هل تحرك تصريحات الرئيس الأمريكي مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
كتب- أحمد مسعد:
بعد صمت دام ما يقرب من شهرين، خرجت تصريحات الرئيس دونالد ترمب، عن عدم اتفاق الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) حول قواعد ملء وتشغيل السد؛ في خطوة اعتبرها البعض نوع من أنواع الضغط على أديس أبابا للوصول إلى حل للأزمة.
هذه التصريحات يراها الخبير الاستراتيجي الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بمثابة تنبيه ولفت نظر إلى أن الأوضاع خطيرة، خاصة أن الموقف الإثيوبي ليس الموقف الذي يؤدي إلى الاستجابة إلى متطلبات مصر والسودان باعتبار مياه النيل مسألة حياة ووجود.
وفي حديث مع "مصراوي"، أكد رسلان أن تصريحات ترامب مرتبطة بتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ككل، حيث أن أزمة سد النهضة قد تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعن تأثير هذه التصريحات على سير المفاوضات، يرى رسلان، أن مثل هذه التصريحات بمثابة تنبية للقائمين على المفاوضات، خاصة أن الولايات المتحدة أحد مراقبي المفاوضات، إلى مزيد من الجهد والتوافق للوصول إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة، خاصة أن مصر لم تتحدث عن أي عمل عسكري وملتزمة بالمسار التفاوضي.
وتوقفت المفاوضات منذ 28 أغسطس الماضي، بين الدول الثلاث حال عدم توقيع اتفاق قانوني بوساطة الاتحاد الأفريقي.
وفي ذات السياق أكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس الأمريكي يتحدث عن استقرار منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، إلا إذا توافقت القاهرة أوديس أبابا حول التخزين وفترات والملء.
وقال حليمة، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، إن عدم التقدم في الملف أبرز التحديات التي تواجه كل دولة أمام الداخل والخارج، لافتًا إلى أن الحديث كان موجهًا للسودان بضرورة لعب دور فعال أكثر قيمة.
وأشار مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن مصر متمسكة بكافة سبل التفاوض الدبلومسي، وهو ما تجلى في تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة، مضيفًا: "مصر لا تمتلك رفاهية الاستغناء عن حصصها المائية، ومن هنا كان وجب على الرئيس الأمريكي إيصال الرسالة للأشقاء هناك".
وصرح الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، خلال إحدى الحلقات التلفزيونية، حول آخر مستجدات مفاوضات سد النهضة، قائلًا إنه تم وقف المفاوضات بناء على طلب السودان، والأيام المقبلة يمكن أن تشهد تغييرًا.
وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور عباس الشراقي، أستاذ الجولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تعيد المفاوضات مرة أخرى، مشيرًا إلى أن اتفاقية واشنطن مازالت قائمة.
وأضاف الشراقي في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن على إثيوبيا إحياء المفاوضات من جديد، وإلا لن ترى أديس أبابا الدعم الأمريكي، لافتًا إلى أن الموقف الأمريكي أصبح واضح تمامًا أن الإدارة الأمريكية انضمت لدول الاتحاد الأوروبي.
فيديو قد يعجبك: