نحتاج للتجديد المستمر.. وزير الأوقاف: باب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة
كتب - محمود مصطفى:
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الكمال لله وحده، والعصمة لأنبيائه ورسله، وأن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم (صلى الله عليه وسلم).
وأضاف خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها من مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة، أن الإمام الشافعي (رحمه الله) يقول : "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، وكان يقول في تواضع جم وتقدير لآراء الآخرين: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب".
وأشار إلى أنه يجب علينا أن ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى تراثنا و علمائنا وأئمتنا السابقين والأئمة الأربعة، لأنهم جميعا بذلوا وسعهم و استنفدوا طاقاتهم فى خدمة دينهم، مشددا على أن باب الاجتهاد لم يغلق بعدهم ولن يغلق إلى يوم القيامة، وأننا في حاجة إلى التجديد المستمر لعصرنا أكثر من أي وقت مضي نظرا لكثرة مستجدات عصرنا وتتابعها.
وأكد أن ما كان راجحًا فى وقت أو زمان أو مكان معين، قد يصبح مرجوحًا إذا تغير الزمان أو المكان أو الحال، وهو ما أكده صاحب هذا المقام الإمام الشافعي تأكيدًا عمليًا عندما أفتى هنا في مصر في بعض المسائل بخلاف ما كان قد أفتى به فى العراق ؛ نظرًا لتغير البيئة والأحوال آنذاك ، فعرف مذهبه في العراق بالمذهب القديم ، ومذهبه في مصر بالمذهب الجديد .
وقال وزير الأوقاف:"إننا في حضرة ومقام عالم جليل، وفقيه عظيم، وأديب كبير فى الفقه والعلم، يقول الإمام أحمد بن حنبل عن قول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" , فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، والشافعي (رحمه الله) على رأس المائة الثانية.
وتابع:" عندما نفتتح اليوم بالتعاون مع وزارة الآثار مسجد الإمام الشافعي بعد صيانته وترميمه إنما نؤكد تأكيدًا عمليا على أننا في الوقت الذي نعني فيه ببناء المساجد في المجتمعات العمرانية الجديدة، فإننا نعنى نفس العناية وأشد بمساجدنا الأثرية والتاريخية ولا سيما مساجد العلماء ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو نفس النهج الذي تسير عليه الدولة المصرية العظيمة، فهي تبني الجامعات الجديدة وتطور جنبا إلى جنب جامعاتها العريقة، وحين تنشئ المدن الجديدة تطور جنبًا إلى جنب المدن القديمة وعواصم المحافظات وقراها ، مؤكدًا أن بناء المدن الجديدة سيتيح فرصًا أفضل لتطوير المدن القديمة، وتخفيف الضغط على خدماتها، مما يسهم بلا شك في تحسين الأحوال المعيشية للمقيمين بها، فعين هنا وأخرى هناك، ويد تبني هنا وأخرى تطور هناك، فلتحيا الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة
حضر الخطبة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، واللواء أركان حرب شريف سيف الدين، مستشار رئيس الوزراء لمكافحة الفساد، والمهندس جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنونية، والمهندس إمام عفيفى نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية بمحافظة القاهرة، و بمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.
.
فيديو قد يعجبك: