لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مسؤول بالصحة العالمية: وضع كورونا "مُقلق بشدة".. واللقاح لن يتوفر هذا العام (حوار)

09:07 م الإثنين 28 سبتمبر 2020

الدكتورة رنا الحجة

كتب- أحمد جمعة:

وصفت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الوضع الوبائي لفيروس "كورونا المستجد" حاليًا بأنه "مُقلقٌ بشدة"، إذ يزداد عدد حالات الإصابة كل يوم في بعض البلدان، وتُسلِّط الضوءَ على الحاجة المُلِحّة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً.

وطالبت "الحجة" في حوار لـ"مصراوي"، بالتوسع في إجراء الاختبارات التضامنية وعدم الاختصار على الأشخاص الذين يتوجهون إلى المستشفيات والعيادات وتظهر عليهم بالفعل أعراض الإصابة، موضحة أن الخبراء والشركات المنتجة للأدوية لم يصلوا إلى دواء مخصص لعلاج "مرضى كورونا".

وكشفت عن وجود 180 لقاحًا من اللقاحات المرشحة في إطار التجارب التي نسقتها منظمة الصحة العالمية، ومن بين هذه اللقاحات قرابة 35 لقاحًا دخلت المرحلة الثالثة من التجارب، ورغم ذلك فمن الصعب تحديد موعد نهائي لتوفير اللقاح، لكنه وفقا لما توافر لدينا من بيانات، فمن المتوقع أن يصبح اللقاح جاهزًا للتوزيع منتصف 2021.. وإلى نص الحوار:

ما رؤيتكِ للوضع الوبائي لـ "كورونا" في إقليم شرق المتوسط.. هناك مخاوف من موجة ثانية أشد وطأة من الأولى؟

ربما لا يعد مصطلح الموجة الثانية دقيقًا علميًا كما لا يمكننا تحديد موعد لانحسار الموجة الأولى وبدء موجة جديدة، لكننا نلاحظ بالتأكيد عودة لارتفاع أعداد الإصابات وعلينا التحذير منها والانتباه إليها والعمل على وقفها بمضاعفة الجهود المبذولة.

لا بد أيضًا من التوسع في إجراء الاختبارات وعدم الاختصار على الأشخاص الذين يتوجهون إلى المستشفيات والعيادات وتظهر عليهم بالفعل أعراض الإصابة، وكلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون للاختبار، ارتفع عدد الحالات التي تُكتشف وتُعزل بشكل ملائم، وكلما ارتفع عدد المخالطين الذين يجري تتبُّعهم، زادت فعالية جهود احتواء العدوى.

رغم ذلك، لماذا ارتفعت أعداد "إصابات كورونا" مجددًا؟

عدد حالات الإصابة في إقليم شرق المتوسط تجاوز 2 مليون و300 ألف حالة، وتجاوز عدد الوفيات 60 ألف وفاة.

الوضع الحالي مُقلقٌ بشدة، إذ يزداد عدد حالات الإصابة كل يوم، كما أن الزيادة الكبيرة لأعداد الحالات في بعض البلدان تثير قلقًا بالغًا، وتُسلِّط الضوءَ على الحاجة المُلِحّة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً.

هذا الارتفاع في أعداد الحالات كان أمرًا متوقّعًا وحذرنا منه كثيرًا، بسبب تخفيف البلدان القيود بعد أشهر من فرض الحظر الشامل، وما صاحب ذلك التخفيف من زيادة حركة تنقل السكان، لذلك ينبغي على الحكومات أن تطور الاستجابة وتضاعف الجهد الذي كانت تقوم به منذ بداية الجائحة.

بعض دول الإقليم قررت عودة المدارس مرة أخرى رغم مخاوف زيادة الأعداد.. هل ترين ذلك حلًا مناسبًا؟

نعرف أن فترة مكوث الطلاب وخاصة صغار التلاميذ في المنزل قد طالت إلى حد قد يهدد سلامتهم النفسية فضلًا عن آثاره الاجتماعية والتعليمية المترتبة على ابتعادهم عن بيئة التعلم المنتظمة وسلوكياته المنضبطة وافتقادهم لصحبة الزملاء والأصدقاء.

ومن ثم فإن معظم البلدان تجد العودة إلى المدرسة ضرورة ولكن التحدي هو أن نجعل العودة للمدرسة مأمونة لكل أطراف العملية التعليمية.

وبينما تستعد المرافق التعليمية لإعادة فتح أبوابها في جميع أرجاء الإقليم، يرتفع كثيرًا خطر زيادة انتقال العدوى، وعليه فمن المهم أن يشارك الطلاب والمدرسون وسائر العاملين (عمال النظافة، والمسؤولون عن مناولة الأغذية، وغيرهم) والآباء والأمهات وأولياء الأمور وأفراد المجتمع في تعزيز الصحة والسلامة بالمدارس.

ما نصائحكم مع المدارس لحماية الطلاب والعاملين من "كورونا"؟

نحن كمكتب إقليمي أعددنا مبادئ توجيهية بشأن العودة الآمنة إلى المدارس تتضمن إجراءاتٍ توصي المنظمة باتخاذها منها: البقاء بالمنزل عند الإصابة بالمرض، وتغطية الفم والأنف بثني المرفق أو بمنديل عند السعال أو العطس، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون أو باستخدام مطهر كحولي، وتنظيف الأسطح والأدوات التي تُلمس باستمرار، والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد عن الآخرين، وارتداء الكمامة عند اللزوم أو إذا تعذَّر التباعد البدني، وتحية الأشخاص بالتلويح باليد أو الإيماء بالرأس أو وضع اليد على القلب.

هذه الإجراءات مهمة للوقاية من الانتشار المحتمل لمرض "كوفيد-19" داخل المواقع التعليمية وخارجها، ومن المهم كذلك أن نتجنَّب وصْم أي شخصٍ قد تعرَّض للإصابة بالفيروس.

ما آخر التحديثات بشأن "لقاحات كورونا".. وعددها حتى الآن؟

هناك 180 لقاحًا من اللقاحات المرشحة في إطار التجارب التضامنية التي نسقتها منظمة الصحة العالمية ومن بين هذه اللقاحات قرابة 35 لقاحًا دخلت المرحلة الثالثة من التجارب، أي المرحلة المعنية باختبار اللقاح سريريًا على البشر لضمان مأمونية وسلامة اللقاح وفعاليته، وهناك عدد كبير في المرحلتين الأولى والثانية، ومن المتوقع أن تدخل المرحلة الثالثة في الشهرين المقبلين وهذه أكبر محفظة للقاحات على الإطلاق.

متى تتوقعون ظهور أول وأقرب لقاح للنور؟

من الصعب في الوقت الحاضر تحديد موعد نهائي؛ لتوفير اللقاح ولكن تبعًا لما توافر لدينا من بيانات خاصة بالتجارب السريرية، فمن المتوقع أن يصبح "لقاح كوفيد-19" جاهزًا للتوزيع بحلول منتصف 2021.

بعض دول الإقليم -ومنها مصر- تُجري تجارب سريرية على لقاحين صينيين ضد "كورونا".. هل تتابعون مثل تلك التجارب.. وما موقفكم منها؟

منظمة الصحة العالمية هي المنسق الرئيس لعملية تطوير لقاح وعلاج لكوفيد-19 وهي تقوم بهذا الدور مع عدد كبير من المراكز البحثية والدول المنتجة للأدوية والخبراء كما تصل إلى المنظمة البيانات المتاحة من التجارب السريرية بشكل منتظم، وهي تتابع الإجراءات البحثية؛ للتأكد من تطبيق كافة الاشتراطات القياسية الخاصة بالتجارب السريرية سواء الخاصة بالعلاجات او اللقاحات.

المنظمة ترعى التجربة التضامنية على عدد من الأدوية لاستخدامها علاجًا لـ"كورونا".. ما آخر التفاصيل عنها.. وهل ثبتت فعالية أي دواء منها إلى الآن؟

الجهود لا تزال تتواصل لتطوير علاج لمرض كوفيد-19، منظمة الصحة العالمية عملت مع شركائها على تنسيق التجارب التضامنية للوصول لدواء فعال من خلال إخضاع عدة أدوية -كانت تستخدم بالأساس لعلاج أمراض أخرى وتم استخدامها لتخفيف أعراض "كوفيد-19" للتجريب للتأكد من فعاليتها ومأمونيتها.

بالفعل أفادت هذه التجارب في استبعاد الأدوية التي لم تثبت فعاليتها، مثل الهيدروكسي كلوركوين وحتى الآن لم يصل الخبراء والشركات المنتجة للأدوية إلى دواء خصيصًا لكوفيد-19، وإن كان هناك الدواء الذي طورته المملكة المتحدة منذ عدة أشهر، المسمى ميثازون، والذي يعالج الحالات الحرجة من كوفيد-19 وأثبت فعالية في خفض الوفيات بين الذين يتلقون العلاج بأجهزة التهوية التنفسية.

هل تحتاج الدول لإعادة تطبيق الإجراءات الاحترازية والإغلاق من جديد لمواجهة الموجة الثانية لـ"كورونا"؟

ما تحتاجه الدول في هذه المرحلة هو إيجاد سُبُلٍ للتصدي لعودة ظهور "حالات كورونا"، وللحد من انتشار العدوى، بمضاعفة الجهود؛ لاكتشاف المزيد من الحالات، وإجراء المزيد من الاختبارات، وتتبع المخالطين، وتوفير العلاج، والرعاية الداعمة.

كما يجب على الأفراد والمجتمعات التحلي باليقظة دائمًا، فلا يزال ملايين الناس في خطر. ولا بد من الالتزام الصارم بالتدابير الاجتماعية، مثل ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد البدني، واتباع تدابير النظافة الشخصية الصحيحة.

الناس لا يزالون في خوف كبير من "كورونا"... ألا يوجد نقطة أمل في نهاية منعطف الوباء؟

لا داعي للخوف والفزع، إن ما نحتاجه هو اليقظة والحذر والجدية والالتزام، وهناك أمل كبير في نجاح كافة الجهود التي تبذل منذ ظهور الفيروس المسبب للجائحة، ونتواصل حتى الآن على كافة الأصعدة، ونحن نقترب كثيرًا من تطوير لقاح مضاد لـ"كوفيد-19"، وستكون هذه نقطة تحول في معركتنا ضد الجائحة.

وإلى أن يتم تطوير اللقاح وتصنيعه وتوزيعه علينا أن نتذكر أن لدينا أدوات وأسلحة أخرى يمكن أن تساعدنا في مكافحة الجائحة، والحد من حالات الإصابة، وإنقاذ المزيد من الأرواح أهمها هو: "الالتزام بالتدابير الوقائية، والإجراءات الاحترازية على صعيد الحكومات والمجتمعات والأفراد والمنظمات" ولكن لن نستطيع هزيمة هذا الفيروس إلا بمواصلة عملنا معًا، والتزامنا ودوام تأهبنا وحذرنا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان