بعد ترميمه.. افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية غدا
القاهرة- أ ش أ:
يفتتح وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، غدا الجمعة، المعبد اليهودي إلياهو النبي بالإسكندرية، وذلك عقب الانتهاء من أعمال ترميمه وتطويره والتي تأتي ضمن اهتمام الحكومة المصرية للحفاظ علي جميع آثارها وتراثها سواء كان فرعونيًا أو يهوديًا أو قبطيًا أو إسلاميًا، وتوليها نفس الأهمية، وأيضا طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين الوزارة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة عام 2017.
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية يؤكد أن وزارة السياحة والآثار تتعامل مع الآثار اليهودية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الآثار المصرية على أرضها عبر كل العصور، وأن ترميم وتطوير أي أثر إضافة جديدة وموقع جديد يوضع على خارطة السياحة المحلية والدولية.
وعن تاريخ المعابد اليهودية في مصر، أشار إلى أن تاريخ المعابد اليهودية في مصر يشكل صفحة من تاريخ التسامح بين الأديان، موضحا أن المعابد المسجلة بوزارة الآثار (9 بالقاهرة ومعبدين بالإسكندرية)، وهي معبد بن عزرا بمصر القديمة المسجل عام 1984، ومعبد موسى بن ميمون بحارة اليهود بالموسكي المسجل عام 1986، ومعبد حاييم كابوسى بحارة اليهود والمسجل عام 1987، وشعار هشمايم بشارع عدلى مسجل عام 1987، ومعبد نسيم أشكنازى بشارع الجيش المسجل عام 1995، ومعبد اليهود الأشكناز بشارع الجيش مسجل عام 1999، ومعبد كرايم بالظاهر المسجل عام 1996، ومعبد موسى الدرعى بالعباسية المسجل عام 1997، ومعبد حنان بقنطرة غمره والمسجل عام 1997.
وأضاف أن معبدي الإسكندرية هما معبد (إلياهو النبى) بشارع النبي دانيال ومسجل عام 1987، ومعبد (يعقوب منشة) اليهودى بميدان المنشية المسجل بقرار وزير الآثار رقم 381 لسنة 2018.
وقال ريحان إن معبد بن عزرا بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، كان أساسه كنيسة تحت مسمى كنيسة الشماعين تخطيطها على الطراز البازيليكى المستمد من أصل روماني يتكون من صحن أوسط متسع، وجناحين جانبيين، وثلاثة هياكل، وذلك قبل أن يشتريها اليهودي الشامى، برهام بن عزرا، من الكنيسة الأرثوذكسية بعد مرورها بضائقة مالية، وذلك مقابل مبلغ قدره 20 ألف دينار.
وأوضح أن المعبد ليس فقط أصله كنيسة مسيحية على الطراز البازيليكي بل يضم تحفة إسلامية رائعة، تتمثل في (ثريا) معلقة على يمين هيكل المعبد محفور عليها باللغة العربية أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، بالإضافة إلى (ثريا) نحاسية أخرى تتدلى من السقف على شكل مخروطي، وتحمل اسم السلطان المملوكي قلاوون، مشيرًا إلى أن الثريتين من إهداء السلطان المملوكي، قلاوون بن عبدالله الألفى الصالحي، وهو ما يؤكد احتضان مصر على مر تاريخها لجميع الأديان، وأن هذا المعبد يشكل مجمعا للأديان، بالإضافة إلى وجوده في مجمع الأديان.
وذكر أن معابد اليهود في مصر كانت حسب الطائفة فمنهم طائفة الربانيين، وهم من يؤمنون بالتوراة كتاب الرب والتلمود كلام البشر ومن معابدهم معبد بن عزرا بمصر القديمة، وطائفة القرائين، وهم من يؤمنون بالتوراة فقط وصلاتهم بها ركوع وسجود ومعابدهم مفروشة بالسجاد ويخلعون أحذيتهم خارج المعبد، وطائفة الأشكناز وهم اليهود من أصل أوروبي.
ولفت إلى دراسة أثرية للدكتور محمد مهران رئيس الإدارة المركزية للآثار اليهودية بوزارة السياحة والآثار تؤكد تسامح المسلمين مع اليهود بمنحهم مقابر البساتين في القرن التاسع الميلادى، حيث منحهم الأمير أحمد بن طولون أراض أقاموا بها مقابرهم الموجودة حتى الآن.
ونوه بأن أشهر من دفن بتلك المقابر يعقوب بن كلس، الذي عهد إليه الخليفة المعز لدين الله 341- 364 هـ، 952- 974م بولاية الخراج، موضحًا أن درجة التسامح وصلت بين المسلمين واليهود إلى تعيين الخليفة الحاكم بأمر الله لطبيب خاص يأتمنه على حياته من اليهود وهو صفير اليهودي.
وأكد كرم الضيافة المصري من استقبال اليهود من شتى بقاع الأرض ليجدوا الملاذ الآمن بمصر، حيث أقاموا في عدة مناطق منها الفسطاط وحارة اليهود والجمالية والعباسية والزمالك وجاردن سيتي.
ولفت الدكتور ريحان إلى الوثائق اليهودية في مصر مثل وثائق (الجنيزا)، وهي وثائق مستخرج جزء منها من معبد بن عزرا بمصر القديمة عام 1896، وجزء آخر من مقابر الجنيزا بالبساتين عام 1987، وهي تلقى الضوء على حياة اليهود في مصر خلال العصر الحديث، كما تلقى الضوء على ثقافة وتراث شريحة مهمة من المجتمع المصري كانت جزءا لا يتجزأ في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية والفنية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: