في كفر فيشا.. "ممر شرفي" لممرض معهد الأورام بعد تعافيه من كورونا (فيديو)
كتب - أحمد جمعة:
أيام صعبة عاشها محمد رجب الممرض بمعهد الأورام بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا المستجد، ضمن عدد آخر من زملائه الذين تعرضوا للعدوى مطلع الشهر الجاري، ليُنقل معهم إلى مستشفى العجوزة للعزل، لكن مكالمات الأهل والأصدقاء هوّنت تلك الأيام الثقيلة.
يصف رجب تلك الاتصالات بأنها الداعم النفسي الأول خلال فترة عزله "البلد كلها كانت بتكلمني وأنا في الحجر، اللي أعرفه واللي معرفوش بيطمنوني ويقولي إن شاء الله ترجع بيتك". وعلى هذا الحال استمر نحو 11 يومًا قبل التأكد من تعافيه أمس السبت، بعد إجراء التحليل التأكيدي الثاني، ليخرج من المستشفى صباح الأحد، في طريقه إلى قريته "كفر فيشا" بالمنوفية مُثقلًا بمخاوفه خاصة بعدما سمع عن الأحداث التي شهدتها بعض القرى مؤخرًا بسبب إصابة أحد مواطنيها بالفيروس "كنت خايف أنزل البلد"، ليتحول هذا الخوف إلى مفاجأة لم يكن يتوقعها.
انتظر نحو 20 شابًا من القرية وصول "رجب"، اصطفوا على جانبي الشارع بـ"مسافة آمنة"، وحين شاهدوه ارتفع صوت التصفيق "عمري في حياتي ما حسيت بحاجة كده، المشهد كان مؤثر جدًا وداعم للظروف اللي مريت بيها".
عاش رجب "فرحة محدش يقدر يوصفها"، ازدادت مع دخوله إلى منزله واستقبال أسرته، ورغم التنبيه عليهم قبل دخوله بمنع الأحضان والاكتفاء بالسلام فقط "لكن والدتي غصب عنها مقدرتش أكون داخل ومتخدنيش في حضنها.. موقف غصب عننا إحنا الاتنين". ينظر رجب إلى أسرته بعين التقدير خاصة أنها عايشت ضغطًا نفسياً بعد إصابته "عملوا مسحة للأسرة وطلعوا سلبي كلهم، وهذا ما أعطاني طاقة إيجابية لأني كنت رايح مدمر نفسيا".
غاب ممرض معهد الأورام عن قريته نحو شهر "بعد إعلان أول إصابة في المعهد، قررت منزلش البلد علشان معديش أهل بيتي أو بلدي"، واستمر موقفه هذا رغم وفاة جده "خف أنزل أكون حامل الفيروس وأعدي حد وأشيل ذنبه طول عمري".
ولهذا الموقف كان الامتنان من جيرانه وأهل قريته. جهزوا شهادة تسلمها فور وصوله تقديرًا لدوره واعتزازًا بموقفه قبل التأكد من إصابته. يقول محمد سامي أهل شباب القرية، إنهم قرروا تنفيذ استقبال خاص لرجب بعد معرفة موعد وصوله، تواصلوا على جروب "واتسآب" الذي خُصصوه لتنفيذ أعمال تطهير للقرية بشكل دائم "قلنا ننسق استقبال نشكره على موقفه لما عرفنا إنه منزلش البلد خوفا على أهله والناس، وأحضرنا شهادة محترمة على ما قدمه".
أوضح سامي أن مجموعة من شباب القرية قرروا التكاتف وتوعية الأهالي بشأن كورونا "قررنا نقف ونحمي البلد لأن معظم القرى اللي حولنا في منوف أصيبت بكورونا"، ليشاركوا في حملات التطهير وتنظيف السوق وإبلاغ الأهالي بارتداء الكمامات فور الدخول، وكذلك توزيع الكمامات على الباعة، بجانب منع التزاحم "بالكتير 2 أمام التاجر وبين كل واحد متر".
يأمل سامي ألا يُصاب أحد في القرية بكورونا "إحنا في ريف وبنقول يارب الأيام تعدي على خير".
فيديو قد يعجبك: