"البحوث الإسلامية" يوضح حكم الصيام لمريض "كورونا"
كتب- محمود مصطفى:
ذكر مجمع البحوث الإسلامية أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية دفع المفاسد عن النفس البشرية، وجلب المصالح لها، لذا كان من أهم أسس التشريع الإسلامي التيسير ورفع الحرج عن العباد دفعا للمشقة، وحفظًا للنفوس، ومن أبرز الدلائل على ذلك تخفيف التكليف عن أصحاب الأعذار، وفي مقدمتهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأوضح المجمع - في بيان اليوم السبت - أنه يجوز الفطر في نهار رمضان للمريض بفيروس (كورونا) المستجد.. مشيرا إلى أن الأطباء أكدوا أن الفيروس كرونا أشد فتكًا بالمرضى حال إصابتهم به، نظرًا لضعف مناعتهم، فرخّص لهم الشارع الحكيم في الفطر في نهار رمضان مع القضاء أو الفدية وفقا لحالته، لقوله تعالى "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
وأضاف المجمع أن الفقهاء بينوا حقيقة المرض المبيح للفطر في نهار رمضان وحكم الترخص به، في أن المرض بالنسبة إلى الصيام على ثلاثة أنواع ، أولا اليسير الذي لا يشق معه الصيام، وذلك مثل الصداع، الحمى الخفيفة، وجع الإصبع، وغير ذلك مما يستطيع الإنسان تحمله، فجمهور العلماء اتفقوا على أنه لا يجوز للإنسان أن يفطر بسبب هذا المرض اليسير.
وأوضح أن النوع الثاني هو المرض الذي يرخص للمريض بالفطر معه، وهذا المرض يستطيع صاحبه أن يصوم مع ضرر ومشقة، ولكن لا تؤدي بالمريض إلى الهلاك، وهذا الضرر مثل زيادة المرض عليه أو تأخر الشفاء، وهذا النوع يستحب لصاحبه أن يفطر، والنوع الثالث هو المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويُخاف معه الهلاك، وهذا المرض موجب للفطر لأن فيه إلقاء النفس إلى التهلكة، فيكون الصوم بالنسبة لهذا المريض حراما، لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا".
ووفقًا لما سبق، فإن المريض الذي يصاب بفيروس (كورونا) والذي عُرف عنه شدة الفتك بالمريض، يخضع لرأي الطبيب القائم على علاجه، فإذا طالبه الطبيب بالفطر فلا يسع المريض إلا تنفيذ أمره، والفطر في رمضان، لأن مرضه من المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويخاف معه الهلاك، وهو يحتاج إلى تناول العلاج الدائم وغير ذلك مما يقرره الأطباء، ولا يجوز لهذا المريض أن يرفض الأخذ بهذه الرخصة الواجبة التي شرعها الله تعالى له، بناء على أن النفوس حق الله وهي أمانة عند المكلفين، فيجب حفظها ليستوفي الله حقه منها بالتكليف.
وأكد أنه يجب على الإنسان أن يُدرك أن فضل الله كبير ورحمته واسعة، فالإﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩاﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤًﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮﺽ أو تقدم به السن ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ على الصيام فأخذ بالرخصة، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ أجر ما كان يفعل حال صحته ﻛﺎﻣﻼً، وهو ما أكده النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".
فيديو قد يعجبك: