كورونا يُفسد الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الكرواتي
بلجراد- (د ب أ):
أسرع رئيس الوزراء الكرواتي، أندريه بلينكوفيتش، لتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة، حتى يتمكن حزب "الاتحاد الديمقراطي الكرواتي" الذي يتزعمه، من الاستفادة من الأداء المتميز لسلطاته أثناء فترة تفشي وباء كورونا، وقبل حدوث التداعيات الاقتصادية المتوقعة.
إلا أن الامور لم تسر كما هو مخطط لها.
وكان بلينكوفيتش قال في 20 مايو الماضي، إن حكومته قررت إجراء الانتخابات قبل عدة أشهر من موعدها العادي، لأنها "حققت جميع الطموحات الحاسمة"، وأنه يجب على حكومة جديدة، في ظل فترة ولاية كاملة، التعامل مع تداعيات "الأزمة غير المسبوقة ".
ومع تضاؤل أعداد الاصابات بمرض "كوفيد-19" الناتج عن الاصابة بفيروس كورونا المستجد، قال بلينكوفيتش إن اللحظة "مناسبة، حيث أظهر الوضع الوبائي في كرواتيا تسجيل الإصابات الجديدة بمعدلات أحادية الرقم".
وكانت كرواتيا من بين أولى الدول التي قامت بفتح حدودها للأجانب، مما أدى إلى وجود تفاؤل حذر بشأن إمكانية انقاذ الجزء الأكثر أهمية - على الأقل - من الموسم السياحي الصيفي، وهو المساهم الاكبر في اقتصاد البلاد.
إلا أن فيروس كورونا عاد بقوة خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت كرواتيا في الأيام الأخيرة حالات إصابة جديدة بأرقام ثنائية عالية، في ظل ظهور العديد من النقاط الساخنة.
وقد أجرى بلينكوفيتش نفسه فحصا للتأكد مما إذا كان مصابا بالفيروس، ولكن النتيجة جاءت سلبية. ومع ذلك، تعرض لانتقادات بسبب استمراره في الحملة الانتخابية بدلا من عزل نفسه.
وقالت صحيفة "24 ساتا" اليومية: "يتم اعتقال المواطنين بسبب رفضهم ارتداء الكمامات، بينما يرفض رئيس الوزراء الخضوع للعزل"، متهمة إياه بـ "ازدواجية المعايير ".
وذكرت الصحيفة أن فيروس كورونا "قتل حملة بلينكوفيتش". ويرفع حزب "الاتحاد الديمقراطي الكرواتي" شعار "كرواتيا الآمنة" للحملة، حيث يعد بتأمين الوظائف والأجور والحفاظ صحة المواطنين.
إلا أنه قبل أسبوع واحد فقط من إجراء الانتخابات، فإن الشيء الوحيد الذي بدا واضحا هو أنه ليس من الممكن التنبؤ يقينا بأي شيء. وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود تأرجح بين حزبي "الاتحاد الديمقراطي الكرواتي" و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" من أسبوع لآخر، مما يعني على الأرجح، تحقيق نتيجة متقاربة في الانتخابات المقررة يوم الاحد المقبل.
وقد توقع المشاركون في استطلاعات الرأي تمتع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" بأفضلية بسيطة، مع ملاحظة أن الاستطلاعات أُجريت في ظل عودة فيروس كورونا مجددا.
ويسلط ذلك الضوء على السياسيين الأقل شعبية، بوصفهم من صانعى الحكام المحتملين.
ومن المرجح حصول حزب "حركة الوطن" اليميني المتطرف، الذي يتزعمه المغني الشعبوي السابق، ميروسلاف سكورو، على المركز الثالث.
وقد يكون سكورو محافظا جدا بالنسبة للكثيرين حتى بين الاشخاص شديدي التمسك بالتقاليد في كرواتيا ذات الغالبية الكاثوليكية. فعلى سبيل المثال، قد تسببت تعليقاته بشأن النساء اللاتي يحملن نتيجة تعرضهن للاغتصاب، ضجة كبيرة. حيث ألمح إلى أنهن لا يجب عليهن إجراء عملية إجهاض وعليهن الاستمرار في حملهن.
وتعد مسألة الإجهاض مثار جدل سياسي في كرواتيا التي ينظر إليها على أنها دولة محافظة يغلب عليها الطابع الكاثوليكي.
وفي الوقت نفسه، أثارت تلك التصريحات أصوات داعمة من جانب مناهضي الإجهاض، كما يعتبر سكورو - على نطاق واسع - حليف طبيعي لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكرواتي".
ويمكن لذلك، بالاضافة إلى الأصوات المحافظة بصورة تقليدية من المغتربين الكرواتيين، تعويض الافضلية المتوقعة لصالح "الحزب الاشتراكي الديمقراطي".
وسيتمكن عدد أقل بقليل من 8ر3 مليون ناخب مسجل، الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد المقبل، من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء (0500 وحتى 1700 بتوقيت جرينتش). وسيتعين عليهم ارتداء الكمامات أثناء التصويت، واحضار أقلام خاصة بهم. كما سيُسمح للأشخاص الخاضعين للعزل المنزلي بالتصويت من داخل المنزل.
وسينتخب المشاركون في الانتخابات 151 نائبا برلمانيا. وتشارك 192 قائمة انتخابية في الانتخابات.
فيديو قد يعجبك: