"الآثار" تسدل الستار على رحلة نقل كباش التحرير المليئة بالمطبات
كتب- محمد عاطف:
أنهت وزارة السياحة والآثار، مساء أمس الجمعة، معركة استمرت عدة أشهر منذ أعلنت الحكومة عن تطوير ميدان التحرير، ونقل مسلة رمسيس الثاني الموجودة بصان الحجر وأربعة كباش ضخمة من الفناء الأول لمعبد الكرنك بالأقصر، إلى قلب الميدان الأشهر في مصر، مسدلةً الستار على رحلة كانت مليئة بالعقبات والمطبات.
وأعلن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم الآن الانتهاء من أعمال تركيب كبشَين من الكباش الأربعة على القواعد المخصصة لهما، وجار استكمال أعمال تركيب الكبشَين الآخرين في الأماكن المخصصة لهما، بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني، والتي تم ترميمها وإقامتها بالميدان خلال الشهور الماضية.
لم تكن عملية نقل الكباش من معبد الكرنك بالأقصر إلى ميدان التحرير مليئة بالورود، وإنما بالعقبات والصعاب والمطبات.
ولاقت هذه الخطوة هجومًا شرسًا من عدد كبير من الأثريين الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا القرار؛ بل تقدموا بمذكرات إلى عدد من الجهات المسؤولة؛ على رأسها التماس وقَّع عليه نحو ١٣٠٠ متخصص، وتم تقديمه إلى رئاسة الجمهورية، فضلًا عن عدد من طلبات الإحاطة لمجلس النواب.
وأقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري؛ لوقف نقل التماثيل.
ودشن باحثون في علم الآثار هاشتاج "#ضد نقل تماثيل الكباش بالكرنك"؛ للمطالبة بوقف نقل التماثيل من مكانها الأصلي، باعتبارها "مخالفة للمواثيق الدولية للحفاظ على التراث الحضاري للشعوب"، قائلين إن نقل تماثيل الكباش من مكانها سيفقدها قيمتها التاريخية ويحولها إلى حجارة عادية.
ونوهت الدكتورة مونيكا حنا، رئيس قسم الآثار في الأكاديمية البحرية بأسوان، في بيان سابق لها، بأن نقل التماثيل بمثابة مخالفة للاتفاقيات الدولية، مشيرةً إلى أن الوضع الصحيح للكباش يجب أن يكون في خطوط متوازية لا في شكل دائري حول المسلة.
وحذَّرت حنا من أن الكباش ستنقل من بيئة جافة بالأقصر إلى بيئة عالية الرطوبة بميدان التحرير، إضافة إلى تعرضها إلى نسب عالية من الغازات الضارة؛ مثل أول وثاني أكسيد الكربون.
وبعد دراسة الأمر باستفاضة ومن جميع جوانبه، قرر مجلس الوزراء المصري نقل التماثيل إلى ميدان التحرير لتعزيز روح الانتماء التاريخي لدى المواطنين، مع اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية لحماية الكباش من أي تعديات يمكن أن تحدث لها أثناء وجودها في الميدان.
وتمت عملية النقل بمعرفة شركة "المقاولون العرب" تحت إشراف فني وأثري ومرممي المجلس الأعلى للآثار والأمين العام.
فيديو قد يعجبك: