إعلان

مدير "خدمات الدم": إقبال كبير على التبرع بـ"بلازما المتعافين".. والأمر لا يستغرق ساعة (حوار)

07:32 م الأربعاء 03 يونيو 2020

د. إيهاب سراج الدين

حوار- أحمد جمعة:

كشف الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير عام خدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة والسكان، عن زيادة إقبال المتعافين من فيروس كورونا المستجد على المركز القومي لنقل الدم للتبرع بالبلازما، واستخدامها في علاج الحالات الحرجة المصابين بالفيروس حالياً.

وقال "سراج الدين" في حوار لـ"مصراوي"، إنه في البداية كان هناك تواصل مع عدد من المتعافين لطلب تبرعهم بالبلازما، وكانت استجابتهم ضعيفة بعض الشيئ، لكن الأمر اختلف بعد مناشدة وزارة الصحة للمتعافين بالتبرع، مضيفًا: "لقينا المتبرعين هما اللي بيدوروا علينا دلوقتي"

وأوضح أنه يمكن للمتعافين التبرع بالبلازما ابتداءً من اليوم الـ 14 للشفاء حتى اليوم الـ 28 من التعافي، على أن يستغرق الأمر نحو ساعة، بعد إجراء التحاليل اللازمة، وإلى نص الحوار.

متى بدأ استقبال المتعافين من كورونا للتبرع بالبلازما؟

الأمر بدأ بدراسة طرحتها خدمات نقل الدم القومية بعدما صرحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بالبدء في استخدام بلازما المتعافين لعلاج الحالات الحرجة من فيروس كورونا المستجد وبدأ التجارب السريرية، ومن ثمَّ بدأنا بالفعل في تجميع المتبرعين والتواصل مع عدد كبير من المتعافين.

وبالفعل بدأنا في استقبال عدد من المتبرعين وتجميع وحدات البلازما منهم للبدء بنقل الوحدات كدراسات مبدئية على المرضى، ونرى تأثيرها خاصة أن كل التجارب العالمية أثبتت نجاح هذا الأمر، سواءً التجارب التي أجريت في الصين أو أمريكا، وكلها أكدت نجاح التجربة، وكان هذا الأمر بدعم قوي من الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة لأنهم كانت مهتمة للغاية وتتابع الموضوع أولا بأول.

كيف جرت الاستعدادات للبدء في الحصول على بلازما المتعافين؟

فريق عمل خاص من المركز القومي لنقل الدم حضر ندوات علمية عالمية كثيرة عبر الإنترنت، وكذلك عكف على مراجعة دراسات عالمية في هذا المجال، بالإضافة إلى مراجعة التوصيات الخاصة بالجمعية الأمريكية لبنوك الدم (ABB) والاتحاد الأوروبي وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ لدراسة استخدام بلازما المتعافين لعلاج مرضى كورونا، وتم تجهيز مكان لاستقبال المتبرعين، والاهتمام طوال الوقت بأعمال التعقيم، وبعد ذلك بدأنا تجميع البلازما، والسير في تجارب على حالات والموضوع أثبت نجاحًا كبيرًا بدرجة لم نتوقعها.

ما أبرز التحديات التي واجهتكم في تجميع بلازما المتعافين؟

كان من أبرز التحديات التي واجهتنا على الأرض في البداية، أن المتعافين لا يأتون للتبرع بالبلازما إلا قليلًا، فكان لدينا خروج من مستشفيات العزل بأعداد كبيرة، وعندما نبدأ في التواصل معهم تكون الاستجابة ضعيفة ونتعامل مع أعداد قليلة من المتبرعين.

في هذه الأثناء، وبعدما تم عرض نتائج التجارب المبدئية على وزيرة الصحة، وجهت بتوسيع قاعدة التبرع وجمع البلازما، وأن تكون في القاهرة الكبرى كأكثر المحافظات التي بها عدد حالات، ثم ناشدت المتعافين عبر وسائل الإعلام المتعافين بالحضور للتبرع بالبلازما لعلاج الحالات.

هل أحدثت تلك المناشدة فارقًا في استجابة المتعافين؟

الأمر الملفت للنظر أن الكثير من المتعافين بدأوا في التوافد على المركز، وهذا التصريح الذي أدلت به وزيرة الصحة أحدث فارقًا كبيرًا في الإقبال على المركز القومي "لقينا المتبرعين هما اللي بيدوروا علينا".

الاستجابة كانت رائعة حتى الآن بالنسبة لعدد الحالات، لكننا في العموم نحتاج لعدد كبير من المتبرعين حتى نستطيع علاج الكثير من الحالات المصابة، خاصة مع النتائج المبشرة التي كشفت عنها الدراسة

صورة 1هل هناك اتجاه للتوسع في عدد المراكز لاستقبال المتبرعين خاصة في المحافظات؟

بالفعل هناك اتجاه لزيادة عدد المراكز التي تستقبل المتبرعين تدريجيًا على مستوى الجمهورية، لكي تكون الرسالة أننا نقول للمتبرعين في باقي المحافظات "من مكانك وإحنا هنجيلك"، على الأقل سنبدأها إقليميًا وبعد ذلك نتوسع حتى الوصول لوضع أكبر عدد من الأجهزة على أساس نقترب من المتبرعين قدر الإمكان.

وخلال أيام قليلة سيتم الإعلان عن الأماكن التي تستقبل المتعافين وأرقام هواتف للتواصل لتنسيق المواعيد لهم لكي لا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، خاصة أن التبرع بالبلازما من الأمور البسيطة للغاية، إذ يحتاج المتبرع من 45 دقيقة إلى ساعة بحد أقصى، ويستطيع تعويض التبرع عن طريق شرب السوائل ليس أكثر، ونحتاج للتبرع مرة واحدة فقط.

وبالتالي هدفنا ليس فقط الوصول إلى أقرب نقطة للمتبرعين ولكن تنسيق مواعيد الحضور حتى لا نتسبب في تعطيلهم عن أعمالهم، ومنعا للتزاحم، وهذه كانت سياستنا من بداية ظهور الجائحة.

حتى الإعلان عن هذه الأماكن.. أين تستقبلون المتعافين الراغبين في التبرع بالبلازما؟

نستقبل المتبرعين في المركز القومي لنقل الدم (51 ش وزارة الزراعة بالعجوزة)، لكي نُجري التحاليل للمتبرعين وبالتالي كان التبرع مركزيا خلال الفترة الماضية، وكان يوجد فريق لاستقبال المتبرعين في رمضان بعد الإفطار، ويحاول يجمع أكبر عدد، وبعد عيد الفطر المبارك تم العمل لمدة 12 ساعة يوميًا لاستقبال المتبرعين.

هل توجد شروط خاصة للحصول على البلازما من المتبرعين؟

يكون لدى المتبرعين ما يثبت إيجابية المسحات الخاصة بهم في بداية الإصابة وأنهم تعافوا تمامًا، وآخر مسحتين لهم كانتا سلبيتين، وبمقدورهم التبرع ابتداءً من اليوم الـ 14 حتى اليوم الـ 28 من التعافي.

لماذا هذا الشرط الخاص بمدة التعافي؟

لأننا نسير بحسب البروتوكولات المعتمدة وفق معايير عالمية سواء من الجمعية الأمريكية لبنوك الدم أو معايير "FDA"، وطبقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي، وكلها وضعت فترة التبرع خلال هذه المدة.

وفي الأصل التعافي معرف بظهور ثاني مسحة سلبية له للمريض مع التأكد من اختفاء الأعراض خلال 15 يومًا من بعد التعافي.

الأزهر اعتبر تبرع المتعافين بالبلازما واجب شرعًا.. ما دلالة هذه الفتوى على زيادة عدد المتبرعين؟

تابعنا دعوة مركز الأزهر العالمي للفتوى للمُتعافين للتبرع بالبلازما، واعتبار ذلك واجبًا شرعيًا، وهذا التصريح مساندة قوية من الأزهر وتشجيعًا للمتعافين بالتبرع بالبلازما، ونتمنى زيادة عدد المتبرعين خلال الأيام المقبلة.

أخيرًا.. ما الآلية التقنية للتبرع بالبلازما؟

في البداية يخضع المتبرع لعدة تحاليل للتأكد من سلامته، ثم يجلس باسترخاء على جهاز فصل البلازما الذي يسحب الدم ويقوم بفصل البلازما، ثم يعود لجسمه باقي مكونات الدم كاملة مرة أخرى.

كما أن الأجهزة المستخدمة حالياً لجمع البلازما، هيَّ أجهزة حاصلة على شهادة الـ"fda" وهي أعلى شهادة جودة في العالم، وهي أجهزة أمريكية وتعتبر واحدة من أعلى الأجهزة المستخدمة على مستوى العالم في هذا المجال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان