إعلان

"البارون والكباش ومسجد زغلول".. قصة أخطاء الترميم في 3 مشاريع أثرية مهمة (صور)

04:00 ص الثلاثاء 26 يناير 2021

(مصراوي):

أثارت صور انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أخطاء الترميم في عدد من المواقع الأثرية المهمة، تعليقات الجمهور الغاضبة.

وكانت أهم تلك المواقع مسجد زغلول الأثري في مدينة رشيد، وقصر البارون إمبان بمنطقة مصر الجديدة، فضلًا عن كباش الكرنك في محافظة الأقصر.

في التقرير التالي يستعرض "مصراوي" تفاصيل ما جرى خلال هذه الأماكن الأثرية المهمة..

مسجد زغلول التاريخي

بدأت أزمة مسجد زغلول الأثري في مدينة رشيد عندما نشر الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، صورًا لترميم المسجد، مؤكدًا أن ما يحدث في المسجد جريمة مكتملة الأركان، حيث تم ترميمه بشكل خاطيء ما ترتب عليه تهديد فادح لأثرية المسجد على حد قوله.

وقال درويش في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "وقع المرممون في أخطاء فادحة أثناء عملهم في المسجد الذي يعد أهم المساجد الأثرية في منطقة رشيد على الإطلاق، أهم هذه الأخطاء يتمثل في تغيير معالم المأذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأحجار جديدة لا تناسب الأثر، ولم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا دكة المبلغ".

وأضاف درويش: "المصيبة أنهم رفعوا كل الأعمدة الأثرية للمسجد ونقلوها إلى المخازن ووضعوا مكانها أعمدة حديثة لا علاقة لها بالأثر".

وأكمل درويش: "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما وصل إلى إفساد محراب المسجد بالكامل وطلاؤه بألوان زاهية لا تتناسب مع طبيعة الأثر، وهو أمر يتضح بمجرد النظر إلى الصور ومقارنة الصور القديمة بالحديثة"، مشيرًا إلى أن المحراب رغم ما أصابه من أضرار جسيمة إلا أن إصلاحه وإعادته إلى أصله أسهل من معالجة الأعمدة والمأذنة، ويكون ذلك عن طريق يتم إزالة ما تم وتنفيذ الزخارف كما في الصورة القديمة.

يرجع تاريخ مسجد زغلول بمدينة رشيد بالبحيرة، إلى القرن السادس عشر وأقامه الحاج نصر زغلول، أحد مماليك السيد هارون عام 1587، ويعتبر من أكبر مساجد مدينة رشيد وأقدمها وكان مركزا للحركة العلمية والدينية خلال العقود الماضية، وسمى مسجد زغلول بالمسجد الجامع لتشابه معماريا مع جامع الأزهر الشريف، ومن أروقته انطلقت شرارة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807 بقيادة الشيخ حسن كريت ليرد قوات الاحتلال بتدمير مئذنته التاريخية.

- "دهنوه بالألوان".. مدير آثار رشيد الأسبق يعلق على صور ترميم مسجد زغلول

قصر البارون.

بدأت أزمة قصر البارون، كما بدأت أزمة مسجد زغلول، من خلال صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر آثارًا لنشع المياه بأسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية المحيطة بمبنى القصر الأمر الذي نال من رونقه ومظهره الخارجي، رغم مرور عدة أشهر قليلة على افتتاحه.

لم تتوان وزارة السياحة والآثار في إصدار بيان أكدت خلاله أنه سوف تبدأ أعمال الصيانة لحوائط أسوار المصاطب الخارجية المحيطة بمبنى قصر البارون إمبان والتى ظهر بها آثار لبعض الرطوبة والأملاح، صباح اليوم التالي.

وأوضح العميد مهندس هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف والمشرف على مشروع القاهرة التاريخي، أنه تم اليوم الانتهاء من وضع السقالات المعدنية من قبل الشركة المنفذة وتحت إشراف المتخصصين بوزارة السياحة والآثار، وجاري اتخاذ الإجراءات الفنية المتبعة لإزالة الأملاح وتهوية الحوائط، تمهيدًا لعودة طبقات الدهان عقب إنهاء أعمال الصيانة.

وأكد مساعد الوزير أن جميع حوائط القصر سليمة وآمنة تماما، والزيارة بالقصر مستمرة دون توقف، وأن الرطوبة التي ظهرت أسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية المحيطة بمبنى القصر نتيجة قرب هذه الأسوار من الحديقة التي كانت تروى بالغمر في فترات سابقة والذي تم تغييره إلى نظام الري بالتنقيط أثناء مشروع الترميم كما تم إبعاد المسطحات المزروعة بمسافات آمنة للمحافظة على القيمة الفنية للعناصر الموجودة بالأسوار حتى تمام جفاف التربة ومادة البناء.

وأضاف أنه بسبب تشبع الطبقات الأرضية بالمياه ظهرت بعض الأملاح أسفل الأسوار القريبة من الحديقة ويتم معالجتها أولا بأول تباعا حتى انقطاع ظهورها بالطرق الفنية الملائمة.

وأجرى "مصراوي" جولة في قصر البارون امبان بمنطقة مصر الجديدة، لتفقد القصر والوقوف على طبيعة ما تردد خلال الأيام الماضية، حول وجود نشع للمياه على جدران القصر، ورصدت الكاميرا وجود نشع وآثار مياه جوفية، بعدد من حوائط القصر الأثرية بمختلف الاتجاهات، مع تشققات في بعض المصاطب الأثرية للقصر.

وقال مصدر مطلع رفض الإفصاح عن اسمه، لمصراوي: إن وزارة السياحة والآثار، استلمت القصر بعقد ابتدائي، ومازالت هناك فترة ضمان لمدة عام تحسبًا لمثل هذه العيوب التي يمكن أن تظهر بعد الافتتاح، مؤكدًا أن كل أعمال الترميم التي بدأت منذ يومين لن تتكلف منها الوزارة شيئًا.

وأشار المصدر إلى أن أي مشكلات ستظهر بعد فترة الضمان ستدخل تحت إطار الترميم الدوري الذي يكون كل 3 أشهر، وهي فترات الصيانة المتبعة مع أغلب الأماكن التابعة للوزارة من متاحف وغيرها.

- أول تعليق من مدير قصر البارون على صور تشققات الجدران

- رطوبة وأملاح.. "الآثار" تكشف أسباب نشع المياه بجدران قصر البارون (صور)

- "في الضمان".. 20 صورة من داخل قصر البارون بعد بدء إعادة ترميمه

كباش الكرنك

لم تختلف بداية الأزمة الثالثة عما سبق، فقد بدأت بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي، حول نقل عدد من تماثيل "الكباش" داخل معبد الكرنك في محافظة الأقصر، مُرفقة بانتقادات لطريقة النقل والترميم من قِبل العمال والآثريين، في الوقت نفسه ظهرت تساؤلات عن أسباب اتخاذ وزارة الآثار لتلك الخطوة بعد نقل 4 "كباش" إلى ميدان التحرير خلال خطتها لتطوير وتزيين الميدان.

ونالت الانتقادات من طريقة نقل الكباش، وما ظهر من سوء نقلها وتخزينها في تلك المنطقة من السبعينيات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ما دفع وزارة السياحة والآثار لترميمها وحمايتها من الدمار.

وبدأ التريميم في شهر ديسمبر 2019، ويواصل رجال الآثار منذ بداية شهر يناير الجاري، العمل لإنقاذ 29 تمثالًا للكباش داخل معابد الكرنك، بمحافظة الأقصر، بعد نقل 4 من التماثيل التواجدة خلف الصرح الأول بـ المعبد لتزيين ميدان التحرير بالقاهرة.

تقع هذه الكباش داخل المعبد خلف الصرح الأول، وكانت في حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التي تمت عليها في أوائل السبعينيات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار.

وهو ما أثر سلبًا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلي لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتي أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية.

فيديو قد يعجبك: