مركز الحفريات بجامعة المنصورة: اكتشاف هيكل عظمي لفأر عمره 34 مليون سنة
أ ش أ:
تمكن فريق من الباحثين بمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة برئاسة الدكتور هشام سلام، وبالتعاون مع معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وقطاع حماية الطبيعة في جهاز شؤون البيئة، بالإضافة إلى باحثين من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، من إضافة جنس جديد من الثدييات التي عاشت في أفريقيا ويعود أصلها لقارة آسيا، وتم نشر الاكتشاف في الدورة العلمية العالمية "PeerJ".
وقال هشام سلام عالم الحفريات الفقارية بالجامعة الأمريكية وجامعة المنصورة وقائد الفريق البحثي: "لقد تمكنا من اكتشاف جديد بمركز الحفريات جامعة المنصورة الفأر السفروت: وهو نوع جديد من القوارض القزمة عاش في مصر قبل 34 مليون سنة، رأسه بحجم عقلة الأصبع ولا يتخطى وزنه ال 45 جرام وهي دراسة جمجمتين ومجموعة كبيرة من الفكوك السفلية، لكن لم يكن الأمر بالسهولة الكافية؛ العينات غاية في الصغر ورقيقة جدا وملتصقة بالطين الصخري الصلب مما جعل تحضير العينات للدراسة صعب للغاية لذا لزم علينا الأمر عمل آشعة مقطعية دقيقة لنستطيع دراستها في صورة ثلاثية الأبعاد".
ومن بين مواقع الصحاري الأفريقية، يُعد منخفض الفيّوم بمصر الأكثر أهميةً من حيث إنتاج الحفريات الفقارية خاصة الثدييات من فترة الباليوجين (الفترة من 66 وحتى 23 مليون سنة مضت)، حيث لم تكن صحراء الفيوم في تلك الفترة وتحديداً قبل 34 مليون سنة، هي تلك الأرض التي نعرفها اليوم؛ فقد كانت غابات استوائية مطيرة تشبه تلك التي نراها في اندونيسيا وماليزيا.
وفي منطقة جبل قطراني هذه الصحراء القاحلة الواقعة شمال بحيرة قارون في الفيوم تخفي رمال المنطقة وجبالها أسرارا وخبايا الحياوات القديمة، حيث كانت صحراء قطراني قبل نحو 34 مليون سنة نابضة بشتى أشكال الحياة الاستوائية: أنهار تفيض وجداول ومستنقعات مائية، أشجار عملاقة تُحلق فوق غصونها الطيور وتثب عليها القردة، وغابات استوائية تعج بالزواحف والثدييات المختلفة.
وتقول شروق الأشقر، الباحثة بفريق سلام لاب والمؤلفة الرئيسية للدراسة لقد أظهرت العينات اختلافات واضحة في الصفات المورفولوجية للأسنان العلوية والسفلية، وبمقارنته مع القوارض المكتشفة من القارة الأفروعربية نستطيع ان نجزم بأنه جنس ونوع جديد لم يُكتشف من قبل".
وتضيف "الأشقر: "لم نسجل في هذه الدراسة جنس ونوع جديدن فقط لكننا استطعنا تسجيل أول عظام لجمجمة الفيوكريسيتومينز (المجموعة الكبيرة التي ينتمي اليها الكشف الجديد)".
وقد سجّل العلماء كشفهم الجديد باسم قطرانيميز سفروتس، "قطراني" نسبة لمنطقة جبل قطراني المكتشفة منها العينات و"ميز" تعني فأر باللاتينية أما "سفروتس" مأخوذة من اللغة العامية المصرية والتي تعني صغير في الحجم.
ويقول "سلام":" لم يتخطى طول الضرس لسفروتس الميلليمتر الواحد وجمجمته يصل طولها لحوالي 1 سم ونصف أما وزنه فلا يتخطى الـ45 جرام، لذا آثرنا تسميته باسم سفروتس نظرا لضآلة حجمه الواضحة، إضافة إلى امتناننا لجذورنا المصرية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: