نائب رئيس اللجنة العلمية: سلالتان لـ"كورونا" في مصر.. واستمرار زيادة الإصابات مقلق (حوار)
كتب – أحمد جمعة:
كشفت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس "كورونا" بوزارة الصحة، عن وجود سلالتين من الفيروس في مصر، تم تحديدهما عن طريق الاختبارات التي تُجرى للمرضى للتأكد من إصابتهم بالعدوى.
وقالت "العسال" في حوار لـ"مصراوي"، إنه من المقرر بدء التجارب على عقار "ريمديسيفير" خلال الأيام القليلة المقبلة عقب وصول الدفعة الأولى من الدواء، موضحة أن أكثر ما يقلقهم استمرار الزيادة في عدد المصابين خلال الأيام المقبلة، معتبرة أن الحل الوحيد في الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.. وإلى نص الحوار:
• ما تعليقكِ على القرارات التي اتخذتها لجنة إدارة أزمة "كورونا" بشأن حظر التجوال ومقترحات التعايش؟
القرارات التي تتخذها اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا" هيّ قرارات وزارية سياسية، ويكون لها أكثر من منظور، سواءً من الناحية الطبية التي تكون الجزء الأساسي فيها، وأيضًا هناك وجهة نظر اقتصادية وأخرى تتعلق بالشؤون الأمنية ومشاكل الأفراد، وبالتالي لا أود التعليق عليها ما دامت لا تندرج في أساس عملي المتعلق باللجنة العلمية ومتابعة التجارب وبروتوكولات العلاج.
• زادت أعداد المصابين بـ"كورونا" مؤخرًا.. هل لا تزال تلك الأعداد تحت السيطرة أو أصبحت مُقلقة؟
أعداد الإصابات لم تنخفض حتى الآن وهذا مبعث قلق، وننتظر أن تنخفض الأعداد قريبًا، وهذا مرتبط بالتزام المواطنين بالتحذيرات واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.
المؤشر الجيد ملاحظة حرص المواطنين على ارتداء الكمامة في الأيام الأخيرة، ومن ثمَّ ننتظر ونتوقع أن تبدأ أعداد المصابين في الانخفاض الأسبوع المقبل، بشرط استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
• ما أكثر ما يُقلقكم في التعامل مع أزمة "كورونا"؟
يُقلقنا سلوك الناس وعدم التزامهم، وعدم اتخاذ المحاذير المطلوبة وهذه أمور مقلقة؛ لأنها تتسبب في زيادة عدد الإصابات، وزيادة العبء على القطاع الصحي للتعامل مع هذا العدد الكبير من المصابين.
• هل بدأتم تجارب عقار "ريمديسيفير" على المصابين بالفيروس؟
التجارب على عقار ريمديسيفير لم تبدأ حتى الآن، وننتظر وصول الدواء إلى مصر خلال الأيام القليلة المُقبلة. وكان هناك حديث أن وكيل الشركة الأمريكية في مصر يعكف على إنتاجه، لكن هذا الأمر غير مؤكد حتى الآن.
• وماذا عن عقار أفيجان الياباني؟
العقار خضع للتجارب في مصر منذ فترة، وننتظر انتهاء الدراسة الكاملة له، لكي نحدد مدى إمكانية استخدامه على المرضى مجددًا.
• البعض تحدث عن حدوث تحوّر جيني لفيروس "كورونا".. ما صحة ذلك؟
حدث أكثر من طفرة جينية للفيروس منذ بداية ظهوره وأصبح هناك أكثر من نوع وسلالة ولم يعد نوعًا واحدًا، وهذا منتشر عالميًا ولا يقتصر على مصر فقط.
• كم سلالة من الفيروس في مصر؟
لدينا في مصر سلالتان من الفيروس بشكل رسمي. ويختلف مصابو السلالة الأولى عن مصابي السلالة الثانية في طريقة ظهور الأعراض والمضاعفات وشدة الفيروس ومدى تأثيره على الإنسان.
• كيف تحددون الإصابة سواءً من السلالة الأولى أو الثانية؟
لا يستطيع أحد تحديد الإصابة بأي من السلالتين سوى بأخذ العينة من المريض وتحليلها ومعرفة مصدرها وكافة تفاصيلها، ومشاهدة النتائج على المريض، وهناك حالات بين خفيفة إلى شديدة حسب نوع الفيروس.
• لماذا ارتفعت أعداد الوفيات مؤخرًا؟
الأمر يخضع للنسبة والتناسب من أعداد الإصابات، فكلما زاد عدد الإصابات كلما زاد عدد الوفيات. والنتائج التي لدينا تشير إلى أن معظم الوفيات من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة سواء الضغط أو السكري أو الأمراض القلبية.
* لكن لاحظنا تسجيل وفيات لعدد من الشباب؟
الغالبية تكون لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لكن هذا لا يعني عدم وجود إصابات ووفيات بين أعمار سنية صغيرة.
• بعد اعتماد استراتيجية العزل المنزلي.. كيف يعرف المريض بتعافيه بعد قرار عدم إجراء مسحات "PCR" مرة أخرى؟
يعرف أنه تعافى بتحسن الأعراض واستقرار درجة حرارة الجسم وإحساسه العام بتحسن حالته وعدم ظهور أي أعراض جديدة، حال توفر كل هذا فمعناه أن المريض تعافى من الفيروس.
والمريض صاحب الأعراض الطفيفة يعتبر متعافى بعد مرور 10 أيام من تاريخ ظهور الأعراض بشرط عدم ظهور أي أعراض من ارتفاع درجة الحرارة أو أعراض تنفسية.
• أثارت تصريحات منظمة الصحة العالمية بشأن ندرة نقل العدوى من المصابين بـ"كورونا" عديمي الأعراض الجدل.. ما تعليقكِ على ذلك؟
ما هو مُسجل رسميًا حتى الآن أن المصابين الحاملين للفيروس بدون أعراض يكونون مصدرًا للعدوى، ولم تثبت صحة أي دراسة بشأن ندرة حدوث العدوى من عديمي الأعراض.
هناك الكثير من الحالات الحاملة للفيروس دون أعراض وتنقل العدوى لآخرين.
• هناك طلبات كثيرة للحصول على "بلازما المتعافين".. فما الشروط المحددة لإعطائها للمرضى؟
لا يجوز لأي شخص التبرع لمريض آخر مباشرة هكذا، فالتبرع له شروط يجب توافرها في المتعافى منها أن يكون سنه بين 18 إلى 60 عامًا، وخلوه من الأمراض القلبية أو الصدرية المزمنة، ومرور 14 يومًا على التعافي من آخر مسحة سلبية مع عدم ظهور أي أعراض.
وبعد التبرع يتم قياس الأجسام المضادة في "البلازما" ويتم اختبارها للتأكد من جدواها وصلاحيتها للنقل إلى مريض آخر، "لكن مينفعش حد يجي يقول هتبرع ويعملوا تبرعات عشوائية"، وهذه طريقة من طرق السوق السوداء ويجب أن يكون التبرع عن طريق "بنك الدم المركزي".
وبالمثل، فالمريض الذي سيحصل على "البلازما" ليس أي مريض بالفيروس، بل حالات معينة ولها شروط معينة، حتى لا تكون العملية عشوائية.
• وما الشروط؟
التبرع عن طريق "بنك الدم المركزي"، وأخذ "البلازما" عن طريق الوزارة؛ لأننا لا نضمن نتيجتها وغير مسؤولين عنها في المراكز الأخرى غير المعتمدة بالوزارة، والمريض تكون حالته متقدمة بجانب بعض الأمور الطبية التي يحددها الطبيب المختص واللجنة العلمية في العلاج.
• أخيرًا.. هل وصلنا إلى القدرة الاستيعابية القصوى بمستشفيات العزل؟
العزل المنزلي خفف الضغط كثيرًا على مستشفيات العزل، وأصبح هناك أماكن متوفرة نسبيًا، ونتمنى ألا ترتفع أعداد الإصابات عن ذلك حتى نحافظ على نسبة الأماكن ونستطيع التعامل معها.
فيديو قد يعجبك: