طارق أبوالعينين لإيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يقود الثورة الصناعية الرابعة
* الرئيس السيسي أجرى إصلاحات اقتصادية رفعت النمو وأنعشت السياحة وضاعفت الإحتياطي النقدي
كتب - هاني رجب:
أجرت مجلة الإيكونوميست، حوارا مطولا مع رجل الأعمال طارق أبوالعينين، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة كليوباترا، بشأن رؤيته لتطوير القطاع الصناعي في مصر، وسياساته الاستثمارية التي تؤسس لتغلغل التكنولوجيا الحديثة في أنظمة التشغيل والإنتاج والتكاليف والجودة.
أفصح طارق أبوالعينين، عن أسباب النجاحات الملحوظة في كيلوباترا جروب يوما بعد الآخر، حيث قال إن الأمر تطلب دراسات حديثة للتكنولوجيا المتقدمة وسرعة الاستعانة بها في الصناعة، فالنهوض بالصناعة يرتبط مباشرة بمدى استخدام التكنولوجيا الحديثة في مكونات العمل.
وأضاف أن العالم على أعتاب ثورة تكنولوجية هي الثورة الصناعية الرابعة هذه الثورة تقودها تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والطابعات الثلاثية الأبعاد، والسيارات الذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار، والبيانات الضخمة، وهذه التكنولوجيا تتيح فرص كبيرة للشركات، على سبيل المثال تكنولوجيا إنترنت الأشياء (Internet of Things) وما تتضمنه من ربط الأجهزة والأشياء بشبكة خاصة أو بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تكنولوجيا البيانات الضخمة حيث يتيح تحليل هذه البيانات زيادة الإنتاجية وتحسين إدارة الشركات وتمكينها من التجاوب مع رغبات واحتياجات المستهلكين.
ولفت طارق أبوالعينين، إلى أن العالم اليوم يتحول من حوسبة السحابة Cloud إلى حوسبة الضباب Fog وكليهما توفر التخزين للبيانات لكن حوسبة الضباب أقرب إلى المستخدم النهائي ولها انتشار جغرافي أوسع، ولكي تحقق مصر الريادة فيمكن للحكومة دعم الشركات من خلال طرح مبادرات لتشجيعهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة والجيل الرابع في مجال الصناعة.
وعن سُبل النهوض بالاقتصاد المصري بشكل عام والقطاع الصناعي بشكل خاص، أوضح طارق أبوالعينين أن النهوض بالاقتصاد يتطلب تنمية عمرانية متكاملة وهو ما تشهده مصر بالفعل بعد تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، والطفرة الاقتصادية ، بفضل الدعم القوي للرئيس عبدالفتاح السيسي، وبدأت ملامح ذلك تتجلى في رفع معدلات النمو ومضاعفة الاحتياطي النقدي.
وقال إن القطاع الصناعي يمثل حوالي 16,7% من ناتج مصر الإجمالي، والنهوض بالصناعة يتطلب إنشاء مدن صناعية متطورة ومتخصصة بأحدث التكنولوجيا، شريطة أن تُدار بقوانين خاصة وقواعد مختلفة للتصنيع والتسويق، تتوافر بها كافة الخدمات من التمويل والتدريب ومراكز نقل التكنولوجيا، وتتوطن فيها الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة كصناعات مغذية ومكملة وليست مشروعات مستقلة، ففي كل الدول توجد شركة كبيرة وحولها 100 شركة صغيرة فعلى سبيل المثال تمثل الشركات الصغيرة 88% من الشركات في إيطاليا و99% من الشركات فى اليابان.
وأثنى "أبوالعينين" على خطط الحكومة المصرية المستقبلية التي تستهدف دعم القطاع، مؤكدا أن هذا يتطلب تقديم حزمة حوافز لتخفيض تكاليف الإنتاج الصناعي من عمالة ونقل وتخفيض اسعار الطاقة و ربطها بالاسعار العالمية.
وتطرق حوار إيكونوميست إلى سؤال عن تفضيل طارق أبو العينين العودة إلى مصر والعمل بها بعد إنهاء دراسته في إيطاليا، حيث كشف رجل الأعمال الشاب، عن تجربة الده رجل الأعمال محمد أبوالعينين التي وصفها بـ"الملهمة"، موضحًا أنها كانت سببا رئيسًا لاستكمال مسيرته وبدء مشواره في مصر.
وقال طارق أبو العينين إن والده لم يكن مجرد رجل أعمال فحسب، لكنه دشن قلعة صناعية باتت تجربة يحتذى بها في التطوير الصناعي في مصر، حتى أصبحت مصانع كليوباترا الثالث على مستوى العالم من حيث الإنتاج متفردا في جودته وسمعته التي أضافت الى واجهة مصر الاقتصادية في الخارج، وأصبحنا نصدر لأكثر من 100 دولة حول العالم.
وأكد أن والده رسخ بداخله قيما سامية أهمها أن رجل الأعمال الناجح في مصر عليه مسئولية اجتماعية تجاه أبناء بلده، فكان الإيمان بالوطن دافعا حثيثا داخلي، والقناعة بأن مصر لن تنهض سوى بعقول وسواعد أبنائها الذين عايشوا النماذج المتطورة والتجارب الناجحة عالميا، وقررت العودة إلى مصر وتحمل مسئولية التطور ونقل تلك التكنولوجيا الى بلدي التي تستحق مكانة أفضل ومستقبل أكثر إشراقا.
وأكد طارق أبو العينين أن مجموعة كليوباترا تعمل الآن وفق دراسات توسعية دائمة، ولا تتوقف عن استحداث آليات جديدة للإنتاج وفق متطلبات السوق الحديثة وآليات الصناعة العالمية الأكثر تطورا.
فيديو قد يعجبك: