إعلان

"دهنوه بالألوان".. مدير آثار رشيد الأسبق يعلق على صور ترميم مسجد زغلول

06:09 م السبت 23 يناير 2021

(مصراوي):

فجّر الدكتور محمود درويش، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، مفاجأة من العيار الثقيل، واصفًا ما حدث بمسجد زغلول الأثري، بـ"الجريمة مكتملة الأركان".

وقال درويش، إنه تم ترميم المسجد بشكل خاطئ ما ترتب عليه تهديد فادح لأثرية المسجد على حد قوله.

وأضاف درويش في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "وزارة السياحة والآثار وقعت في أخطاء فادحة في ترميم مسجد زغلول الذي يعد أهم المساجد الأثرية في منطقة رشيد على الإطلاق، أهم هذه الأخطاء يتمثل في تغيير معالم المئذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأحجار جديدة لا تناسب الأثر، ولم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا دكة المبلغ".

وأضاف درويش: "المصيبة أنهم رفعوا كل الأعمدة الأثرية للمسجد ونقلوها إلى المخازن ووضعوا مكانها أعمدة حديثة لا علاقة لها بالأثر".

وأكمل درويش: "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما وصل إلى إفساد محراب المسجد بالكامل وطلاؤه بألوان زاهية لا تتناسب مع طبيعة الأثر، وهو أمر يتضح بمجرد النظر إلى الصور ومقارنة الصور القديمة بالحديثة".

وأشار إلى أن المحراب رغم ما أصابه من أضرار جسيمة إلا أن إصلاحه وإعادته إلى أصله أسهل من معالجة الأعمدة والمأذنة، ويكون ذلك عن طريق إزالة ما تم وتنفيذ الزخارف كما في الصور القديمة، بحسب ما قال.

"مصراوي" حاول الاتصال بالدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، للتعليق إلا أنه لم يرد.

ويرجع تاريخ مسجد زغلول برشيد في البحيرة، إلى القرن السادس عشر وأقامه الحاج نصر زغلول، أحد مماليك السيد هارون عام 1587، ويعتبر من أكبر مساجد مدينة رشيد وأقدمها وكان مركزًا للحركة العلمية والدينية خلال العقود الماضية، وسمي مسجد زغلول بالمسجد الجامع لتشابهه معماريًا مع جامع الأزهر الشريف، ومن أروقته انطلقت شرارة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807 بقيادة الشيخ حسن كريت ليرد قوات الاحتلال بتدمير مأذنته التاريخية.

ولعبت مآذن رشيد دورا هاما لمراقبة وتنبيه حامية المدينة بقدوم الجيش الإنجليزي كذلك ترديد الإشارات لبدء الهجوم على العدو، وكانت المئذنة الغربية لمسجد زغلول أولى المآذن التي لعبت هذا الدور، لذلك قام الإنجليز بقصفها بمدافعهم أثناء الحملة.

فيديو قد يعجبك: