مصراوي في المعامل المركزية.. هنا تُكتشف إصابات كورونا (معايشة)
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتب – أحمد جمعة:
تصوير- محمد حسام:
فيديو- أحمد حسين:
أقَبل صلاح صبري من الشرقية مع نسمات فجر الاثنين الماضي، إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة بوسط القاهرة؛ للحصول على شهادة تثبت خلّوه من فيروس كورونا المستجد. كانت طائرته متجهة إلى عُمان في الـ12 صباح الثلاثاء، قبل يومين فقط من غلق الأجواء الجوية بين البلدين؛ ضمن إجراءات مواجهة الفيروس.
على نفس الحال، كان آخرون ينتظرون تلك الشهادة للحاق بآخر رحلاتهم قبل وقفها غدًا الخميس، وبالتوازي كانت الكثير من العينات المختلفة تدخل إلى المبنى؛ لتحليلها.
ومن داخل المعامل المركزية، لم تتوقف حركة الأقدام صعودًا ونزولًا خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع توليهم المهمة منفردين بتحليل جميع عينات المُشتبه في إصابتهم بكورونا من كافة المحافظات، فضلًا عن إصدار شهادات للمسافرين بتحليل كورونا، وهو الأمر الذي وصل ذروته بتوافد الآلاف في مشهد غير مسبوق لهذا الغرض بتلك البقعة.
انصب تركيز المعامل المركزية خلال الأيام الماضية على تحليل عينات كورونا، رغم أنها في الأساس تضم عددًا من الإدارات التي تقدم خدمات منها: التشخيصية المتعلقة بالأمراض المعدية والأوبئة، والوقائية التي تشمل فحص الأغذية والمياه، لتعد "الدرع الواقية للبلد" وفق ما قال أحد مسؤوليها لمصراوي.
في مدخل واسع بعض الشيء وأمام سُلَّم حديدي عتيق يصل إلى لجان سحب العينات، كان أحمد جلال يُحصل قيمة تحليل كورونا من الموجودين بنحو 1050؛ لتحليل كورونا، ويُسلمهم إيصالًا بالقيمة المالية قبل الصعود.
يعمل "جلال" منذ 25 عامًا، لكنه لم يشاهد قِبلا مثل هذا التكدس والإقبال "الشغل زاد على الأول بسبب كورونا؛ لأنه حاجة جديدة، والأيام اللي فاتت كان فيه زحمة"، يُدرك أن المقبلين على هذا التحليل إما "مرغمين لسفرهم، أو مُجبرين بدافع هواجسهم ويرغبون في الاطمئنان"، لذا يكون التعامل معهم بلطف وهدوء قدر الإمكان للتخفيف عنهم.
يستمر عمل جلال و6 معه منذ السابعة صباحًا حتى الثالثة والنصف عصرًا، لكن عملهم قد يمتد في الأيام الحالية "إحنا في طوارئ والعدد كبير".
صعد الرجل الخمسيني صلاح صبري إلى وحدة سحب العينات. في البداية كان لزامًا عليه تسجيل بياناته، اتجه لأحد مُدخلي البيانات الذي حدثه من خلف نافذة زجاجية، وكان مرتدياً كمامته و"جلفز".
في وحدة تسجيل البيانات يعمل 6 أشخاص، مهمتهم الأساسية استقبال القادمين لإجراء التحاليل، وعلى رأسها كورونا حاليا. اطلع "أحمد أيمن" أحد العاملين بالوحدة على أوراق "صبري" التي تشمل "جواز سفر، تذكرة الطيران، والبطاقة الشخصية، وإيصال الدفع"، وسَجل بياناته على "سيستم إليكتروني".
مع الإقبال على إجراء تحاليل كورونا، زادت الإجراءات الوقائية لأيمن ومن معه "لازم تكون مشددة، فيه زجاج فاصل بيننا وكمامات، لأن اللي جاي محدش متأكد إيجابي ولا سلبي"، قبل أن يؤكد أنه "لا مجال للخطأ هنا"؛ لأن ذلك قد يترتب عليه ظهور نتيجة مختلفة لتحليل الشخص، لكن السرعة مطلوبة أيضًا في الإنجاز "بنخلص هذا الإجراء في أقل من دقيقة".
بعد أن انتهى "صلاح" من تسجيل بياناته، ارتجل لثوانٍ في ممر محدود، به 6 لجان طبية لسحب العينات، الإجراء الأكثر أهمية في هذه الرحلة. كان عدد قليل وقتها يتواجد، فيما كان مُلاحظا القلق على بعض الجالسين، ومنهم من ارتدى الكمامات و"الجلفز الطبي" مزيدًا من الحماية لنفسه وللآخرين.
يتم تنظيم عملية الدخول إلى اللجان، في الكثير من الأحيان تولى طه حمدي، مسؤول وحدة سحب العينات، هذه المهمة. يقول إن "التنظيم هو أهم إجراء هنا".
تتألف كل لجنة لسحب العينات من 4 أفراد: طبيب وإداري و2 فنيين. يشرح "حمدي" دورهم: " يتولى الطبيب التأكيد على الأوراق مع الشخص والتأكد من حضوره بنفسه، وتنظيم عمل اللجنة بشكل رئيسي. ويطابق الإداري البيانات الموجودة على السيستم. والفنيان مُدربان على أخذ المسحات (العينات).
كان أحمد صالح ومحمود فوزي، فنيان مختصان بسحب العينات، أكثر الموجودين اتخاذًا للإجراءات الوقائية، والتي شملت "غطاء رأس، وكمامة، وجلفز، ونظارة طبية"، على اعتبار أنهما الأكثر اقترابا من المفحوصين. يعمل صالح منذ 7 أعوام داخل المعمل، ومع هذه السنوات ازداد خبرة في التعامل مع تلك المواقف.
وعن التعامل مع الراغبين في التحليل، يوضح صالح أنه يتم أخذ مسحة من الفم والأنف أو إحداهما "عن طريق السواب"، ثم توضع في أنبوب معقم ومُجهز ومحكم الغلق جيدًا، ويكون عليها "باركود" وبيانات العميل، ويتم تجميع بعض العينات وإرسال إلى المعمل لتحليلها.
لا يستغرق سحب العينة وقتًا، دقيقتين في الأغلب، لكن مع ذلك فالحماية مضاعفة وفق صالح: "المحافظة على العميل وعلى نفسي مهمة؛ لأن القاعدة الوقائية لدينا متنقلش عدوى لنفسك أو عميل آخر". يتطلب الأمر تغيير الواقيات الشخصية طوال الوقت، على أن يتم غلق اللجنة عدة مرات لتعقيمها.
ورغم ما تحدث عنه صالح، كان أهله قلقين الأيام الفائتة "في الأول كانوا قلقين، بس دلوقتي لما شافوا إجراءات الوقاية تأكدوا إننا بناخد بالنا من سلامتنا"، ليبدأ قبل مغادرته بحلول الثالثة والنصف عصرًا تطهير نفسه "أخلع الواقيات، وأغسل إيدي كويس جدًا، وأنضف كل حاجة معايا".
استلام عينات الحميات
بالتزامن مع عمل وحدة سحب العينات، كان أحد الأشخاص يحمل صندوقًا طبيًا ومعقما، يدخل به إلى الطابق الأرضي من المعامل، حيث وحدة خاصة لاستلام عينات الوبائيات والفيروسات، تلك العينات الواردة حالياً من المحافظات للمشتبه في إصابتهم بكورونا.
تقول مديرة الوحدة رحاب راشد إن الوحدة تتسلم جميع العينات الفيروسية والوبائية على مستوى الجمهورية، وتكون مع العينات بيانات المريض ويتم تسجيلها على "السيستم الإليكتروني" وإرسالها إلى المعمل، مضيفة: "إحنا الدرع الواقية للبلد، والمكان الأكثر احترافية وثقة للجميع".
معمل الفيروسات
لصعوبة وتعقيد الإجراءات لم نتمكن من دخول معمل الفيروسات الذي يُجرى داخله تحليل عينات كورونا حالياً. به 20 طبيبًا يعملون بنظام الورديات على مدار اليوم بعد زيادة عدد العينات القادمة، وفق ما قالت الدكتورة نهى السباعي مدير المكتب الفني ورئيس إدارة سحب العينات.
في المعمل يتم تجميع العينات القادمة من اللجان، وكذلك الواردة من جميع المحافظات ومن المستشفيات، والتي زادت أعدادها مؤخرًا بشكل ملحوظ. وتوضح السباعي تقنية إجراء التحليل بالقول "يتم فصل المسحات، ودخولها على جهاز الـ PCR والذي يتم تزويده بعدد من العينات على الجهاز في حدود 200 عينة، ويستغرق قرابة 5 ساعات لإظهار النتائج".
قيادات المعامل ينظرون بعين التقدير للأطباء العاملين بمعمل الفيروسات ومعهم الدكتورة أمل نجيب مسؤول المعمل، يذكرون دورهم الكبير حالياً لإنجاز نتائج العينات التي ترد صباح مساء "بيعملوا مجهود كبير هذه الفترة".
بعد نحو 6 ساعات من سحب العينات وتحليلها، تخرج النتائج ويتم فحصها "إيجابيا وسلبيًا"، وتوزع على شقين؛ الأول للمسافرين والراغبين في الاطمئنان على أنفسهم، والثاني إلى إدارة الطب الوقائي حيث تُبلغ نتائج المشتبه بهم إلى المستشفيات، وفي كل الأحوال يجري اعتماد النتائج من مدير معمل الفيروسات، ثم مديرة المعامل المركزية.
في غرفة تسليم النتائج المُطلة على شارع الشيخ ريحان بوسط القاهرة، كان الحسن كمال، يقسم النتائج بحروف أبجدية، فيما يتولى مهمة التسليم شخص على الشباك، مرتديا واقيا "كمامة وجلفز" منعا لنقل العدوى.
يقول كمال: "الناس اللي جت الأيام اللي فاتت كانت سفر واطمئنان".
بعد طول انتظار، حصل صلاح صبري على نتيجة تحليله، الذي أثبت خلّوه من الفيروس، وغادر سريعًا للحاق بطائرته المتجهة إلى عُمان.
اقرأ ايضا:
مديرة معامل الصحة: 12معملا بالمحافظات..ولم نرصد كورونا بين راغبي السفر (حوار)
فيديو قد يعجبك: