لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إدريس وموسى وإخناتون ويوسف.. علاقة الفراعنة بالأنبياء تثير الجدل

06:00 ص الأربعاء 29 أبريل 2020

الدكتور زاهي حواس

كتب - محمد عاطف:

فجر الجدال الذي اندلع الأيام الماضية، بين الدكتور زاهي حواس العالم الأثري الكبير ووزير الآثار الأسبق، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، جولة جديدة من قضية جدلية شائكة قديمة تتجدد بين الحين والآخر، حول علاقة قدماء المصريين بالأنبياء.

وكلما انطفأت نار هذه الأقاويل التي تحاول أن تربط بين بعض الأنبياء أو الشخصيات التي ذكرها الله عز وجل في القران الكريم وبين الفراعنة، أوقدها البعض سواء بقصد أو دون قصد، لتطفو على السطح أمور يفترض أن علم المصريات حسمها منذ زمن بعيد.

بدأت المعركة بين حواس وجمعة بتصريحات أدلى بها الأخير، ورجح فيها أن النبي إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات، وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.

وقال علي جمعة، عضو هيئة كباء العلماء في الأزهر ومفتي مصر السابق، لبرنامج "مصر أرض الأنبياء" على التلفزيون المصري الرسمي: "هناك كثير من الأقاويل التي يرجحها العلماء، أن نبي الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول في مصر هو وجهه".

وفور إذاعة هذه الحلقة، شن عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، هجومًا شرسًا على ما صرَّح به الدكتور علي جمعة، وأصدر بيانًا صحفيًا، أثبت فيه بالأدلة العلمية القاطعة أن العلم قطع ببطلان كل هذه الآراء.

قال حواس: لدينا الأدلة الكاملة عن أن الملك زوسر هو الذي بنى أول هرم موجود لدينا، وأن الذي غيَّر البناء من الطوب اللبن إلى الحجر هو إيمحتب العبقري، ولدينا أقدم بردية عُثر عليها إلى الآن، وهي بردية وادي الجرف، والتي يتحدث فيها رئيس العمال (مرر) عن بناء هرم خوفو، وقال إن منطقة الهرم كانت تسمى (عنخ خوفو)، بمعنى (خوفو يعيش)، وأن خوفو عاش في قصر بالهرم، وتحدث عن مدة حكم خوفو، وبعد ذلك استمر بناء الأهرامات حتى بداية الدولة الحديثة".

وأضاف حواس: أما عن "أبو الهول" فلا يعود، على حد قول الشيخ علي جمعة، إلى ما قبل عهد خوفو وخفرع وهذا خطأ فادح؛ لأن كل الأدلة العلمية تشير إلى أن "أبو الهول" يعود إلى عهد الملك خفرع، وأن نحته تم؛ كي يظهره في شكل حورس وهو يتعبد إلى الإله رع، والذي يظهر في المعبد الكائن أمام "أبو الهول"، وأن المصريين القدماء قد ربطوا بين قوة الأسد والملك، في شكل أسد يظهر وهو يطأ ويدوس أعداءه.

واستطرد حواس: أما عن موضوع أن سيدنا إدريس هو أول من قام برسالة التوحيد، فلا يجب أن لا ننسى قبل وجود أية أديان سماوية أن ظهر لنا الملك أخناتون كأول إنسان يتحدث عن التوحيد، أما عن موضوع إدريس وربطه بأوزيريس، فهذا للأسف تم ربطه بسبب السجع اللغوي بين الاسمين، وآسف جدًّا أن أقول إن هذا هو ما ردده الدكتور سيد كريم دون علم أو دليل.

على جانب آخر، تجددت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، دعاوى قديمة تتردد منذ اكتشاف مقبرة "يويا" في وادي الملوك عام ١٩٠٥، ملخصها أن مومياء يويا هي مومياء النبي يوسف عليه السلام، بسبب تشابههما في المنصب السياسي والمواصفات الأنثروبولوجية، تحديدًا في منطقه الأنف المعقوف وحجم الرأس، كذلك في الاسم والألقاب.

والمعروف أن مقبرة يويا وتويا، مجموعة مثيرة للجدل تخص اثنين من رجال الدولة في الأسرة الثامنة عشر في عهد امنحتب الثالث، وزير وزوجته، الوزير يويا وزوجته تويا، وهي مجموعة ذهبية لا تقل اهمية عن مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة.

وفي عام ١٩٨٧ خرج باحث في علم المصريات يدعى أحمد عثمان بنظرية في كتاب باللغة الانجليزية اسمه " غريب في وادي الملوك"، أثارت بلبلة في العالم كله تقريبًا، ملخصها أن يويا هو النبي يوسف.

من جانبه، نفى الدكتور عبدالرحيم ريحان، في تصريحات خاصة، هذه الأقاويل مؤكدًا أن كل هذه الدراسات تم نفيها بشكل علمي مليون مرة، ولم يعد لها أي سند علمي يمكن الاستناد عليه.

وقال ريحان: لا يوجد أي علاقة بين ملوك الفراعنة وأي أنبياء، وكل ما قيل حول هذه الأمور ثبت عدم منطقيته فيما بعد، فلا رمسيس الثاني هو فرعون الخروج في عهد سيدنا موسى، ولا إخناتون هو سيدنا موسى، ولا يويا هو النبي يوسف.

وأضاف ريحان: علم المصريات علم متطور وكل يوم يحمل الجديد، بسبب الاكتشافات التي تتم والقراءات المختلفة التي تنسخ القديم، حتى ولو كان قائلها أحد كبار العلماء الأثريين، ويمكن أن نكتشف نظرية اليوم، ثم ننسفها غدا، بعد أن يثبت خطأها، ومن هنا فكل الدراسات التي أكدت أن يويا هو النبي يوسف ثبت بالدليل القاطع أنها خاطئة، ولا مجال لمناقشتها من الأساس.

ونفى أحد علماء الآثار المصرية القديمة -فضل عدم ذكر اسمه- أن يكون يويا هو النبي موسى، قائلاً: هذه خرافات أتمنى من الناش ألا تشارك في نشرها لأي سبب لأنها قيلت في وقت من الأوقات لم تكن فيه علوم المصريات قد تطورت بهذا الشكل.

وأضاف: هذا الكلام لا علاقة له بالعلم، وكان يتم تصديقه قديما، أما الآن فتويا ينتمي لعائلة معروفة وقصته معروفة أيضا، وترديد هذا الكلام كان من ورائه هدف سياسي وديني وهو إشاعة أن اليهود علمونا.

وأكمل المصدر: كان اختيار يويا وتويا محل آثار توت عنخ آمون، التي تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، أمر في غاية الصعوبة، نظرًا لأن وزارة الآثار كانت تريد أن تختار مقبرة تشبه مقبرة توت عنخ آمون تمامًا، واختارت مقبرة من وادي الملوك، تنتمي لحقبة تل العمارنة، على ألا تكون قد سرقت محتوياتها، وهو ما لم يكن متاحًا إلا في مجموعة يويا وتويا.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان