ماذا قال البابا تواضروس عن فتح الكنائس والجيش المصري.. وموقفه من مهاجميه؟
كتب- مصراوي:
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه ستتم إعادة فتح كنائس القاهرة والإسكندرية يوم ٣ أغسطس المقبل للقداسات فقط، وسط إجراءات احترازية مشددة، مشيرًا إلى أنه بعد قرار إعادة افتتاح الكنائس للصلاة اقترحنا أن تكون هناك دكة لكل مصلٍّ في الكنيسة، فلو كنيسة تستوعب مثلًا 50 دكة، فيجلس عليها 50 فردًا فقط بالتبادل، بمعنى أن يجلس واحد على دكة والآخر في الدكة التي تليه من الجهة المقابلة، كإجراء وقائي من انتشار فيروس كورونا.
وأضاف البابا، في حواره عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتخذ خطوات مدروسة للحفاظ على الوطن، ونحن نصلي من أجل حفظ البلاد، مشددًا على أن الكنيسة القبطية أقدم كيان شعبي على أرض مصر، فعملها ودورها ومشاركتها مهم، وإضعافها يهدف إلى إضعاف الوطن.
وحول صحته في ظل أزمة كورونا، أوضح البابا أن هذا الفيروس غير أنه مرض، لكنه أحدث نوعًا من الهوس عند الناس؛ مجرد أن يسعل أحد يقال إنه "كورونا"، لكن أنا من طبيعتي أني كثيرًا أصاب بنزلات البرد؛ ولكن نشكر ربنا كل الأمور بخير، وظهرت الكثير من الشائعات، ونحن مقللون من المقابلات في هذه الأيام، وعندما لا نظهر لعدة أيام تظهر الشائعات، مؤكدًا أن فيروس كورونا جرس إنذار من الله لإيقاظ الإنسان.
وفي ما يتعلق بطريقة التناول عقب أزمة فيروس كورونا، أضاف البابا: نمارس صلواتنا بكل أدوات المذبح، ولو هناك حالة مرض، فكاهن سوف يتوجه للمريض، وهنا لا يستخدم الماستير، الوضع الطبيعي طبيعي، وحين نرجع لقداساتنا سنرجع كما كنا".
وعن واقعة تجريد الكنيسة لأحد كهنتها -تم اتهامه بقضايا تحرش- قال البابا إن هناك فرقًا بين التستر والستر، فالتستر يعني أن يكون هناك شيء خطأ وهناك شيء مؤذٍ يمر دون عقاب، وهذا يفرق عن الستر، مؤكدًا أن هذا الموضوع ملأ السوشيال ميديا في كل مكان، بالأسماء والصور والأماكن، وقبل ذلك كان كل شيء شخصيًّا وتحقيقات شخصية؛ ولكن لما الموضوع نُشر بصورة كبيرة، كان لابد أن يُعلن.
وأضاف البابا أن التجريد يعني التخلي عن عناصر الكنيسة الخارجة عن حدود الواجبات التي تقوم بها وسحب اللقب منها، مؤكدًا أن القرار بالتجريد ليس سهلًا. أي قرار تجريد لا بد أن يعلن حتى في الجريدة الرسمية؛ لأن الأمر متعلق بالسلطات المدنية، لأن الكاهن حين رسامته نتقدم للسلطات بطلب بأن فلانًا، باسمه العلماني، سيصبح كاهنًا باسم كاهن، لذا فحين نسحب منه صفة الكهنوت لا بد أن نُعرف السلطة المدنية، حتى لا يستطيع استخراج بطاقة رقم قومي باسمه الكهنوتي.
وأشار البابا إلى أن الكنيسة لا تتخذ قرار التجريد إلا بعد سنوات وتحقيقات، مشيرًا إلى أن القضية -القمص المجرد رويس عزيز خليل- يتم التحقيق فيها منذ أيام البابا شنودة، متابعًا: هذا الشخص ينتمي إلى إحدى الإبراشيات في مصر وتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والمجلس بالمنيا قام بالتحقيقات وتجميع أوراق الملف، وقد طالبت الكنيسة القمص بالعودة إلى مصر، ولكن ظروفه الصحية منعته من ذلك، لذا حاولنا اتخاذ تصرفات إيجابية لكن النتيجة وصلت إلى هذا.
وحول ما أثير مؤخرًا عن ظهور السيدة العذراء في دير مواس، قال البابا إن أية رسالة فيها ظهورات هي بمثابة رسالة اطمئنان، ولكن لا يوجد امتداد لهذه الظهورات، مضيفًا: "على غرار الحديث عن الظهورات، فإن ظهور السيدة العذراء من قبل في كنيسة الزيتون، استمر لمدة 40 يومًا؛ مما جعل الكنيسة تشكل لجنة لدارستها والاستماع إليها، وفي النهاية كتبت تقريرًا أكدت فيه الظهور".
وتابع البابا تواضروس: "ما حدث مؤخرًا عن ظهور السيدة العذراء في دير مواس لا ينطبق عليه ما حدث من ظهورها من قبل في كنيسة الزيتون"، نافيًا بذلك ظهورها بالدير خاصة بعد تأكده واستماعه للأنبا أغابيوس أسقف دير مواس، حول الواقعة.
وأكد البابا أن مصر تواجه في الوقت الحالي تحديات صعبة غير عادية، والصعوبة تكمن في أن تلك التحديات تأتي بوقت واحد، فهناك تحديات من كل الاتجاهات الجغرافية لمصر، وأخرى تتعلق بالثروات التي اكتشفت في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتابع بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: "فيه نقطة مهمة جدًا، مصر لا تمتلك قوة للاعتداء، مصر لا تعتدي على أحد، ولكن تمتلك قوة للمحافظة على الوطن، الجيش المصري جيش رشيد، ودي كلمة لطيفة أوي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة رشيد يعني عاقل، يعني عارف إمتى يتقدم وإمتى يعمل عمل، الأمور واضحة، مفيش فيه صيغة العدوانية".
وواصل البابا تواضروس: "بالتالي باشعر إن الكل يعمل من أجل الحق، إني أحافظ على أرضي وترابي ووطني، وحدودي، كل ده شيء مشروع وشيء من الحق، الآخرون عندهم أنواع من الباطل ده حاجة تانية".
وعن قرار مجلس النواب عن الموافقة لإرسال قوات مصرية للخارج، قال إن مجلس النواب يعبر عن الشعب وصوته، والصورة واضحة جدًّا؛ الفضل للإعلام وضح كل شيء وما يحدث في الحدود في الاتجاه الغربي أو الشرقي وغيرها والإجراءات والمناورات العسكرية، كل ذلك يؤكد أن هناك خطوات مدروسة من أجل الحفاظ على الوطن، واكتمل بالتصويت في مجلس النوب على الموافقة لإرسال قوات قتالية خارج البلاد، وهذا مهم ومتأكد أن كل خطوة تدرس جيدًا قبل كل شيء".
واستطرد البابا: "نصلي من أجل حفظ البلاد والعباد ولا نريد اللجوء إلى الحرب؛ فالحروب خسارة، الحروب بصفة عامة خسارة في كل شيء، وخسارة الوقت يضيع في الحروب، ويوم أن تقتضى الضرورة للحفاظ على البلاد فالقوات جاهزة ومستعدة".
وأشاد البابا بـ"عظة الأحد" التي أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن بثها عبر القنوات المختلفة، قائلًا إنها فكرة جيدة وتساهم في بناء وطن قوي، إذ أنها تحقق الفلسفة اليونانية القديمة تكلم حتى أعرفك، مشيرًا إلى أن تقديم الآباء للعظة من خلال قنوات تليفزيونية واسعة الانتشار عمل جيد.
وأشار إلى أنه شارك بالعظة مرتين، ويعتزم المشاركة للمرة الثالثة، لافتًا إلى أن العظة يستمر بثها عبر القنوات التابعة للشركة أسبوعيًا، فضلًا عن أنها تقدم الجانب الروحي والكنسي.
وتحدث البابا تواضروس عن الذين يهاجمونه على وسائل التواصل الاجتماعى، قائلا: أعلم الكثيرون منهم في مصر، مشيرًا إلى أن من بينهم شخصًا أو اثنين من رجال الإكليروس -رجال الدين- وهي حالة نادرة، متابعًا: لا أرى تبريرًا للهجوم، أن يخرج شخص ويقتطع كلمة تقال و"يلوي" معناها، فواضح أن وراءها خبثًا وأناسًا ومنتفعين، حتى وأثناء متابعتنا ذلك لدينا بيانات لبعض الناس بأدلة وأماكن، ولكننا لم نلجأ للقضاء.
وعن عدم اتخاذ البابا، إجراءات قانونية ضدهم، رد قائلًا: أنتظر ممن يقوم بالهجوم بأن يتوب ويرجع لنفسه، لأن عواقب الأمور خطيرة، وأحد عيوب السوشيال ميديا أنها أعطت للإنسان إحساساً بأنه يملك الدنيا.
فيديو قد يعجبك: