إعلان

"ابدأوا فورًا".. الحكومة تكشف تفاصيل خطة إصلاح الصحافة القومية

04:20 م الأحد 26 يناير 2020

الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر

كتب - محمد غايات:

عرض الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، خطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية القومية، خلال الاجتماع الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية ورؤساء التحرير.

وقال كرم جبر إن الخطة تتضمن محورين رئيسيين: الأول يتعلق بالرقمنة والثورة التكنولوجية، سعياً لتحديث المؤسسات الصحفية القومية واللحاق بالثورة التكنولوجية الرابعة، وإعادة تأهيل تلك المؤسسات لمسايرة هذه الثورة التكنولوجية، إلى جانب التركيز على زيادة التفاعل مع "السوشيال ميديا"، وصولاً لاستعادة دور الاعلام في تشكيل الرأي العام.

ونوه رئيس الهيئة الوطنية للصحافة إلى أنه تم بالفعل البدء في تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال إنشاء بوابة الكترونية لمؤسسة الأهرام، يتبعها باقي المؤسسات.

أوضح جبر أن خطة التطوير تتضمن أيضاً تنظيم سلسلة دورات تدريبية للكوادر الصحفية والإعلامية، بالاشتراك بين الهيئة ووزارتي الاتصالات والقوى العاملة والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة والجامعات المصرية؛ لصقل مهاراتهم في المجال التكنولوجي والرقمي، بالإضافة إلى العمل على تفعيل نظام الإعلانات الرقمية بنماذجها التكنولوجية الحديثة والإعلانات التفاعلية والمتحركة، ودراسة تسويق كنوز المؤسسات الصحفية القومية (الصور النادرة – الوثائق – الأحداث التاريخية – مقالات كبار الكتاب).

وشدد على أن الهدف من التطوير والرقمنة هو السعي للتفاعل المباشر مع وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء أقسام داخل كل بوابة تتفاعل مباشرة مع القطاعات المؤثرة في "السوشيال ميديا"، والعمل على تقديم حل لمشاكل الجماهير وتقديم خدمات متنوعة.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني لخطة تطوير المؤسسات الصحفية، نوه رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إلى أنه يتعلق بإعادة الهيكلة والإصلاح المالي والإداري لتلك المؤسسات، من خلال الحصر الشامل للأصول وتحديد الأعباء والالتزامات المحملة بها وتقديم مقترحات لحسن استثمارها، مع اقتراح بإنشاء مشروعات مشتركة بين المؤسسات ولكل مؤسسة على حدة، وإنشاء صندوق لتمويل مشروعات المؤسسات الصحفية يكون رأس ماله من خلال طرح بعض الأصول المملوكة للمؤسسات واستثمارها في المشروعات المقترحة، على أن يكون الصندوق برئاسة الهيئة وعضوية رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية.

كما تضمن هذا المحور دراسة لملف حصر الديون بمختلف أنواعها وتقديم مقترحات لإعادة جدولتها وطرق سدادها.

تناول الاجتماع، المقترحات الخاصة بخطة استثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية، بما يعود بالفائدة على كل مؤسسة ويرفع عن كاهل الدولة استمرار دعمها لتلك المؤسسات.

وأوضح كرم جبر أن الهيئة أعدت تلك الدراسة المتكاملة عن تطوير وتحديث المؤسسات الصحافية، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارات التخطيط وقطاع الأعمال والمالية والاستثمار والتضامن الاجتماعي، وكذلك الأجهزة الرقابية والخبراء المختصين.

خلُصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات منها: البدء في استثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية استثماراً رشيداً يدر عائداً يسمح لها بتحمل أعبائها ويوازن بين الإيرادات والنفقات (وفقا للخطة التي وضعتها الهيئة)، وتحديد الأصول التي يتم بيعها سواء للاستثمار أو سداد الديون، والفصل بين منصبي الإدارة والتحرير، والمراقبة الدورية الجادة للمؤسسات فيما يتعلق بزيادة الإيرادات وتقليل النفقات وتراجع الفجوة التمويلية، بالإضافة إلى ما يتعلق بالخطوات التنفيذية في استثمار الأصول غير المستغلة بعد إقرارها.

وأضاف، جبر، أن التوصيات تتضمن أيضاً دراسة الأنشطة الخاسرة في المؤسسات بما في ذلك الإصدارات ومقترحات مجالس الإدارة لعلاج تلك الخسائر، وفقاً لجدول زمني مدته 6 أشهر يتم بعدها اتخاذ القرار بشأنها، مع قيام الهيئة بإصدار نماذج إرشادية للوائح المالية والإدارية يتم في ضوئها إقرار لوائح كل مؤسسة، والعمل على حسن اختيار رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير، بناء على معايير الأداء التي تحققت بالنسبة لشاغلي المناصب الآن، ووضع شروط موضوعية لمن يتم تعيينهم لأول مرة، إلى جانب تفعيل أدوات الشفافية والمحاسبة ونشر الميزانيات في موعدها والانضباط المالي والإداري.

كما تشمل التوصيات محاسبة القيادات أولاً بأول عما يحدث من أخطاء، مع الأخذ بأسباب الثورة الرقمية، وتدعيم مشروع الهيئة لرقمنة المؤسسات الصحفية الذي بدأ تنفيذه في مؤسسة الأهرام، إلى جانب دراسة ملف الديون والاقتراحات الخاصة بجدولتها، بما يُمكّن المؤسسات من الوفاء باحتياجاتها، وتحديد الأصول التي يتم التنازل عنها كجزء من سداد الديون، والاتفاق على جدولة الديون المتبقية.

ولفت كرم جبر إلى أن التوصيات تشمل كذلك إنشاء شركات متخصصة أو قابضة في التوزيع والطباعة والإعلان، تمارس أنشطة مستقلة عن المؤسسات، وتخفف الأعباء عنها، والبدء في تنفيذ خطة الإصلاح فور إعادة تشكيل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة والتحرير باعتبارها المخولة بإصدار القرارات، بحيث يتسلم كل منهم الخطة المتفق عليها، ويقدم تقريرًا ببدء تنفيذها.

بدورهم، قدم رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية عرضًا عن التحديات التي تواجه مؤسساتهم خلال المرحلة الحالية، والتي كانت سببًا في وجود فجوة تمويلية، مشيرين إلى الجهود التي يقومون بها من أجل الإصلاح والتطوير المطلوب.

وقال محمد معيط وزير المالية، إن الحكومة حريصة على استمرار المؤسسات الصحفية القومية في القيام بدورها المهم في هذه المرحلة، مشيراً إلى ضرورة مواكبة مفردات العصر في هذا القطاع، والعمل بصورة تكاملية بهدف الوصول للتطوير المنشود، مع ضرورة العمل على تطبيق ما يمكن تسميته بفاعلية الإنفاق والاستثمار الأمثل لإمكانات كل مؤسسة صحفية، خاصة أن موازنة الدولة لم تعد تحتمل تقديم دعم لكل هذه الجهات، ومن ثم يجب الإسراع بالتطوير المطلوب.

وأشار أسامة هيكل وزير الإعلام إلى ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي والمتغيرات الحالية، لافتا إلى ضرورة اتباع أساليب الإدارة الجيدة للمؤسسات الصحفية القومية، وأن تقوم الجمعية العمومية بإجراء تقييم لأداء كل مجالس الإدارات.

وشدد على أن أي عمليات إصلاح تجرى في أي مؤسسة بالعالم تحتاج إلى شجاعة في اتخاذ القرار المناسب، مضيفًا: "لا شك في أن أي إصلاح دائماً ما يقابله مقاومة من جانب البعض؛ ولذا يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية للمواجهة".

وأشار وزير الإعلام إلى أن الحكومة تساند هذه المؤسسات، ولكن يجب على الفور أن تُشكل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارات، وأن يكون هناك تقييما ومحاسبة على الأداء، مع ضرورة الاستفادة من إمكانات كل مؤسسة، والتكامل فيما بينها.

من جانبه، طرح الدكتور أحمد كمالي، نائب وزيرة التخطيط تصوّرا يتضمن قيام صندوق مصر السيادي بالتعاون مع المؤسسات القومية لتعظيم الفائدة من الأصول التي تمتلكها هذه المؤسسات.

وكلف مدبولي، بالبدء في تنفيذ خطة الإصلاح والتطوير للمؤسسات الصحفية القومية على الفور، وارتباط ذلك ببرنامج زمنى محدد، مع ضرورة العمل على ترشيد وحوكمة الإنفاق.

وطالب مدبولي بأن يتم البدء في تنفيذ الحلول المقترحة بشجاعة، محذراً من استمرار الوضع على ما هو عليه، مضيفاً: أنه لولا القرارات الحاسمة والشُجاعة التى اتخذها الرئيس السيسي بهدف الإصلاح الاقتصادي ما كان أحد يتخيل ما سيحدث لهذا البلد، لذا عليكم أنتم كمسئولي المؤسسات الصحفية القومية أن تتخذوا قرارات شُجاعة، دون نظر لأي اعتبارات أخرى.

اقرأ أيضًا:

الحكومة: غلق باب التعيين بالمؤسسات الصحفية القومية ومنع التعاقدات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان