إعلان

نقيب الأطباء: أتمنى تطبيق الحظر الكامل.. وزيادة تحاليل كورونا تقلل انتشار العدوى (حوار)

03:36 م الأحد 10 مايو 2020

الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء

حوار - أحمد جمعة

يأمل الدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، أن تبحث الحكومة مقترحه بفرض الحظر الكامل بجميع أنحاء الجمهورية لمدة أسبوعين مقبلين؛ للحد من زيادة الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

في نظره فإن تلك الفترة بمثابة فرصة ذهبية للسيطرة على الوباء؛ إذ تمثل فترة عدم عمل متواصل لعمال اليومية، وأقل إنتاجية في الكثير من القطاعات، وبالتالي يتوقع أن يؤدي الحظر الكامل إلى انحسار المرض خلال فترة قصيرة.

وفي حواره مع "مصراوي"، يرى نقيب الأطباء أن زيادة تحاليل "PCR" لاكتشاف كورونا، أمر مهم؛ إذ تُمكن من حصر انتشار العدوى بشكل أكبر، وبالتالي تنخفض نسبة الوفيات، وعزل المصابين وتقليل الانتشار مجتمعياً.

يقول "خيري" إن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتحسين وضع الأطباء مؤخرًا، لكنه يأمل مع ذلك في مزيد من تحسين بيئة العمل لهم، وإجراء التحاليل لأطباء العزل قبل مغادرتهم المستشفيات، وحجرهم صحياً لمدة 14 يومًا قبل عودتهم إلى منازلهم.. وإلى نص الحوار:

• ما تفاصيل مقترحك بتطبيق الحظر الكامل لمدة أسبوعين؟

تقدمت بمقترح مع الدكتورة شيرين غالب، نقيب أطباء القاهرة، إلى رئيس مجلس الوزراء، لتطبيق حظر كلي لمدة أسبوعين حتى نهاية شهر رمضان، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والحد من انتشار العدوى.

هذا المقترح طلب ورأي شخصي مني ومن الدكتورة شيرين غالب، ولا يمثل رأي النقابة بشكل عام، التي لها طريقة في مثل هذه المقترحات والقرارات بأن يتم تداولها والتوافق بإجماع بين أعضائها.

• هل تعتقد أن الحظر الكامل يمكن أن يحد من تصاعد وتيرة الإصابات؟

قد نختلف في الموضوع، ولا أدعي أنني متخصص في الوبائيات، ولكن المنطق العام يقول ذلك، وكذلك منطقي كطبيب ومن التجارب التي شاهدناها في دول أخرى، وفي النهاية هذا المقترح قابل للتداول بالقبول أو الرفض، فلم أطلب تنفيذه فورا، بل طلبت فقط دراسته والنظر له.

في العموم، هذه الفترة تمثل فترة عدم عمل متواصل لعمال اليومية، وأقل إنتاجية في الكثير من القطاعات، وبالتالي نتوقع أن يؤدي الحظر الكامل إلى انحسار الوباء خلال فترة قصيرة، ومنع انتشاره بالنظر إلى زيادة أعداد الإصابات مؤخرًا.

• تزايدت الإصابات بشكل أكبر خلال الأسبوع الأخير.. فما تقييمك للأمر؟

نرجو أن يتم السيطرة على الوضع قريبًا. الحالات لا تزال في تزايد، إذ كنا قبل أيام في معدل 200 حالة، ثم أصبحنا 400 حالة، ودخلنا إلى مستوى قريب من الـ 500 حالة خلال آخر يومين، ونأمل أن نصل لمرحلة هبوط مؤشر الإصابات خلال الأيام المقبلة.

• زيادة تحاليل كورونا من القضايا الجدلية مؤخرًا.. ما رأيك؟

هذه قضية محورية ومهمة جدا لأن منظمة الصحة العالمية ذكرت أنه من الضروري أن تُجرى اختبارات لتحديد حالات الإصابة سواء كانوا بأعراض مرضية أو بدون أعراض.

دعنا نتفق أنه لا توجد موارد كافية في أنحاء العالم تُمكننا من إجراء مسح لجميع المواطنين، وهذا مستحيل، ولكننا في نفس الوقت كلما تم زيادة عدد الاختبارات كلما تمكنا من تحديد حالات الإصابة، وبالتأكيد ستزيد لكننا سنكون قادرين على حصرها بشكل أكبر، وهذا يحقق أمرين مهمين: الأول ستنخفض نسبة الوفيات، والثاني أننا سنتمكن من عزل المصابين ونساهم في تقليل الانتشار مجتمعياً.

• لماذا زادت نسبة الإصابات بكورونا بين الأطباء؟

الأطباء أكثر الفئات المعرضة للعدوى في الوقت الحالي، فالمستشفيات هيّ بؤرة جاهزة للوباء، لأن المواطنين يترددون عليها دون أن يعرفوا إن كانوا إيجابيين أو سلبيين، وهناك الكثير من المرضى الذين يذهبون إلى المستشفيات بأعراض أخرى وتُكتشف إصابتهم بكورونا دون أن يدروا.

يجب أن يتخذ الأطباء كل أساليب الوقاية الشخصية بما فيها الأشياء البسيطة من ماسكات طبية وكمامات وغسل اليدين باستمرار، وعدم ملامسة الوجه، والتباعد الاجتماعي، ورغم أنها أمور على قدر بساطتها فإنها تجد صعوبة في التنفيذ في بعض الأحيان.

• كيف ترى التعامل مع أطباء العزل في الوقت الحالي؟

في كل الأحوال، الدولة تبذل جهدا كبيرا جدًا ولكننا نطالب بالتعامل مع أطباء العزل بصورة أفضل من هذا، إذ تلقينا العديد من الشكاوى من بعض الأماكن.

طلبنا كثيرا سرعة إجراء تحليل الـPCR للفرق الطبي بمستشفيات العزل، وعدم السماح لهم بالمغادرة إلى منازلهم، ويجب بعد انتهاء مهمتهم أن يتم حجرهم في فنادق أو مدن جامعية عزلهم داخلها لمدة أسبوعين حتى لا يكونوا وسيلة لنشر الفيروس.

بخلاف النظر لأماكن استراحتهم والوجبات التي تقدم لهم أثناء تأدية العمل، وتوفير كل المستلزمات الوقاية الشخصية لهم، وأخيرا النظر في تقديم حقوقهم المادية المناسبة لما يقدمونه.

• كيف ترى القرارات الأخيرة بشأن تحسين الأوضاع المالية للأطباء؟

الرئيس السيسي قرر زيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75%، وكنا نتطلع أن تكون القيمة المُضافة للبدل أكبر من ذلك، بما يوازي الحكم الذي حصلت عليه النقابة عام 2014 بزيادة بدل العدوى إلى نحو ألف جنيه على الأقل.

الأطباء في مستشفيات العزل لهم أيضًا مكافآت خاصة بخلاف جموع الأطباء.

وبالنسبة لأطباء الامتياز، فما قررته الدولة أمر جيد للغاية، برفع مكافأة أطباء الامتياز التي تُصرف حاليًا بما يتراوح بين ٤٠٠ إلى ٧٠٠ جنيه، لتصبح ٢٢٠٠ جنيه شهريًا، وكنا نطالب بذلك وأرسلت خطابا إلى وزير المالية في وقت سابق لرفع قيمة مكافأة هؤلاء الأطباء، ورد على مخاطبتي ولم ننشر تلك المخاطبات لأننا نعمل دون إزعاج، فأطباء الامتياز لهم دور كبير ويقوم عليهم جهد كبير أيضًا، ونتطلع أن تُقر قرارات مماثلة لباقي فئات الأطباء.

• مع زيادة عدد إصابات كورونا يتخوف البعض من عدم كفاية الأطقم الطبية لمواجهة الأزمة.. هل ترى ذلك؟

لا أعتقد أننا سنصل إلى هذه الدرجة لأن مصر لديها عدد كبير من الأطباء، وحال زاد عدد الإصابات عن هذا الحد بشكل كبير، سنُجنّد أطباءً من تخصصات مختلفة، وستُكلف أغلب الفرق الطبية حينها بالتعامل مع حالات الكورونا، لكن نتمنى ألا نصل لهذه المرحلة.

ونحتاج للاستعداد لذلك، زيادة تدريب الأطباء، ووزارة الصحة بالفعل دربت الكثير من الأطباء على التعامل مع المرض وكيفية التشخيص وتطبيق البروتوكول العلاجي.

• ما دوركم تجاه شهداء ومصابي كورونا من الأطباء؟

لا شيء في الدنيا يعوض الشهيد والذي له مكانة خاصة عند الله. بالنسبة لنا قرر كل من اتحاد المهن الطبية، ونقابة الأطباء دعم أسر حالات الوفاة بـ100 ألف جنيه والمصاب بـ20 ألف جنيه، ونتمنى أن يُعامل شهداء كورونا من الأطقم الطبية معاملة شهداء القوات المسلحة والشرطة.

• أخيرًا.. ما رسالتك للأطباء في مستشفيات العزل وأماكن الحجر الصحي؟

أشكرهم على المجهود الكبير الذي يؤدونه لصالح أهلهم وبلدهم، واستمرارهم في العمل تحت الظروف القاسية الحالية سواء النفسية أو العملية، ونحاول تحسين كل الظروف باستمرار وفي مفاوضات مستمرة مع كل الجهات المتخصصة، ونرجو أن تمر هذه الجائحة بسلام علينا وتكون بأقل الخسائر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان