إعلان

​طبيب فيروسات بجامعة صينية: مصر مقبلة على أخطر 3 أسابيع لـ"كورونا"

03:31 ص الثلاثاء 31 مارس 2020

الكشف عن فيروس كورونا

حوار- محمد نصار:

قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية وأمراض الدم والمناعة بكلية الطب جامعة شانتو بالصين، والباحث بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، إن مصر لم تعبر مرحلة الخطر في مواجهة فيروس كورونا المستجد حتى الآن، لافتًا إلى أن الأسابيع الثلاثة المقبلة هي الأشد خطرًا.

وأضاف عطية، في حوار لـ"مصراوي"، أن كورونا يتشابه بنسبة أكثر من 98% مع فيروسات كورونا التي تصيب الخفافيش، وإلى نص الحوار:

- بداية حدثنا عن تفاصيل الأزمة داخل الصين؟

الأزمة بدأت في منتصف شهر ديسمبر الماضي بظهور حالات بالقرب من سوق ووهان للمأكولات وبدأت تظهر حالات تعاني من أعراض التهاب رئوي حاد وهذه الحالات كانت تتوفى على الفور وبدأت الأعداد تزداد رغم أنه كانت في بداية الأزمة تسود حالة من الغموض لحوالي 3 أو 4 أيام ثم أعلنت الصين عن وجود فيروس كورونا.

- لماذا انتشر الفيروس بهذا الشكل المرعب؟

انتشر الفيروس في البداية بسبب تزامن ظهوره مع العيد السنوي الصيني وبدأت الناس في السفر سواء داخل الصين إلى مدن ومقاطعات أخرى أو خارج الصين وهذا ما سبب زيادة انتشار الفيروس بشكل كبير وعلى نطاق واسع.

وينتقل الفيروس بنفس طريقة انتقال الإنفلونزا ولذلك معدل انتشاره مرتفع جدًا من خلال العطس أو الكحة أو ملامسة الأسطح ما يسهل طرق انتقاله من شخص لآخر، وهذا ما يمثل الخطورة الكبيرة له.

- كيف يتم التعافي منه مع عدم وجود علاج ناجع له؟

موضوع التعافي يعتمد على الجهاز المناعي بشكل كبير جدًا، فالأمر عبارة عن صراع بين الفيروس وبين الجهاز المناعي للشخص ومن يصاب ويتأثر جدًا هم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأمراص المناعة ولكن الأصحاء في الأعمار المتوسطة أقل تأثرًا بالمرض، وتوجد الكثير من الحالات تعرضت للإصابة وتعافت من الفيروس من تلقاء نفسها دون اللجوء لعلاج أو للمستشفيات أو أي شيء.

- هل توجد إمكانية ترجح احتمالية تخليق هذا الفيروس معمليًا؟

كل هذه مجرد احتمالات واردة لكن لا يوجد عليها أي دليل علمي أو جنائي، كله مجرد كلام واتهامات متبادلة، وما ثبت علميًا أن كورونا فيروس من عائلة الكورونا ويتشابه بنسبة أكثر من 98% مع فيروسات الكورونا التي تصيب الخفافيش.

- كيف نجحت الصين في السيطرة على الفيروس خلال الفترة الماضية؟

الصين نجحت في السيطرة على الوضع بإجراءات قوية جدًا في بداية الأزمة من خلال عزل المدن التي ظهر فيها الفيروس وبدأت التعامل بشكل سريع مع الأمر وعزل المشتبه بهم وترصد كل المناطق التي يمكن أن تشكل بؤر إصابة عالية وبدأت عملية الرصد في الطرق والمطارات والجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات كخلية خلية نحل للسيطرة على الوباء، وكان الإجراء الأهم بقاء المواطنين في المنازل: "مفيش شغل مفيش مواصلات فيه مدن بكاملها اتعزلت".

- ما السبب في عودة الفيروس للظهور في الصين مرة أخرى بعد السيطرة عليه؟

تفاجأت بالإعلان عن تسجبل 14% من الحالات المتعافية في أكثر من 3 مقاطعات في الصين وهذا سبب غير مفهوم لماذا يعود الفيروس من جديد؟

هل يلجأ للخمول والاختباء ومن ثم مهاجمة الرئة من جديد، أم أن الجهاز المناعي لم ينتج الأجسام المضادة للفيروس؟ أرى أن هذا الأمر مرعب.

- هل تنجح تجربة الصين مع الدول الأخرى أم ذلك غير وارد؟

تجربة الصين تجربة رائعة ومن الممكن أن تنجح في دول أخرى بشرط اتخاذ إجراءات مشددة كما فعلت الصين، فالحكومة قوية والشعب تفهم الوضع إلى جانب الإمكانيات الكبيرة في الصين وسرعة اتخاذ القرارات والعمل في مراكز الأبحاث على اكتشاف علاج، نجاح التحربة في الدول الأخرى يعتمد على قدرتها وهل يمكنها رصد بؤر الإصابة أم لا وآلية التعامل مع المصابين والمشتبه بإصابتهم.

- هل يمكن أن يتطور الفيروس ويزيد من قدراته؟

هذا أمر وارد جدًا في الحقيقة، لأن فيروس كورونا هو من نوع "rna"، وهي فيروسات عبارة عن شريط مفرط من المادة الوراثية وتكون أكثر تطورًا وقدرة على التحول أو إحداث طفرات جينية عالية جدًا، والفيورس حتى الآن مثبت أنه يوجد منه سلالتين، الأولى سلالة الـ "l" وهي الأكثر شراسة وهي الموجودة في معظم دول العالم، وهناك أبحاث كثيرة تؤكد وجود 18 طفرة جينية لفيروس الكورونا، وهذا يعطيه قدرة أكثر على مهاجمة الجهاز المناعي وقدرة أكثر على عدم التأثر بالعلاجات المستخدمة، والنوع الثاني من سلالة الـ "s" وهو أقل خطورة.

- متى يمكن أن ينتهي هذا الفيروس؟

لا يوجد أحد يعلم حتى الآن ولا يمكن لأحد توقع ما سيحدث غدًا بما فيها منظمة الصحة العالمية، لأن الموضوع به غموض وأسرار لم تكتشف بعد خاصة بالفيروس وانتشاره وقدرته على التضاعف داخل الجسم وما هي الحيوانات التي يمكن له الانتقال من خلالها.

- هل سينتهي هذا الفيروس في فصل الصيف؟

ظهرت أبحاث تتحدث عن أن درجات الحرارة المرتفعة نوعًا ما يمكنها تقليل معدلات الإصابة لكنها لا تقتل الفيروس، فالفيروس يموت عند درجة حرارة 56 مئوية ولكن هناك بعض العلماء قالوا إن الحرارة المرتفعة تقلل معدلات الانتشار.

- لماذا أوروبا الأكثر تأثرًا بالفيروس بينما أفريقيا الأقل؟

ربما يكون هناك دور لدرجة الحرارة وربما يكون بسبب قوة الجهاز المناعي نوعًا ما مقارنة بأوروبا وآسيا، أو ربما يكون بسبب عدم إجراء هذه الدول الأفريقية مسوحات شاملة للوباء فيظهر عدم وجود إصابات وهذا الكلام ينطبق على كل دول أفريقيا.

- ما تقييمك للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة كورونا؟

إجراءات جيدة جدًا وعلى مستوى عالمي وفقًا للوضع داخل مصر وإجراءت تعطيل الدراسة ووقف الطيران تقلل معدلات الإصابات وانتشار الفيروس، فالتجربة المصرية جيدة مقارنة بما يحدث في إيطاليا ودول أخرى تفشى فيها الفيروس بدرجة كبيرة، ولكنها ليست بنفس مستوى دول أخرى كالصين أو كوريا الجنوبية: "هما أعلى مننا في بعض الإجراءات والتتبع وترصد الحالات واستخدام التكنولوجيا الحديثة لرصد المصابين".

- هل ترى أن علاج الملاريا فعال في مواجهة كورونا؟

معظم الأدوية تحت التجريب وبالنسبة لأدوية الملاريا تم اكتشاف 3 أنواع أثبتت فعالية وهي (كلوروكين - هيدروكسي كلوروكين - سلفات كلوروكين)، وهناك علاج للإيبولا أثبت فعاليته، ودواء للإنفلونزا، ولكنها تؤخذ فقط تحت إشراف طبي كامل للأشخاص المؤكد إصابتهم وداخل مستشفى العزل، وحسب الحالة وتطور الإصابة.

- متى يمكن القول إنه تم إنتاج علاج لكورونا؟

حينما تصرح منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية الرسمية بوجود علاج، وبخلاف ذلك لا يوجد علاج وتوجد فقط أدوية تحت التجريب.

- هل ترى أن الوضع العالمي الحالي للتعامل مع الفيروس مبالغ فيه؟

الوضع العالمي ليس مبالغًا فيه لأننا نتحدث عن وباء عالمي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه مرض شديد الخطورة والوبائية وما نراه في العالم من إجراءات وتنافس طبيعي لوجود أزمة طبية وصحية واقتصادية عالمية.

- هل الشباب في منأى عن الإصابة بكورونا؟

بالطبع لا.. لا يوجد أحد في منأى عن الإصابة فالجميع معرضون للإصابة ولكن الفارق هو من سيتأثر بالمرض ومن لا.. وهذا الأمر له عوامل أخرى ترجع لقوة الجهاز المناعي والحالة الصحية وهل الشخص مصاب بأمراض أخرى أم لا، ولابد للجميع العمل على تقوية الجهاز المناعي الخاص بهم.

- هل تجاوزت مصر مرحلة الخطر؟

طبعًا مصر لم تتجاوز مرحلة الخطر وأمامنا 3 أسابيع لا بد من استمرار الإجراءات الوقائية وحرص الشعب وتناقص معدلات الإصابة والوفيات وزيادة نسبة المتعافين وحينها يمكن القول إن مصر تجاوزت مرحلة الخطر وإلى الآن مصر في خطورة لمدة 3 أسابيع وهي الأخطر في الأزمة كلها "السابع والثامن والتاسع".

- متى ندخل مرحلة الخطر المرعب؟

ندخل مرحلة الخطر المرعب إذا دخلنا في وصع إيطاليا وإسبانيا وأمريكا والزيادات الرهيبة وغير المتحكم فيها أو فقدان القدرة على السيطرة عليها وزيادة معدلات الوفيات، هذه مرحلة الخطر الرهيب ونتمنى عدم الوصول إليها.

- ماذا عن فيروس هانتا الجديد؟

ما أثير كان حول وفاة مواطن صيني منذ عدة أيام انتقل قبل وفاته من مدينة لمدينة وتم تشخيص الإصابة بأنها عائدة لفيروس هانتا، وتم وضع 32 شخصًا من المخالطين له في الشاحنة، في الحجر الصحي، وهذا ليس له أي علاقة بفيروس كورونا، فهو من عائلة الفيروسات التي تصيب القوارض وتنتقل من مخلفات الفئران أو عبر العض إلى الإنسان، وهو قديم ومعروف من مئات السنين وتسجل به حالات في أمريكا الجنوبية وأوروبا ويسبب التهابا رئويا حادا جدًا وبعض الحالات تصل لفشل في الرئة.

- ما هي وسائل انتقاله، وهل هو الأشد ضررًا أم فيروس كورونا؟

فيروس هانتا ليس أكثر خطورة من فيروس كورونا المستجد وعلاجه معروف وحالات الإصابات به سنويًا ومعدلات الوفيات بسببه قليلة جدًا مقارنة بكورونا.

اقرأ أيضًا:

- طبيب فيروسات بجامعة شانتو الصينية: عودة كورونا للمتعافين مرة أخرى أمر مرعب

- طبيب فيروسات بجامعة شانتو الصينية: كورونا سجل 18 طفرة جينية تزيد قوته

- طبيب مصري بجامعة صينية: كورونا يتشابه بنسبة 98% مع فيروس يصيب الخفافيش

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان