في ذكرى تحرير سيناء.. ماذا فعل مرصد حلوان الفلكي لعودة الأرض؟
كتب - يوسف عفيفي:
تحتفل مصر اليوم السبت، بالذكرى الثامنة والثلاثين لعودة سيناء العزيزة كاملة بعد معركة حربية باسلة عام 1973، وحرب دبلوماسية انتهت عام 1988 من خلال التحكيم الدولى لتحرير أخر شبر منها.
كشف الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن دور البحث العلمي بمرصد حلوان لعودة أرض سيناء كاملة.
وأوضح القاضي، في بيان اليوم، أنه مثلما كان للمعهد دورا في حرب أكتوبر عام 1973 في تحديد بعض العوامل والظروف الجوية والفلكية المتعلقة بزوايا الشمس وخلافة من عوامل ساعدت القيادة السياسية على تحديد ساعة الصف لحرب أكتوبر المجيدة، فقد كان له دورا هاما وأساسيا في معركة التحرير الدبلوماسية والتي كان أحد أهم حيثياتها المخرجات البحثية والعلمية التي يقدمها المعهد، منذ نشأته علم 1839، كمرصد خانه في حي بولاق مرورا بمرصد العباسية وحتى مقرة الحالي بحلوان عام 1903 والاسم الأشهر له" مرصد حلوان".
وقال إن المعهد، أجرى من خلال ادواته البحثية وبتكليف من القيادة السياسية، عمليات تحديد نقاط الحدود الشرقية في سيناء وترسيم الحدود المصرية التركية التي ساعدت في فوز مصر بحكم محكمة التحكيم الخاص بالنزاع الحدودي حول طابا، والتي كانت سببًا رئيسًا لعودة سيناء كاملة في مباحثات ومفاوضات التحكيم الدولي لطابا، وطبقا لصيغة حكم المحكمة الدولية الصادر في 29 سبتمبر 1988 (الكتاب الأبيض عن قضية طابا – وزارة الخارجية المصرية- القاهرة 1989 ص 17-104).
وتابع: في مايو 1906 تم تكليف السيد E.B.H. Wade ) ) مدير مرصد حلوان 1910- 1912)، والسيد ((B.F. E. Keeling مدير مرصد حلوان 1900-1910، رئيس مصلحة المساحة 1919)، حيث كان المعهد أنذاك تابعا لمصلحة المساحة التابعة لوزارة المالية المصرية بالقيام بتلك المهمة الصعبة، وهي إعداد خريطة للأراضي الواقعة على طول خط الحدود المتوقع ترسيمه لحدود مصر الشرقية بين مصر والسلطنة العثمانية على جناح السرعة والدقة اللازمين.
كما ذكر نص حكم محكمة التحكيم النهائي الخاص بطابا ( مادة 3: تحديد وتعليم خط حدود 1906)، ونتج عن تلك الدراسة أيضا توقيع الإتفاقية الحدودية بين مصر وولاية الحجاز والتي وقعها مندوبي خديوى مصر والسلطان العثماني في 1 أكتوبر 1906 وبحضور ممثل بريطانيا كشاهد على تلك الاتفاقية.
ونظرا لظروف الحرارة في الصحراء خلال شهور الصيف استبعد عمل مسح للمنطقة بطريقة المثلثات الشبكية، وقرر المساحون بدلا من ذلك إجراء المسح بتحديد درجات عرض عدد من النقاط المتبادلة الرؤية والتي هي محطات فلكية معينة، وبتحديد سمت الخطوط التى تصل بينها.
كما قرروا قياس خط طول كل نقطة بعد التحقق - بأقصى قدر ممكن من الدقة- من خطي طول النقطتين النهائيتين لهذه السلسلة من المحطات الفلكية التي أنشئت بالقرب من الخط المستقيم الفرضي الممتد من رفح إلى النقطة التي تبعد ثلاثة أميال على الأقل من العقبة.
وأضاف القاضي، أن المعهد شرف بزيارة خديوى مصر على أثر نتائج تلك الدراسة في 13 أبريل عام 1909 للاضطلاع على تجهزيات المعهد وأحدثت التكنولوجيات والأبحاث المتاحة آنذاك، ولتقديم الدعم الكامل للمعهد في أداء وظيفته القومية طبقا لما هو منشور في مجلة القاهرة العلمية عددها الثالث الصادر في ابريل 1909.
(Cairo Scientific Journal Vol 3, April 1909, No. 31).
كما أنه لاحقا حصل مدراء المرصد السابقونE.B.H. Wade وB.F. E.Keeling على التكريم المستحق من خديوي مصر للجهد المبذول في ترسيم حدود مصر الشرقية، كما أرسلت وزارة الخارجية خطاب شكر إلى المعهد لدوره في إمدادها بالخرائط الموجودة بهذا الكتاب.
جدير بالذكر، أن للمعهد إسهامات علمية في مجالات الفلك وأبحاث الفضاء على المستوى الدولي عديدة من أبرزها، السبق في تصوير مذنب هالي 1908، والمعهد من أحد أهم مرصدين في العالم نجحا في تصوير كوكب بلوتو عام 1929 قبل إعلان اكتشافة رسميا عام 1930، وأيضا المشاركة في اختيار أنسب المواقع لهبوط أول إنسان على سطح القمر والذى حدث عام 1960. وحديثا بدءا من عام 2012 وحتى 2018، اكتشف عدد 12 نجما متغيرا مسجلين باسم مصر في الاتحادات الدولية الفلكية.
فيديو قد يعجبك: