مرصد الأزهر: التدخلات في ليبيا تخدم مصالح الجماعات المتطرفة
كتب - محمود مصطفى:
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن موافقة البرلمان التركي على إرسال جنود أتراك إلى ليبيا لاقت ردود فعل رافضة، ليس في العالم العربي والإسلامي فقط وإنما في العالم أجمع، بما فيه الشعب التركي الذي ذكرت تقارير إعلامية أنه ضد هذا التدخل في الأراضي الليبية.
وسرد مرصد الأزهر في تقرير عبر أصدره الاثنين، بعنوان «أصوات تركية ودولية رافضة للتدخل في ليبيا»، ردود الفعل تجاه هذا التدخل، وجاء كمال قليج دار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، والمنافس الأقوى لحزب العدالة والتنمية على رأس الرافضين لإرسال جنود إلى ليبيا، كما قالت ميرال أقشينار رئيسة حزب الخير التركي، ومرشحة الانتخابات الرئاسية السابقة إن حزبها صوت بـ «لا» تجاه هذا التدخل، مُشيرة إلى أفضلية أن تلعب بلادها دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، وأن تأخذ العبرة من تدخله في سوريا، محذرةً من أن مذكرة التفاهم مع ليبيا لن تجلب خيرًا لتركيا وستهدد أمنها القومي.
وذكر المرصد أن الكثير من المثقفين الأتراك عارضوا إرسال جنود إلى ليبيا، من بينهم الكاتب التركي رحمي طوران وذلك في مقالٍ له تحت عنوان «علينا ألا نشتري تذكرة إلى النار» أكد فيه أن الحرب في ليبيا ليست حربًا تركية، وليست تركيا طرفًا فيها، مؤكدًا ضرورة أن تنتهج بلاده طريق العقل والسلام، متعجبًا من إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، ومتسائلًا هل ذلك من أجل دعم الإخوان هناك؟
وتناول تقرير مرصد الأزهر ردود الفعل الدولية الرافضة للقرار، فقد جدد أنظونيو جوتريش الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف إطلاق النار في ليبيا وعودة جميع الأطراف للحوار السياسي. كما حذّر جوتريش من الإخلال المستمر بقرار مجلس الأمن رقم 1970 الصادر عام 2011 بخصوص حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، مؤكدًا ضرورة الالتزام بهذا القرار الذي يهدف إلى خلق مناخٍ مناسب لإحلال السلام في البلاد.
وأبرز التقرير إدانة الخارجية المصرية موافقة البرلمان التركي على تفويض أردوغان إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، محذِّرة أنقرة من مغبَّة التدخل في ليبيا، ومشيرةً إلى أن أيَّ احتمالٍ للتدخل العسكري التركي في ليبيا هو تطور يُهدِّد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، مما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جرَّاء مثل هذه التهديدات، كما أشار التقرير إلى رفض وإدانة مجلس النواب المصري للتدخل التركي في ليبيا.
وأشار المرصد، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفقًا للصحف التركية، أبلغ الرئيس التركي في اتصالٍ هاتفي أن التدخلات في ليبيا تزيد اضطراب الموقف الليبي ولا تأتي بحلٍ للأزمة الموجودة هناك. من جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه البالغ» بشأن قرار تركيا بالتدخل عسكريًّا في الحرب المتصاعدة في ليبيا، ويأتي هذا التحذير إضافةً إلى تحذيرات مشابهة أعربت عنها الولايات المتحدة وروسيا، وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي «لا يوجد حلٌّ عسكريٌّ للأزمة الليبية. الإجراءات التي تدعم هؤلاء الذين يقاتلون في هذا الصراع ستزيد من زعزعة استقرار البلاد والمنطقة ككل».
وأكد المرصد أن كل هذه الأصوات وغيرها تدلل على وجود توافق دولي-عربي يرفض أي نوع من التدخل العسكري في ليبيا. لكن هذا التوافق يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة وممارسة كافة الضغوط الدبلوماسية لإجبار الجميع على الانصياع لصوت العقل والضمير، وعدم استغلال معاناة بعض الدول والشعوب من أجل تنفيذ الأطماع.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مساندته لموقف الدولة المصرية للحفاظ على أمن مصر وسلامتها، وأمن المنطقة بأكملها، مختتمًا تقريره بالتحذير من مغبات التدخلات الخارجية في الأراضي الليبية وعواقبها الوخيمة، إذ إنها تخدم مصالح الجماعات المتطرفة في المقام الأول.
فيديو قد يعجبك: