"العلاقات السوفييتية- المصرية 1943- 1955".. كنز وثائقي عن تحول مصر من الملكية إلى الجمهورية
كتب- محمد عاطف:
أصدرت المؤسسة المصرية- الروسية للثقافة والعلوم، كتاب "العلاقات السوفييتية- المصرية 1943- 1955"، الذي قام بتأليفه فلاديمير بيلياكوف، أستاذ التاريخ العربي بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وقامت بترجمته رانيا كامل ميخائيل.
يتناول الكتاب فترة بالغة الأهمية في التاريخ المصري المعاصر، وهي الفترة التى شهدت نهاية عهد الملكية في مصر وبداية عهد ثورة 23 يوليو 1952؛ بما تضمنته من أحداث تاريخية مهمة ووقائع حاسمة انتهت إلى تغيُّر كيفي في طبيعة النظام السياسي المصري.
وبحسب بيان، فإن القيمة الأساسية لهذا الكتاب هي وضع وكشف العلاقات بين الدولة المصرية والدولة السوفييتية؛ وهو مكتوب بقلم أحد كبار المستعربين السوفييت المتخصصين في تاريخ مصر والمنطقة.
استند الكتاب إلى الأرشيف الرسمي الروسي للدولة، وكذلك أرشيف وزارة الخارجية الروسية التي أوضحت علاقة السوفييت بمصر الملكية ومصر الجمهورية.
تناول الكتاب أيضًا شكل وملامح البروتوكول الدبلوماسي في مصر وموقف مصر من المهاجريين الروس البيض، ومحاولة اغتيال النحاس باشا، واللواء محمد نجيب، والإطاحة بالملك فاروق وتنازله عن العرش، وكلمة وتصريح اللواء محمد نجيب بخصوص وفاه الرئيس ستالين. ويعتبر هذا الكتاب جزءًا مهمًّا يكشف عن طبيعة ووضع هذه الفترة التاريخية التي تعتبر من أهم الفترات في العصر الحديث.
وقال الدكتور حسين الشافعي، رئيس المؤسسة المصرية- الروسية للثقافة والعلوم: يعتبر هذا الإصدار جزءًا تاريخيًّا يكشف عن تفاصيل كثيرة خلال عام 1953 حتى عام 1955؛ والتي توضح العلاقة بين الدولة المصرية والدولة السوفييتية والأحداث التي جرت قبل قيام ثورة يوليو عام 1952.
ويكشف الكتاب، خلال هذه الفترة، عن طبيعة الأحداث في مصر وتغيير العلاقات بين السوفييت ومصر بعد قيام الثورة. ويحتوي أيضًا على كنوز من الوثائق المهمة من الأرشيف الروسي.
بينما قال المؤلف فلاديمير بيلياكوف، في مقدمة الكتاب، إن العلاقات السوفييتية- المصرية خلال الفترة من عام 1953 إلى عام 1955 غير مستكشفة عمليًّا، وهذا أمر مفهوم بأن مصر كانت ترتبط قبل ثورة 23 يوليو 1952، بإنجلترا المعادية للاتحاد السوفييتي؛ ما أدى بالتبعية إلى توتر العلاقات بين مصر وروسيا، واعتُبرت الاحتجاجات الجماهرية ضد البريطانيين في مصر نتيجة للدعاية الشيوعية باعتبارها مكائد سوفييتية، ولم تتهم السلطات السوفييتية رسمياً بالتحريض؛ لكن صحف القاهرة فعلت ذلك بانتظام.
وعلاوة على ذلك لم تكن العلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد السوفييتي ومصر قائمة تقريبًا، ولقد اختفى عداء القاهرة تجاه موسكو بعد ثورة 23 يوليو. وعلى الرغم من استمرار اضطهاد الشيوعيين؛ فإن التحول إلى التعاون لم يبدأ إلا في صيف عام 1955، فقد دعت القيادة المصرية الممثل السوفييتي إلى الاحتفال بالذكري الثالثة بثورة يوليو.
فيديو قد يعجبك: