وزير الخارجية الصيني: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لحل الملف الليبي
القاهرة- أ ش أ:
قال مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانج يي، إن الجانب الصيني يرى دائما أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لحل الملف الليبي، وأن لغة القوة طريق مسدود لا يؤدي إلا إلى تداعيات وخيمة.
وأكد يي - في حوار مع جريدة "الأهرام" المصرية خلال زيارته الحالية إلى مصر - دعم بكين لدفع عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة "يقودها ويملكها الشعب الليبي"، لمساعدة ليبيا في التخلص من الصراع في أسرع وقت ممكن واستئناف الحوار السياسي وتحقيق السلام الدائم.
وأكد حرص الجانب الصيني على إيصال صوته في الأمم المتحدة ومؤتمرات باريس وباليرمو بشأن الملف الليبي وغيرها من المحافل المتعددة الأطراف، ويدعم ويدفع عملية الحل السياسي للملف الليبي، لافتًا إلى أن بكين على تواصل مع كافة الأطراف الليبية وتبذل جهودا حثيثة وسلمية، مؤكدًا حرص بكين على بذل جهود إيجابية وبناءة مع الجانب المصري في هذا الملف.
وردًا على سؤال حول رؤية الصين لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة لإصلاح مجلس الأمن، قال الوزير الصيني إن الصين تؤيد ذلك تماما، وتعتقد دائما أن زيادة التمثيل والصوت للدول النامية وخاصة الدول الإفريقية تمثل الاتجاه الصحيح الوحيد لإصلاح مجلس الأمن، حرصا على بذل جهود مشتركة مع مصر وغيرها من الدول الإفريقية الصديقة في المفاوضات الحكومية للجمعية العامة حول إصلاح مجلس الأمن الدولي وغيرها من المحافل، بما يدفع الإصلاح نحو اتجاه يتفق مع المصالح المشتركة للدول النامية بخطوات متزنة، لافتا إلى أن الصين ومصر تربطهما مصالح مشتركة واسعة النطاق في دفع إصلاح النظام الدولي للحوكمة؛ وذلك سعيا لصيانة التعددية والنظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والحفاظ على المصلحة المشتركة للدول النامية.
وفيما يتعلق بالملف السوري، أوضح أن الجانب الصين يدعو دائمًا إلى دفع عملية إعادة الإعمار بالتزامن مع الالتزام بالحل السياسي ومكافحة الإرهاب على نحو شامل، بما يوفر ضمانا أساسيا لتحقيق الأمن والأمان الدائمين لسورية والسعادة والرفاهية للشعب السوري، لافتا إلى أن الجانب الصيني قدم - منذ اندلاع الأزمة السورية - مساعدات إنسانية كثيرة للشعب السوري، وأقام دورات دراسية بشأن إعادة الإعمار، ودعم سوريا في إعادة الإعمار بخطوات ملموسة، كما يدعم الجانب الصيني مشاركة الشركات الصينية في إعادة إعمار سوريا، ويحرص على التشاور والتعاون مع كافة الأطراف في هذه العملية، داعيًا كافة الأطراف إلى تغليب مصلحة الشعب السوري وتحمل المسئولية المطلوبة والمساهمة بطاقة إيجابية للسلام والاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة.
وأعرب عن قلق بكين من استمرار الصراعات بين فلسطين وإسرائيل والغياب التام للثقة المتبادلة وانحراف عملية السلام عن المسار الصحيح، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية تعد جذرا لاضطرابات الشرق الأوسط وجرحا لضمائر البشر، وبدونها لا مجال للحديث عن السلم والأمن الدائمين في الشرق الأوسط، مشددًا على أن المبادئ التي توافق عليها المجتمع الدولي مثل "الأرض مقابل السلام" و"حل الدولتين" لا بد من التمسك بها وعدم طرحها في أي صفقة.
وأشار إلى أن الجانب الصيني يرى ضرورة التمسك بـ"حل الدولتين" كاتجاه العام، وحل الخلافات بين فلسطين وإسرائيل عبر التفاوض المتساوي وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مؤكدًا دعم الصين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة بحزم لا يتزعزع، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: