إعلان

"جنود مجهولون".. عمال الكشوف الأثرية: "يوميتنا 70 جنيه.. ومنقدرش نكلم الوزير" (صور)

11:58 م الإثنين 02 نوفمبر 2020

(مصراوي):

تتزايد ثروات مصر الأثرية، عقب الاكتشافات الأثرية الأخيرة، سواء في القاهرة والجيزة، أو في المحافظات والأقاليم، والتي تصب في نهاية الأمر في زيادة رصيد المتاحف المصرية من الكنوز.

وزارة السياحة والآثار أعلنت مؤخرًا تحقيق البعثات المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، نجاحات عديدة من الاكتشافات الأثرية في محافظات الأقصر والمنيا ومنطقة سقارة الأثرية وغيرها، فضلًا عن المشروعات الأخرى التي يتم تنفيذها على أرض الواقع.

وفي سبيل استجلاء طبيعة العمل على الأرض، عايش موقع "مصراوي" عمال الحفائر في منطقة سقارة الأثرية، باعتبارهم الجنود المجهولون والمكتشفون الحقيقيون لأي اكتشاف أثري جديد، نحاول أن نكشف طبيعة عملهم، وما يتقاضونه من رواتب، وما يعانونه من مشكلات، وما هو شعورهم بالمساهمة في خروج أي اكتشاف أثري جديد.

البداية كانت على هامش المؤتمر الصحفي العالمي، لإعلان الكشف الأثري الجديد بمنطقة سقارة، وحظى بحضور حوالي 57 سفيرًا من كل دول العالم، وتهافت أغلب وسائل الإعلام المحلية والدولية على تغطيته، بينما جلس هؤلاء "الجنود المجهولون" في خيمتهم الصغيرة وسط صحراء سقارة، لا يعنيهم كل ما يجري حولهم.

"يولد الكشف الأثري على أيدينا، أول ناس، وبنشتغل بناء على توجيهات المسئولين في الموقع".. هكذا بدأ عمال الحفائر الأثرية، مؤكدين أن يومهم يبدأ في السابعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، إلا إذا طلب منهم المسئولون الاستمرار في العمل إلى الرابعة، في الحالات الطارئة ووقت استكمال استخراج قطع أثرية مهمة كالتوابيت.

يقول محمد حسين، أحد العمال: "نعمل بنظام العمالة الموسمية باليومية، ونعمل طالما تعمل البعثة الأثرية في التنقيب، وغالبًا ما تكون 5 أشهر في العام، أما إذا توقفت فليس لنا وجود هنا، واليومية تقدر بـ70 جنيهًا، وليس لدينا عمل آخر، ونتمنى أن يزيد أجرنا حتى نستطيع أن نجاري ظروف الحياة، ونصرف رواتبنا بكارت فيزا".

وأضاف: "اكتسبنا هذه المهنة من أجدادنا وآبائنا، وننتمي إلى مدن عديدة من أبوصير وسقارة وغيرها من المدن، ونقوم بعمل حرفي يعتمد على الحفر والتنقيب بناء على تعليمات وتوجيهات المسئولين عن البعثة الأثرية، ومضطرون للعمل بهذا النظام لأننا إذا لم نأت سيأت عمال آخرون، وليس لنا أن نتجمع ونتقدم بمذكرى لتعديل أوضاعنا لأننا غير موظفون، وبالتالي فليس لنا أن نقدم مثل هذه المذكرة، وبيتقالنا اللي مش عاجبه يمشي.. السوق عرض وطلب".

زميله جمال عبدالنبي تابع: "كان الدكتور محمد أحمد يوسف أول من وجد آبار الدفن الموجودة فيها التوابيت التي استخرجت من منطقة سقارة وقلبت العالم مؤخرًا، ثم جاء بعدها الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وعدد من الأثريين والمسئولين".

وأضاف: "إذا تعرض أحد من عمال الحفائر إلى إصابة ما، فإن الوزارة تتكفل به إلى أن يشفى ويعود إلى عمله مرة أخرى، وحدث ذلك مع بعض زملائنا الشهر الماضي، حيث سقط حوالي 3 منهم وأصيبوا بكسور فتكفلت الوزارة بعلاجهم لحين عودتهم إلى العمل مرة أخرى".

وأكمل: "عددنا حوالي 30 عاملًا، ولا يمكن أن نتحدث مع وزير السياحة والآثار لتصحيح أوضاعنا، لأن التسلسل الوظيفي يمنعنا من الحديث إلا مع ريس العمال".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان