تخالف العقل والنقل.. الأزهر عن منشورات نهاية العالم: لا يعلمها إلا الله

كتب - محمود مصطفى:

أكد مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية، متابعته ما يثار بين الحين والآخر من أن قيام الساعة أو نهاية العالم يوم كذا، أو يوم كذا، أو نحو ذلك من الشائعات والإطلاقات التي تخالف كتاب الله عز وجل وما صح من سنة سيدنا رسول الله ﷺ.

وأوضح المركز في بيان له، الثلاثاء، أن الله عز وجل أخفى وقت قيام الساعة؛ ليتميز المحسن من المسيء، وليكون العبد دومًا على حذر من أمرها، ويجهتد في فعل الصالحات، ويحرص على مزيد القرب من الله عز وجل، قال سيحانه في محكم كتابه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.

وأشار ألى أنه ما أحرى العبد أن يشغل نفسه بما ينفعه يوم تقوم الساعة؛ فلا يكون من الغافلين عنها، يشغله لهو الدنيا وزخرفها، حتى إذا حان أجله يقول: {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}، وقد كان جواب سيدنا رسول الله ﷺ لمن سأله: «مَتَى السَّاعَةُ؟ قوله: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟... » [متفق عليه].

ولفت إلى أن النبي ﷺ وجه بألَّا ينشغل العبد عن العمل بأي شيء، ولو بقيام الساعة فقال: «إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةً فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها؛ فلْيغرِسْها".

ونوه إلى أنه على العبد أن ينظر ماذا قدم ليوم القيامة؟! وماذا أعد له؟! فإن الساعة لا تأتي الناس إلا فجأة بغتة؛ قال سبحانه: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً}، ومن رحمة الله عز وجل أن جعل لهذا اليوم علاماتٍ ودلائلَ؛ ليذكِّر به عباده؛ حتى يعودوا إليه، ويجتهدوا في طاعته.

وأكد أنه ظهرت بعض هذه العلامات، والتي على رأسها بعثة سيدنا رسول الله ﷺ القائل: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَوْ: كَهَاتَيْنِ» وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، ومن العلامات ما لم يظهر بعدُ، فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: «...فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

وحذِّر مركزُ الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من الانسياق خلف الشائعات والخرافات التي تخالف العقل والنقل، وهأب بأبناء الشعب المصري وجميع الشعوب أن ينشغلوا بما يخدم أوطانهم، وينفعهم في دنياهم وأخراهم.