مرصد الأزهر في أسبوع: التحذير من التهديدات لدور العبادة الألمانية.. وتحليل تزايد نشاط المتطرفين بإفريقيا
كتب- محمود مصطفى:
سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث استنكر المرصد التهديدات الإرهابية التي تلقَّتها بعض المساجد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدًا أن ذلك السلوك العدواني يمثِّل وقودًا لإثارة الفتن، ويؤثر بالسلب على السلم والأمن داخل المجتمع الألماني.
ولفت المرصد إلى أن تهديد حياة المسلمين أو الاعتداء على مساجدهم -التي من المفترض أن تتمتَّع بالحماية الكاملة كحق أصيل من حقوق حرية التدين وممارسة الشعائر- قد تستغلُّه التنظيمات والجماعات المتطرفة في تبرير هجماتها الإرهابية داخل المجتمعات الغربية، كما أنها تعدُّها مادة لاستثارة العواطف معها.
ومتابعةً للنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية، أكَّد مرصد الأزهر أن مقتل «با أغ موسى»، القائد العسكري بتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، في عملية شمال شرق مالي، يمثِّل ضربة موجعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، من شأنها أن تعمل على اضطراب التنظيم من الداخل وزعزعة استقراره، مشددًا على أن تتبُّع زعماء الإرهاب في العالم من الخطوات المهمَّة في طريق القضاء على الإرهاب.
كما تابع المرصد اجتماع وزراء خارجية كل من: كينيا وأوغندا وبوروندي وإثيوبيا وجيبوتي، والذي ناقش الوضع الأمني في الصومال، بعد ورود أنباء عن إطلاق حركة «الشباب» الصومالية حملةً لتجنيد مقاتلين جدد بالقوة في المنطقة الجنوبية من البلاد. وأشار المرصد إلى أن ذلك الاجتماع جاء بعد التحذيرات التي أطلقها المرصد، والتي أكَّد فيها -من خلال دراساته وتقاريره الدورية- خطورة حركة «الشباب» الصومالية، وأثر تجنيدها للشباب على السلم والأمن داخل المجتمع الصومالي.
وشدَّد المرصد على ضرورة أن تأخذ القوات الأمنية الصومالية حذرها، وأن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة خطر حركة «الشباب» الإرهابية الذي يهدِّد استقرار البلاد، مؤكدًا أن الأعمال الإرهابية التي ترتكبها تلك الحركة تنافي تعاليم الشريعة الإسلامية التي أمرت بحفظ النفس وجعلته أحد مقاصدها.
واضطلاعًا بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية العادلة، استنكر مرصد الأزهر طرح الكيان الصهيوني عطاءات لإنشاء 1257 وحدة استيطانية جنوب مدينة «القدس» المحتلة. وأكَّد المرصد أن ذلك الإجراء يستهدف تغيير ملامح الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن حشد الصهاينة في «القدس» جزء من خطة كبرى لتهويد المدينة ومحو هويتها الإسلامية والعربية.
وتعليقًا على إبرام ميثاق لمكافحة العنصرية في قطاع صناعة التكنولوجيا بأمريكا، ثمَّن مرصد الأزهر هذه الخطوة التي تستهدف القضاء على ظاهرة العنصرية التي تغذِّي بدورها تيارات التطرف والعنف داخل المجتمعات، آملًا أن تنتهج جميع الروابط والمؤسسات والهيئات بمختلف تخصصاتها في أرجاء العالم تلك الخطوة المهمة؛ للقضاء على تلك الظاهرة السلبية التي تعكِّر صفو المجتمعات وتكدِّر السلم والأمن فيها.
وفي بيان له بمناسبة «اليوم العالمي للطفل» الذي يحتفل به العالم في العشرين من نوفمبر كل عام، أكَّد المرصد أن استقطاب الأطفال وتجنيدهم وتشويه أفكارهم وغسل أدمغتهم يُعدُّ أحد أهم المشتركات بين التنظيمات الإرهابية؛ إذْ يمثل الضامن لاستمرار الفكر المتطرف، مشددًا على أن حماية الأطفال من الوقوع في شباك تلك التنظيمات ينبغي أن تكون غاية لجميع المجتمعات عن طريق التوعية من خلال الأسرة ومناهج التعليم وبرامج التلفاز وأفلام الكارتون وغيرها من الفنون المناسبة للطفل.
واستمرارًا في اللقاءات التليفزيونية المتواصلة التي يجريها المرصد مع التليفزيون المصري، قال الدكتور زياد فرُّوح، مشرف بمرصد الأزهر، خلال بث مباشر مع برنامج «صباح الخير يا مصر» إن المرصد يعمل على مواجهة جميع أشكال التطرف والتي من بينها خطاب الكراهية، مبيِّنًا أنه لا يوجد اتفاق على تعريف موحَّد لمفهوم خطاب «الكراهية»، لكننا يمكن أن نعرفه إجمالًا بأنه ذلك الخطاب الذي يتضمَّن هجومًا أو تحقيرًا أو انتقاصًا من بعض الأشخاص لأشخاص آخرين؛ لوجود صفة مميِّزة لهؤلاء الأشخاص مثل: اختلاف الدين أو العرق أو اختلاف الرأي السياسي.
وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة التي تعالج قضايا مرصد الأزهر، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير باللغة العربية واللغات الأجنبية، من أبرزها: مقال باللغة العربية تحت عنوان: «الأديان.. ضحية حرية التعبير»، ومقالات باللغة الإسبانية تناقش زيادة الاستثمارات الإسبانية في تصدير المنتجات «الحلال» للسوق الإسلامي، وتسلِّط الضوء على مطالبات المسلمين في «قطلونية» بتخصيص مقبرة إسلامية، إلى غير ذلك من التقارير والمتابعات بجميع اللغات العاملة بالمرصد.
فيديو قد يعجبك: