صفوت الشريف.. 60 سنة سلطة
كتب- مصراوي:
لا أحد في مصر يجهل اسم صفوت الشريف، والذي وافته المنية مساء الأربعاء متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز ٨٧ عامًا، ذلك الرجل الذي استمر في دوائر صنع القرار في مصر لمدة تناهز الستين عامًا، حتى بات أحد أعمدة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
تدرج الشريف - الحاصل على الجنسية الأمريكية- في العديد من المناصب القيادية، بدءًا من كونه أحد ضباط المخابرات المصرية في فترة الستينيات من القرن العشرين، ثم تولى رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٧٥.
وكان الشريف أحد الأعضاء المؤسسين في الحزب الوطني الديمقراطي عام 1977، حتى شغل منصب الأمين العام للحزب خلال الفترة من 2002 حتى 2011.
وخلال فترة السادات، تولى "الشريف" منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام ١٩٨٠، ولكن بعد صعود الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لسدة الحكم، بدأ "الشريف" معه رحلة الصعود الكبرى إلى السلطة، إذ تولى منصب وزير الإعلام منذ عام ١٩٨٢ وحتى عام ٢٠٠٤؛ ليصبح وزير الإعلام الأبرز منذ تأسيس الوزارة.
عقب ذلك عُين رئيسًا لمجلس الشورى من ٢٠٠٤ حتى ٢٠١١، في الوقت الذي اعتبر فيه البعض تلك الخطوة إنهاءً أنيقًا لخدمات "الشريف"، ولكنه ما لبث أن أثبت عكس ذلك، بل جعل مجلس الشورى ذا تأثير قوي يضاهي مجلس الشعب حينها.
بعد قيام ثورة ٢٥ يناير، قرر الرئيس الراحل حسني مبارك عزله من منصب الأمين العام للحزب الوطني وعين بدلا منه الدكتور حسام بدراوي، الذي استقال أيضًا، ثم بدأت محاصرته قضائيًا في المحاكم، حيث وجهت للشريف تهم استغلال النفوذ واستغلال سلطاته ووظيفته في تكوين ثروات ضخمة بما يتنافى مع مصادر الدخل المشروعة له على نحو يمثل كسبًا غير مشروع.
وفي سبتمبر الماضي صدر حكم نهائي بحبسه ٣ سنوات وتغريمه ٩٩ مليون جنيه في قضية الكسب غير المشروع، إلى أن وافته المنية مساء أمس الأربعاء بسرطان الدم؛ لينهي مسيرة ٦٠ عامًا من السلطة لرجل الإعلام والسياسة.
فيديو قد يعجبك: