في غياب إثيوبيا.. ماذا يعني توقيع مصر بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة؟
كتب-أحمد مسعد:
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، صباح السبت، توقيع مصر بالأحرف الأولى على الاتفاق حول قواعد محددة لملء وتشغيل سد النهضة بالعاصمة واشنطن.
وأعربت مصر، عن أسفها لتغيب إثيوبيا "غير المبرر" عن الاجتماع الذي كان مقررا في الولايات المتحدة، لاستكمال المفاوضات بشأن سد النهضة في هذه المرحلة الحاسمة.
وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن توقيع مصر علي الاتفاقية يشير إلي مدي الجدية في التفاوض وحسن النوايا ورغبة مصر الحقيقة لحل القضية عبر المفاوضات، مشيرا إلي أن مصر موافقة علي كافة البنود.
غابت إثيوبيا عن المشاركة في الاجتماع الثلاثي حول "سد النهضة"، في الوقت الذي أعلنت الخارجية المصرية، أن مصر ملتزمة بالمسار التفاوضي برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي.
وأضاف علام ، لمصراوي، أنها ليست المرة الأولي التي لم توقع فيها إثيوبيا ، لافتاً إلي ان الاتفاقية ليست لها قيمة بدون توقيع الأطراف الآخري.
وتابع: أن التوقيع من جانبنا ليس الا توقيعاً يعزز دور مصر أمام المجتمع الدولي ويتوافق مع مطالب مصر في حقوقها في المياه طبقاً للقوانين الدولية.
وأشار وزير الري الأسبق ، إلي أن إثيوبيا دولة متعنتة وهي كعادتها تمارس هواية تضيع الوقت لتفرض سياسة الأمر الواقع.
وكان يُتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة خلال الشهر الجاري، لكن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن في زيارته لإثيوبيا الأسبوع الماضي، أن الاتفاق قد يستغرق عدة أشهر: "لا يزال هناك الكثير من العمل".
وقال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ القانون الدولي، إن التوقيع المصري لايعتد به دولياً ولايكن اللجوء به إلي الأمم المتحدة، مضيفا: أنه السبب الرئيسي لعدم توقيع إثيوبيا عليه.
وأضاف شبانة، لمصراوي، أن التوقيع المصري يعد تمهيدا لتقديم مذكرة للامم المتحدة، لافتاً إلي أن المذكرة سوف توضح انتهاك إثيوبيا لقوانين البنك الدولي في الوقت التي تلتزم مصر بثوات القانون الدولي.
وانعقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن، يومي الخميس والجمعة، اجتماعات ثنائية بين وفدي مصر والسودان مع وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي؛ للتباحث حول مسودة الاتفاقية النهائية.
وقال الدكتور عباس الشراقي، أستاذ الموارد الطبيعية للدراسات الافريقية بجمعة القاهرة ، إن اتفاق واشنطن لسد النهضة هو اتفاق اطارى يشبه إلي حد كبير اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة الذي وقعته مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015.
وأكد الشراقي، لمصراوي علي ضرورة الاتفاق قبل الملء والتشغيل الذي يعتمد على وضع قواعد لهما، ولم تظهر تفاصيل تلك القواعد التى هى جوهر الخلاف حتى الآن
وتتفاوض مصر منذ 9 سنوات حول الآثار البيئية والمائية لسد النهضة، الأكبر في أفريقيا، حيث يخزن 73 مليار متر مكعب من المياه خلال 3سنوات، فيما ترفض مصر وتصر أن يكون وفقًا لحالة النهر وبالتنسيق المشترك لضمان عدم الإضرار بدولتي المصب.
فيديو قد يعجبك: