتعلقة بالأحكام الشرعية والتصوف.
ويتناول الكتاب عرض وإبراز جهود الأزهر في تعليم الأمة، وبيان حركات الإصلاح فيه، والجمع بين الأصالة والمعاصرة، والخروج من ظلمات التبعية والتقليد إلى أنوار الإصلاح والتجديد، كما يهدف إلى التعريف بالغاية التي يرمي إليها التعليم في الأزهر، بتخريج علماء عالمين بالأحكام الشرعية والعلوم العربية والعلوم الحياتية، محافظين على التعاليم الدينية والآداب والنصائح العربية.
جدير بالذكر أن الأزهر الشريف يشارك – للعام الرابع على التوالي - بجناحٍ خاصٍ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان: قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.
فيديو قد يعجبك: