لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

​ بعد الإعلان عن توابيت سقارة.. وزير الآثار يكشف زيادة الاكتشافات الأثرية الأخيرة

01:06 ص الثلاثاء 08 سبتمبر 2020

(مصراوي):

ماتزال أصداء الاكتشاف الأثري الجديد في منطقة سقارة، تثير ردود أفعال واسعة، حيث تكتم أوساط المتخصصين أنفاسها استعدادًا للمؤتمر الصحفي الذي ستعلن عنه وزارة السياحة والآثار قريبًا لإعلان تفاصيل الكشف الأثري بشكل رسمي.

وجاء الكشف نتيجة أعمال البعثة المصرية العاملة في منطقة سقارة، وهو عبارة عن بئر عميق للدفن، به أكثر من 13 تابوتًا آدميًا مغلقًا منذ أكثر من 2500 عام، ويبلغ عمق البئر حوالي 11 مترًا، وعُثر بداخله على التوابيت الخشبية الملونة المغلقة مرصوصة بعضها فوق البعض.

هذا الاكتشاف الجديد ليس الأول منه في منطقة سقارة الأثرية، فقد تزايد الاكتشافات الأثرية خلال الأعوام الماضية بشكل لفت الأنظار إلى هذه المنطقة الواعدة، ما دفع العديد من البعثات الأثرية لدول كثيرة تعمل في هذه المنطقة، في سباق مع الزمن محاولين سبر أغوار هذه المنطقة وما تخفيه داخل باطنها من كنوز، ولذا نستعرض أهم الاكتشافات التي شهدتها المنطقة خلال السطور التالية..

مقبرة "واح تي"

أعلنت وزارة الآثار في ديسمبر عام2018، اكتشاف مقبرة "واح تي" وهو أحد كبار الموظفين بسقارة من عهد الملك نفر اير كارع من آواخر الأسرة الخامسة، وهي مقبرة كاملة لم تمس من قبل وتتميز بالألوان الرائعة، عمرها أكثر من 4400 عام.

وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن صاحب مقبرة "واح تي" كان يعمل الكاهن المطهر والمشرف على قصر الإله الملكي في عهد الأسرة الخامسة.

وأشار إلى أنه عقب إزالة الطبقة الأخيرة من رديم المقبرة، ظهرت 5 آبار دفن جديدة، من المتوقع أن تكون اللقى الأثرية الخاصة به ستكون في أحد تلك الآبار.

وأوضح أن المقبرة طولها 10 أمتار وارتفاعها 3 أمتار، ويجري العمل في استكمال أعمال الحفائر بالمقبرة، مشيرًا إلى أن جدران المقبرة زينت بنقوش ملونة غاية في الجمال تصور صاحب المقبرة وأمه وعائلته، واحتوت المقبرة، على العديد من النيشات التي تحوي تماثيل كبيرة لصاحب المقبرة وعائلته.

وحول التخطيط العام للمقبرة، أشار مدير عام منطقة سقارة صبري فرج، إلى أنها عبارة عن صالة مستطيلة تبلغ مساحتها حوالي 10 أمتار طول من الشمال للجنوب، وحوالي 3 أمتار عرض من الشرق للغرب، وحوالي 3 أمتار ارتفاع، وحجرة السرداب في نهاية المقبرة.

وأوضح أن أرضية المقبرة تحتوي على 5 آبار دفن، والتي تمكنت البعثة من تحديد أماكنهم حتى يتم بدء العمل فيهم فيما بعد، بالإضافة إلى بابين وهميين أحدهما يخص (واح تي) والآخر لأمه مريت مين.

ورشة للتحنيط

كما أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، في يوليو عام 2018، نجاح البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن بالكشف عن ورشة كاملة للتحنيط، ملحق بها حجرات للدفن بها مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م).

وذلك أثناء أعمال المسح الأثري في منطقة مقابر العصر الصاوي، الموجودة جنوب هرم أوناس بسقارة، كما عثرت البعثة أيضًا على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطي وجه أحد المومياوات الموجودة بأحد حجرات الدفن الملحقة.

ويعتقد الأثريون أن حجرة الدفن التي يزيد عمرها على 2000 سنة تعود إلى العصر الصاوي الفارسي بين عامي 664 و404 قبل الميلاد.

وعُثِرَ في هذه الحجرة على مئات من التماثيل الحجرية الصغيرة، والأواني الكانوبية، والأدوات المستخدمة في عملية التحنيط.

مقبرة خوي

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية، في إبريل عام 2019 من العثور على مقبرة لشخص يدعى "خوي"، كان يشغل منصب النبيل لدى الملك أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، أثناء أعمال الحفر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية للملك "جدكارع" من الأسرة الخامسة بجنوب سقارة بالجيزة.

وقال الدكتور محمد مجاهد، رئيس البعثة المصرية، في بيان له، إن الكشف يعد استكمالًا لإظهار أهمية فترة الملك جدكارع بصفة خاصة ونهاية الأسرة الخامسة بصفة عامة، حيث نجحت البعثة أيضًا خلال موسم حفائرها الماضي، في الكشف عن اسم زوجة الملك لأول مرة، والتي كانت تدعى الملكة "ست إيب حور"، محفورًا على عامود من الجرانيت كان ملقي بالجانب الجنوبي من معبدها.

أول مقبرة رومانية

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة والعاملة بشمال سقارة بمحافظة الجيزة، في الكشف عن مقبرة على طراز الكتاكومب ترجع للعصر الروماني، وهي الأولى في منطقة سقارة الأثرية.

وقال صبري فرح، مدير عام سقارة إن البعثة برئاسة الدكتور نوزومو كاواي من جامعة كانازاوا وجامعة واسيدا اليابانية، عثرت على هذه "الكتاكومب" في المنطقة التي تقع شمال شرق تفتيش منطقة سقارة القديم، والتي لم تشهد أعمال حفائر في الماضي على الإطلاق.

وأكد الدكتور نوزومو كاواي، رئيس البعثة، أن الكتاكومب المكتشفة تتكون من بناء مقبب من الطوب اللبن وبه سلم داخلي، وغرفة منحوتة في الصخر ومصنوعة من الحجر الجيري.

وعثرت البعثة داخل المقبرة على نيشة محفورة بالصخر تحتوي على لوحة مستديرة الشكل صور عليها الآلهة سوكر وتحوت وأنوبيس وتحمل نقشًا من النقوش اليونانية، وعثر أمام اللوحة على 5 تماثيل مصنوعة من التراكوتا لايزيس أفروديت، وعدد من الأواني الفخارية على بوابة المدخل، إلى جانب أسدين مصنوعين من الحجر الجيري ويبلغ طول كل تمثال نحو 55 سم.

جبانة الحيوانات المقدسة

في نهاية العام الماضي، أعلنت الآثار كشفًا أثريًا جديدًا في منطقة آثار سقارة، عبارة عن غرفة مدفون بها عدد من الحيوانات المحنطة، لقطط، إلى جانب تمثال على هيئة قطة كبيرة، تنتمي إلى العصر المتأخر، على مجموعة كبيرة من التماثيل، منها تمثال ضخم لجعران، وتماثيل لأبو منجل، وأخرى لحيات مثل ثعبان الكوبرا، والغرفة التي تقع في موقع البوباسطيون، وهى منطقة مخصصة للحيوانات المقدسة، تمتلئ بالعديد من الحيوانات المحنطة والتماثيل بأحجام مختلفة الشكل والحجم، بالإضافة إلى العثور على صناديق خشبية ملونة وعليها نقوش.

كما تحتوي الغرفة على عدد كبير من التماثيل، حيث عثر أيضًا على مجموعة أخرى من تماثيل لآلهة مصرية قديمة منها 73 تمثالًا من البرونز للإله أوزير و6 تماثيل خشبية للإله بتاح سوكر و11 تمثالًا للآلهة سخمت مصنوعة من الفيانس والخشب، وتمثال جميل من الخشب للآلهة نيت.

أيضًا عثرت البعثة على تابوتين صغيرين من الحجر الجيري للقطة باستت، ولوحة حجرية عليها الاسم الحوري للملك بسماتيك الأول من الأسرة 26 وصندوق خشبي صغير عليه بقايا قناع مذهب وتمثالين من الخشب لسيدتين كل منهما برأس الكوبرا، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الكوبرا وإفريز من الخشب يمثل حيات الكوبرا وتمائم ورأس طائر أبو منجل، وناووس من الخشب الملون بغطاء مزين بتمثال صغير للصقر سوبد و3 تماثيل للصقر حورس ومجموعة من التمائم مختلفة الأشكال والأحجام بعضها عثر عليه داخل لفائف من الكتان وتماثيل أوشابتى من الفيانس ومجموعة من البطاقات من ورق البردي عليها رسومات للآلهة تاورت والعديد من الأقنعة الخشبية الطينية الملونة وعمود الجد، ومسند راس خشبي.

سبب تزايد الاكتشافات

وقدم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، في تصريحات سابقة أسباب تزايد الاكتشافات الأثرية وعدد من الافتتاحات والمشروعات الأثرية التي نفذتها وزارة الآثار في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن قطاع الآثار يلقى دعمًا استثنائيًا من القيادة السياسية والحكومة المصرية.

وأكد العناني أن السبب في زيادة عدد الاكتشافات الأثرية في الآونة الأخيرة، هو استئناف البعثات الأثرية الأجنبية لأعمالها بعد توقف دام عدد من السنوات حيث يصل عدد هذه البعثات الآن إلى 300 بعثة أثرية من 25 دولة من بينها بعض البعثات، التي تعمل لأول مرة في مصر مثل البعثة الأثرية المصرية الصينية المشتركة، بالإضافة إلى زيادة عدد البعثات الأثرية المصرية، والتي بلغ عددها لأول مرة في تاريخ مصر نحو 50 بعثة تعمل في مختلف المواقع الأثرية بالمحافظات المختلفة، معربًا عن فخره بهذا العدد وبالمجهود التي تبذله للعمل في كشف الحضارة المصرية القديمة للعالم أجمع بأيادي مصرية خالصة، حيث تضم تلك البعثات المصرية فرق مميزة من العمالة والفنيين والأثريين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان