أقدس أيام السنة للأقباط.. البابا تواضروس يرأس صلوات الجمعة العظيمة
كتب مصطفى علي
ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، صلوات الجمعة العظيمة من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون دون حضور شعبي، مع حضور عدد من الآباء الأساقفة والرهبان.
ويوم الجمعة العظيمة- أو الجمعة الكبيرة، هو أقدس أيام العام لدى المسيحيين، وهو تذكار صلب السيد المسيح وموته على الصليب- بحسب الاعتقاد المسيحي، وهو يرمز لإتمام عملية الفداء للبشرية.
ويشتهر يوم الجمعة العظيمة بصوم الأقباط إلزاميا طوال النهار وحتى الساعة السادسة مساءً، واللون التقليدي للإشارة إليها هو الأسود أو الأرجواني في التقليد السرياني والقبطي أو الأحمر في التقليد اللاتيني الروماني.
وعقب إفطار الأقباط، يكون على أطعمة غير مطبوخة، ففي مصر يفطرون على فول "نابت"، والذى يوحى بحياة جديدة نبتت للإنسان المسيحى بعد صلب المسيح، مثل حبة الفول اليابسة التي تعود للحياة وتنبت مرة أخرى بعد وضعها في المياه لمدة 3 أيام، وهو ما يشبهه الأقباط بالموت 3 أيام مع المسيح وقيامته في اليوم الثالث، كما يتناولون فلافل (طعمية) "داكنة اللون" نسبة لهذا اليوم الحزين الذي يكتسي فيه كل شئ بالأسود حزنا على صلب المسيح".
وهناك سلسلة عادات اجتماعية تختلف بين البلدان في إحياء الجمعة العظيمة، ففي سوريا ولبنان ترتدي النساء ثيابا سوداء علامة الحداد في حين تبثّ مكبرات الصوت ترانيم المناسبة مثل "اليوم علّق على خشبة" و"أنا الأمّ الحزينة"، وفي الفيلبين تغلق أغلب المحال التجارية وتتوقف المبادلات التجارية والحفلات في هذا اليوم، في حين يقوم البعض من الشبّان كما في دول أمريكا الجنوبية والدول الكاثوليكية تمثيلاً حيًا لدرب الآلام، وفي إسبانيا تُقام مسيرات الجمعة العظيمة في كافة أنحاء المملكة وأبرزها المسيرة التي تقام في مدينة إشبيلية. أما في القدس يتم الاحتفال بدرب الصليب بحسب مواقعه التقليدية في المدينة القديمة بدءًا من قلعة أنطونيا وحتى كنيسة القيامة. وتعرض برامج تلفازية حول حياة والآلام يسوع في كافة دول العالم المسيحي فضلًا عن ترانيم تتعلق بالمناسبة. في الدول ذات الثقافة البروتستانتية يؤكل كعك خاص في المناسبة فضلًا يتم إغلاق المحال التجاريّة خاصًة محال بيع الكحول ويتم إيقاف كافة البرامج الكوميديَّة في الإذاعة والتلفاز.
وكجزء ملحق من الصوم الكبير و"الأزمنة المحرمة" فلا يحلّ للمسيحين الزواج أو العماد خلال يوم الجمعة العظيمة كما لا تجوز المظاهر الاحتفالية، سابقًا وفي لبنان تحديدًا كان من العادات الركوع لمدة ثلاث ساعات تذكارًا للساعات الثلاث التي نازع فيها المسيح على الصليب غير أن مثل هذه العادات لم تظل فاعلة اليوم. تترافق المناسبة أيضًا بأمسيات موسيقية لجوقات تؤدي ترانيم الحداد.
فيديو قد يعجبك: