من ووهان إلى اليمن.. كيف تعاملت مصر مع أزمات أبنائها بالخارج؟
كتب- محمد عبدالناصر:
في غضون 48 ساعة، كانت الدولة المصرية تتعامل مع أزمتين لأبنائها في الخارج، فهناك في قلب مدينة ووهان الصينية بعد أن تفشى بها فيروس كورونا كان يتواجد بها عشرات المصريين، كما تواجد 32 صيادا مصريا تم احتجازهم في اليمن من قبل الحوثيين ديسمبر الماضي.
الأزمة الأولى التي تعاملت معها الحكومة المصرية بنجاح، تعلقت بنقل المصريين العالقين في الصين بعد انتشار مرض الكورونا في مدينة ووهان، حيت تم التنسيق بين وزارة الخاريجية ووزارة الصحة ووزارة الطيران المدني؛ لبدء نقل المصريين المتواجدين في الصين، بهدف الحفاظ على صحتهم.
كما تم تكليف وزارة الطيران المدني بتجهيز طائرة خاصة لنقل المصريين، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان؛ لإرسال فريق طبي مجهز على متن الطائرة الخاصة، لمصاحبة الرُكاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى على متن الطائرة.
وتم جمع أسماء المصريين الذين سيتم نقلهم إلى مصر، وقال أحد المصريين العائدين من الصين، تم تقسيمنا لعدة مجموعات، كل مجموعة لها قائد فريق وأتوبيس خاص ومكونة من 35 مصريًا على رأسهم أحد الأشخاص من الجالية المصرية يقودهم إلى مطار ووهان الدولي حيث نقطة تجمعهم.
وفي مطار مدينة ووهان كان في انتظار المصريين مجموعة من الأطباء التابعين إلى السلطات الصينية بداخل إحدى القاعات، يرتدون بدلاتهم البيضاء في انتظار وصول المصريين المغادرين، لفحصهم والتأكد من سلامتهم.
ووصلت الطائرة المخصصة لنقل المواطنين المصريين، إلى مطار مدينة ووهان، السبت الماضي، على أن تقلع الـ11 مساء يوم الأحد للعودة بالمصريين إلى مستشفى بمحافظة مطروح وحجزهم لمدة 14 يومًا، وهي مدة الحجر الصحي لمعرفة ما إذا كان أحدهم حاملًا للمرض.
وصعد المصريون -أغلبهم باحثون وطلاب ماجستير- إلى الطائرة، وكان في استقبالهم طاقم طبي خاص (3 أطباء و3 تمريض)، مرتدين زياً خاصًا ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة؛ لمنع تسلل فيروس كورونا المستجد إلى داخل البلاد، ووصل عدد المصريين ممن قرروا العودة إلى مصر 302 مصري.
وعادت الطائرة القادمة من ووهان إلى الأراضي المصرية الاثنين، وتم نقلهم هم وطاقم الرحلة والفريق الطبي المرافق لهم، لأحد فنادق مدينة مطروح، حيث يدخلون معسكرًا طبياً لمدة 14 يومًا؛ للتأكد بشكل تام من سلامتهم، وعدم إصابة أيٍ منهم بفيروس كورونا المستجد، وسط متابعة شديد من الأطقم الطبية للحالة الصحية للمواطنين، حتى انتهاء فترة المعسكر الطبي.
أما الأزمة الثانية التي نجحت الحكومة المصرية في التعامل معها، فتتمثل في عودة 32 مصريا تم احتجازهم في اليمن من قبل الحوثيين منذ ديسمبر الماضي.
بدأت القصة حينما ابتعد مركبان مصريان عن المياه الإقليمة المصرية واقتربا من اليمن، وتعطل أحدهما، فتمكنت مليشيات الحوثي من احتجاز 32 مصريا كانوا على متن المركبين.
وكشف مروان محمد رجب، أحد العائدين من اليمن، عن تفاصيل احتجازهم ومعاملة الحوثيين لهم، قائلًا: "كنا سارحين نصطاد، وطلع علينا مركب، لانش صغير، وطلبوا منَّا دخول منطقة معينة وساعتين تلاتة وهنمشي، لكن فوجئنا لما دخلنا بأخذ الأسماك منا وأخدونا على السجن".
وقال رجب: "الحمد لله رجعنا بفضل الرئيس السيسي.. تحيا مصر".
وقال صياد آخر عائد من اليمن: "احتُجزنا شهرَين وشوية، والمعاملة كانت مش أوي".
وتم التنسيق بين عدد من الجهات المسؤولة لتولى عملية استرجاع المصريين المحتجزين في اليمن.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة الدولة للهجرة، إن عودة الصيادين المحتجزين في اليمن إلى مصر، لم يكن أمرًا سهلًا، بل استمر عدة أسابيع حتى نجحنا في استعادتهم اليوم الثلاثاء.
وقالت الوزيرة خلال استقبالها الصيادين العائدين: "الموضوع لم يكن سهلًا، ومنذ 14 ديسمبر كان هناك مفاوضات لإعادتهم، وتنسيق وتعاون بين أجهزة الدولة كلها، وكذلك التنسيق مع الأشقاء في السعودية واليمن".
وأضافت: "هذه سيمفونية أخرى بعد نجاحنا في عودة المصريين من ووهان الصينية، بقيادة رب الأسرة الرئيس عبدالفتاح السيسي".
وهبطت الطائرة في مطار القاهرة مساء اليوم الثلاثاء، حيث ظهر الصيادون المصريون العائدون من اليمن مرتدين أعلام مصر، ومرددين هتافات: "تحيا مصر".
وقال تامر حجازي، أحد العائدين أيضًا من اليمن: "لولا الرئيس السيسي ما كُناش ممكن نيجي تاني، إحساسي ما يتوصفش برجوعي مصر تاني، ومش هنعيش في أزمة طول ما ورانا مصر؛ لأنها مش بتنسى أهلها".
وتابع صيادون آخرون: "ارتحنا تمامًا بعد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعرفنا أننا راجعون، وأول ما عرفنا أننا راجعون حمدنا ربنا وصلّينا ركعتي شكر".
وقال محمد منار وزير الطيران المدني، إن الوزارة في خدمة المصريين ونقلهم من أي مكان في العالم، مشيرًا إلى تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بنقل المصريين من مدينة ووهان الصينية، و32 صيادًا كانوا محتجزين في اليمن.
وأضاف وزير الطيران، خلال استقبال الصيادين، أن الطيارين المصريين مفخرة للجميع، لافتا إلى تكريم طاقم الطائرة الذي نقل المصريين من ووهان الصينية.
وأكد وزير الطيران، أن الدولة لا تترك أبناءها أبدا في أي بقعة من الأرض بتوجيهات الرئيس السيسي، فمنذ يومين أحضرنا المصريين من الصين واليوم نحضر آخرين من اليمن.
وفور عودة المصريين المحتجزين في اليمن، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه تابع بكل فخر وإعزاز الجهود المكثفة المبذولة والتي استمرت لعدة أيام لإنهاء أزمة احتجاز ٣٢ صيادًا مصريًا في دولة اليمن.
وأضاف الرئيس السيسي إن تلك الجهود أسفرت على الحفاظ على حياتهم ونقلهم بشكل آمن للأراضي المصرية في إطار حرص الدولة على تأمين رعاياها بالداخل والخارج.
وتقدم الرئيس السيسي بالشكر والتقدير للقائمين على عودتهم لبلادهم آمنين، مضيفا: "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".
فيديو قد يعجبك: