تجني ثماره بنات مصر.. "الوطنية للقضاء على ختان الإناث" تتعهد بالقضاء على هذه الجريمة
كتبت- نور العمروسي:
نظمت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، مؤتمرًا صحفيًا بمناسبة اليوم الوطني لمناهضة "ختان الإناث" والذي يوافق 14 يونيو من كل عام، بمشاركة الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة والدكتورة سحر السنباطي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة والدكتور نبيل صموئيل عضو المجلس القومي للمرأة.
ونعت الدكتورة مايا مرسي، في كلمتها الدكتورة الراحلة عزة العشماوي الأمينة العامة السابقة للمجلس القومي للطفولة والأمومة، مؤكدة أنها كانت نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية و"شعلة نشاط" وقدمت العديد من الإسهامات والجهود من أجل قضايا الطفولة بشكل عام وختان الإناث بشكل خاص.
وقالت رئيسة المجلس، إن اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث يزيدنًا إصرارًا على القضاء على هذه الجريمة، كما أن تكاتف الجهود والتعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية هو أساس النجاح الذى سوف تجني ثماره بنات مصر في المستقبل، مؤكدة على أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث لن تتهاون في أي حق من حقوق بنات مصر.
وأكدت رئيسة المجلس، أنه في إطار عمل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، تم تشكيل لجنة بعضوية النيابة العامة ووزارة الداخلية والمجلس القومي للطفولة والأمومة، ونقابة الأطباء ووزارة الصحة والسكان وبمشاركة الطب الشرعي، بهدف دراسة الجوانب التشريعية المتعلقة بتجريم ختان الإناث في القوانين، وقد عكفت تلك اللجنة خلال جلسات عملها على الانتهاء من مقترح بتعديل مواد الختان مرة أخرى بعد تجربة القانون في الواقع العملي وهذا ما تم بالفعل.
وأوضحت "مرسي"، أنه على الرغم من أن هذا القانون يعتبر نقلة نوعية في قوانين الختان إلا أن بناتنا يحتجن إلى مزيد من الحماية في قانون العقوبات.
وأكدت أن مقترحات مشروع القانون جاءت بتشديد عقوبة الختان وتوسيع نطاق التجريم، وإعادة تعريف صفة الختان كعاهة، كما يقدم المقترح معالجة لوضع مرتكب الختان من الطاقم الطبي والذي يقوم بأداء جريمة في حق مهنة الطب الشريفة، كما اهتمت اللجنة أيضًا بدراسة تناول قضية ختان الإناث في قانون الطفل ولائحته التنفيذية، وقدمت الشكر إلى النيابة العامة لتعاونها المثمر للخروج بهذه المقترحات الهامة.
وأعلنت رئيسة المجلس، عن دراسة جديدة حول ختان الإناث سوف تتم بالتعاون بين اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، قائلة: "انتظروا أرقامًا جديدة حول معدلات ختان الإناث"، وعبرت عن أملها أن تسفر الدراسة عن انخفاض هذه المعدلات خلال الفترة القادمة حيث سوف يتم الإعلان عنها خلال شهر نوفمبر القادم.
وتقدمت الدكتورة مايا مرسي، بخالص الشكر إلى جميع أعضاء اللجنة الوطنية من كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء التنمية لجهودهم الحثيثة خلال الفترة الماضية، حيث أسفر التعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية خلال عام من عمر اللجنة عن تنظيم 747 نشاط استهدف 22 مليون سيدة وفتاة ورجل وطفل في القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك في مختلف المجالات، ومن خلال الحملات الإعلامية التوعوية، قائلة: "لن تعمل منفردين بل سنعمل جميعا لحماية بنات مصر".
ووجهت رئيسة المجلس، شكر خاص إلى الإعلاميين والصحفيين أصحاب الفكر المستنير والكلمة والقلم الذين يساهمون في نشر المعلومات الصحيحة حول هذه الجريمة لتغيير ثقافة المجتمع.
وناشدت الدكتورة مايا مرسي، جميع الآباء والأمهات بحماية بناتهن من هذا الخطر الذي يغتال طفولتهن ومستقبلهن، وناشدت وزارة الأوقاف أن تقوم بتنوير العقول ونشر صحيح الدين حول هذه الجريمة الذميمة التي تُنسب للإسلام وهو منها برئ وذلك من خلال توحيد خطبة الجمعة القادمة والاستمرار في طرحها.
وأشادت رئيسة المجلس بدور مؤسسة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لمواقفه الداعمة للمرأة المصرية مما يساهم في نقل صحيح الدين الإسلامى وتقديره واحترامه لها.
وأكدت ثقتها بالكنيسة المصرية، في مواصلة جهودها في التوعية بجريمة ختان الإناث.
وأعربت الدكتورة سحر السنباطي، عن سعادتها بالمشاركة معًا في اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث وهو ، "يوم إغتيال الطفلة "بدور" والتي لاقت مصرعها نتيجة لعملية ختان، لافتة إلى أنه يومًا وطنيًا يذكرنًا دائمًا بهذه الجريمة التي حدثت ولازالت تحدث وراح ضحيتها زهور بريئة حتى آخرهم جريمة سوهاج حيث استحل الأب دم بناته وخان الثقة التي وضعناها فيه والطبيب الذي أخل بآداب مهنته وأطاع هذا الأب ليقوم بهذه الفعلة الشنعاء.
ولكن قيام النائب العام بتحويل الأب والطبيب إلى الجنايات يوضح فاعلية وقوة الجهد الذي قامت به اللجنة الوطنية وخط نجدة الطفل 16000 ويعزز الطريق لعدالة ناجزة رادعة لكل من تسول له نفسه القيام بهذه الجريمة في حق أي فتاة، كما توجهت بالشكر للمستشار النائب العام وحرصه الشديد على حماية الأطفال.
وأضافت أمين عام المجلس خلال كلمتها، يسعدني مشاركتكم فى الإعلان الخاص بجائزة ماري أسعد وعزيزة حسين للقضاء على ختان الإناث، حيث شقت لنا كل منهما الطريق بجهود حثيثة وكبيرة في أيام كانت مثل هذه الأمور مسكوت عنها، حيث تركت كل من ماري أسعد وعزيزه حسين أجيالاً من الرائدات والرواد تسعى اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث على اكتشافهم وتقديرهم.
وأشارت إلى أن اللجنة قررت منح شهادة تقدير للراحلة الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام السابق للمجلس القومي للطفولة والأمومة تخليدًا لجهودها للقضاء على هذه الجريمة.
وأكدت "السنباطي"، أنه مضى عام تضافرت فيه جهود اللجنة الوطنية للقضاء على الختان حيث تم إنشائها لتكون مظلة واحدة للعمل تحتها لخلق بيئة مواتية للتغيير ليصبح الإهتمام بهذه القضية فى صدارة القضايا الوطنية التي تهم كافة شركاء الوطن للقضاء على هذه الجريمة.
وأوضحت "السنباطي"، أنه بحسب المسح السكاني الصحي 2014، تعد ظاهرة تطبيب ختان الإناث الأكثر شيوعا في مصر، إذا تعرضت 8 من كل 10 فتيات مختنات للختان على أيدي أفراد طيبين حيث يرى البعض أن إضفاء الطابع الطبي يعد أحد أشكال التخفيف من الضرر ، إلا أن هذا التشويه بيد طبيب يزيد من حدة الأمر وماهو الا حيلة يروج لها البعض للإفلات من جريمة الختان تحت مسمى "تجميل" ولكنه يعد وصمة لا تسامح ولا تهاون فيها حيث إنه لا يوجد مصطلح طبي لهذه العملية ولا تدرس بكليات الطب وليس لها أي مبررات طبية أو فوائد صحية.
وأكدت "السنباطي"، أن مصر شهدت تراجعًا ملحوظًا في معدل انتشار ختان الإناث بين الفئة العمرية 15_17 عامًا مع انخفاض عام من 77%عام 2005 إلى 61% عام 2014 بحسب المسح الصحي السكاني ومع ذلك تقع أكثر من 7 مليون فتاة عرضة لخطر إجراء عملية الختان خلال الفترة من 2015 حتى 2030.
وأشارت إلى أنه ينبغي أن نركز الجهود المبذولة لإنهاء الختان على التأثير على الاتجاهات الجماعية وليس التغيير الفردي وذلك من خلال الدعوة الإعلامية والتسويق الاجتماعي للقضية.
وفي ختام كلمتها أكدت على العمل والجهد سويًا على قدم وساق ولن نتوقف حتى تتمكن كل فتاة من الحصول على أبسط حقوقها وهو الحق في الحياة سالمة آمنة من خطر الختان.
كما توجهت بالشكر لكل الشركاء والهيئات الداعمة فهم منارة تغيير العقول بدورهم الإعلامي كما وجهت لهم رسالة قائلة: "فاستعدوا، الطريق مازال طويلاً والعمل لازال شاقاً حتى نصل إلى مصر خالية من الختان بحلول 2030".
وأعرب الدكتور نبيل صموئيل عضو المجلس القومي للمرأة ورئيس لجنة تحكيم جائزة عزيزة حسين وماري أسعد للقضاء على ختان الإناث عن سعادته بالعمل مع الجمعيات الأهلية المختلفة في سبيل مواجهة العديد من القضايا المجتمعية ومن بينها مواجهة قضية ختان الإناث، مؤكدًا على ضرورة أن نعمل جميعًا كفريق يكمل بعضه البعض وبطريقة ابداعية مبتكرة، في سبيل الوصول إلى الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه والنجاح فيه، مؤكدًا على قدرة المجتمع المدني على تحقيق التغيير الذي ننشده جميعا من أجل مستقبل أفضل لوطننا وللمجتمع، مشددًا على ضرورة التكاتف والتضامن معًا من أجل مواجهة تلك الجريمة التي نحن بصددها.
وقام الدكتور نبيل صموئيل بالإعلان عن نتائج جائزة "عزيزة حسين وماري أسعد للقضاء على ختان الإناث"، حيث أشار إلى أن الهدف من الجائزة وأنواع الجوائز وشروطها وكيف تمت عملية الترشيح وتقديم الطلبات وأسباب اختيار الفائزين، معلنا أنه قد حصل على جائزة الشخصية العامة لعام 2020 الدكتور جمال الدين إبراهيم محمد أبو السرور الحاصل على جائزة النيل في العلوم ومدير المركز الدولي الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر وأستاذ التوليد وأمراض النساء.
وحصل على جائزة المؤسسة المجتمعية الرسمية أو الأهلية "جمعية الطفولة والتنمية بأسيوط" والتي يتركز عملها في محافظات (أسيوط- سوهاج- قنا- أسوان) ومن أهم برامجها مشروع "مجتمعات أكثر أمانًا للأطفال" ويهدف المشروع إلى القضاء على جريمة ختان الإناث وتسلم الجائزة الدكتور حاتم جلال ذكي رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وحصلت على جائزة الممارس المجتمعي "الراهبه چانيت ألفي سويحه" من جمعية سيدة المحبة للراعي الصالح.
ورأت لجنة تيسير الجائزة هذا العام عمل تقدير خاص لمبادرتين غير مسبوقين هما مبادرة "محطة مصر" وهذه المبادرة عملت على التواجد بمجموعة كبيرة من الشركاء والشباب في محطة مصر لتوعية الناس والحديث معهم على خطورة ختان الإناث مع توفير كافة وسائل التوعيه، ومبادرة "البالطو الأبيض" وهي قيام مجموعة من الأطباء الشباب بمحطة مترو الشهداء برمسيس بمشاركة الاتحاد الدولي لطلاب كليات الطب و 100 متطوع لرفض ختان الإناث وضد تطبيب ختان الإناث وقامت على هاتين المبادرتين مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامه، وتسلم شهادة التقدير ودرع اللجنة السفير ناصر الشوربجى رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
وأثناء المداخلات أكد الدكتور طلعت عبدالقوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية على أهمية دور الجمعيات الأهلية في المرحلة القادمة لمواجهة جريمة ختان الإناث، مؤكدًا حرص الجمعيات الأهلية على العمل مع وتحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في تنفيذ برامجها على الأرض، متمنيًا أن تكون هناك رسالة واضحة مسموعة ومقروءة يتم الإتفاق عليها من قبل اللجنة تشمل توضيح جميع النواحي الطبية والدينية والاجتماعية والقانونية والثقافية فيما يتعلق بقضية مناهضة ختان الإناث لكي تصل إلى الأفراد بسهولة ويسر.
وتابع: "سنسعي خلال الفترة القادمة على أن يكون هناك مزيد من الجمعيات الأهلية معنية بمواجهة هذه الجريمة والقيام بدورها في الوصول إلى الأهالي في القري والنجوع والكفور في محافظات مصر المختلفة".
ووجه التحية للراحلة الدكتورة عزة العشماوي التي كان لها دور بالغ الأهمية في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل خلال عضويتها في لجنة الخمسين لوضع الدستور 2014، وخلال عملها السابق ورئاستها للمجلس القومي للطفولة والأمومة، مشيدًا بالجهود التي تقوم بها الدكتورة مايا مرسي والدكتورة سحر السنباطي من خلال رئاستهما المشتركة للجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، مؤكدًا أننا جميعا ننتظر تحقيق المزيد من النجاحات خلال الفترة القادمة.
وأكدت الراهبة چانيت ألفي سويحه الحاصلة على جائزة الممارس المجتمعي ضمن جائزة "عزيزة حسين وماري أسعد للقضاء على ختان الإناث" على أن قضية ختان الإناث قضية مجتمعية لابد أن يتحد كل أفراد المجتمع لمواجهتها، للحفاظ على كرامة الفتيات وكيانهم، مشيرة إلى أهمية التعاون لتوعية الأهالي للحفاظ على بناتهم وانقاذهم من هذه الجريمة التي تمارس في حقهن.
وأكدت نسمات القويصي ممثلة عن "جمعية الطفولة والتنمية بأسيوط" الحاصلة على جائزة المؤسسة المجتمعية الرسمية أو الأهلية ضمن جائزة "عزيزة حسين وماري أسعد للقضاء على ختان الإناث" أنه لوحظ منذ تشكيل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث حدوث طفرة وتغيير في مدى وعي الأفراد بالقضية في العديد من المناطق التي تعمل بها الجمعية.
وأكدت على ضرورة توسيع نطاق العمل خلال الفترة القادمة للوصول إلى جميع المناطق التي لم يتم الوصول إليها من قبل للقضاء على هذه العادة المجتمعية الذميمة.
وفي ختام المؤتمر قامت كل من الدكتورة مايا مرسي والدكتورة سحر السنباطي بتكريم اسم الدكتورة عزة العشماوي حيث تم تسليم أسرة الراحلة درع اللجنة وشهادة تقدير اعترافًا بالدور الذي قامت به خلال مشوارها العملي ورئاستها للمجلس القومي للطفولة والأمومة في مجال مواجهة قضية ختان الإناث، كما تسلمت نشوى الحوفي درع اللجنة وشهادة تقدير تكريمًا لها عن مجهوداتها خلال حملة أحميها من الختان، كما تقدمت اللجنة بالشكر والتقدير للدكتور نبيل صموئيل و أعضاء لجنة اختيار جائزة "عزيزة حسين وماري أسعد للقضاء ختان الإناث" وتم منحه شهادة تقدير.
يذكر أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث أنشئت فى شهر مايو 2019 ، حيث تم الإعلان عن تشكيلها خلال اجتماع الدكتورة مايا مرسي مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى 21 مايو 2019 ، بعضوية ممثلين عن كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، بالإضافة الى التعاون مع شركاء التنمية.
فيديو قد يعجبك: