لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رقم قياسي.. حكاية بطل مصري أسقط 3 طائرات فانتوم إسرائيلية مرة واحدة - (حوار)

10:59 م الأربعاء 06 أكتوبر 2021

من حرب أكتوبر

حوار- محمد سامي:

بالرغم من مرور 48 عاما على حرب أكتوبر إلا أن أبطال تلك الحرب ستظل قصصهم وبطولاتهم تتناقلها الأجيال فخرا بما حققه الأجداد ، ولعل العقيد متقاعد حمدي أمين عبدالعزيز، أحد مقاتلي قوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر 1973 أول من أسقط طائرة إسرائيلية فى سيناء فى حرب أكتوبر بعدما نجحت كتيبته وكانت ضمن القلائل الذين عبروا من قوات الدفاع الجوي، كما أنه استطاع اسقاط 3 طائرة إسرائيلية مرة واحدة وفى 5 دقائق

- متى التحقت بكلية القوات المسلحة؟

كان قبل الحرب بثلاث سنوات، حيث كنت خريج هندسة القاهرة عام 1970 من قسم الكهرباء شعبة إلكترونات، ولم أفكر فى الإلتحاق بالعمل الهندسي أو العسكري وكان طموحي أن أكون صحفياً فى جريدة الأهرام حينها لكنها رفضت لعدم اتمام الخدمة العسكرية، إلا أن وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر غيرت اتجاهاتي وبوصلتي، حيث كان ذلك فى سبتمبر 1970 شعرنا بأن المسؤولية أصبحت على أكتافنا وأننا لابد أن نكمل المشوار الذي بدأه الرئيس عبدالناصر فالتحقنا بالعسكرية كضباط عاملين وليس احتياط، فسحبت أوراقي من كلية هندسة القاهرة وقدمت فى الكلية الفنية العسكرية حيث كان حينها كل المهندسين يتم إلحاقهم فى سلاح جديد حينها اسمه "الدفاع الجوي" ويحتاج لضباط يفهموا في الإلكترونيات، وعندما دخلت لإجراء كشف الهيئة بعد كل الكشوفات ونجاحه بها كانت اللجنة مكونة من عدد من القادة الصغار حينها محمد على فهمي الذي كان رئيساً لأركان الدفاع الجوي وحسني مبارك من القوات الجوية وعدد ممن أصبحوا قادة بعد ذلك لكن حينها كانوا رتباً متوسطة.

- ماذا عن رحلتك في سلاح الدفاع الجوي؟

أرسلني الجيش المصري بعثة دراسية إلى روسيا حينها لكي أدرس صواريخ سام 3 المضادة للطائرات، كي نحل محل الضباط الروس ممن أرسلتهم روسيا لدعمنا فى تأمين السد العالي خوفا من الاستهداف الإسرائيلي له بالطائرات وتحدث أزمة حينها".
درست صواريخ سام 3 لمدة 6 أشهر، ثم ظهر حاجه تانية وصواريخ أكثر تطوراً اسمها سام 6 وكان الاحتياج لضباط يفهمون اللغة الروسية والإلكترونيات بشكل دقيق فذهبت لروسيا مرة أخرى لأدرس 7 أشهر أخرى، وحينها لم يكن تم تصدير الصاروخ لأى دولة خارج روسيا ولا حتى لدول حلف وأرسو، حصلت عليه مصر أولا ثم سوريا لاحقاً".

في ذلك الوقت وصل للجيش المصري من الاتحاد السوفيتي عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (بتشورا)، حيث نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو من استطلاع القوات المصرية غرب القناة، واستمر استكمال تسليح القوات من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ السوفيتية (سام -6) في عام 1973، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل توفير الدفاع الجوي عن جميع الأهداف الحيوية (سياسية، اقتصادية، قواعد جوية ومطارات، قواعد بحرية وموانئ استراتيجية".

- ماذا فعلت بعد العودة من روسيا؟

بعد العودة من الدراسة فى روسيا التحقت بأحد المناطق في الجيزة للتمرين تتبع الطائرات و استهدافها بالصواريخ، ومن بعدها تم ترحيلنا إلى جبهة القتال فى سيناء حيث كان ذلك قبل الحرب بـ3 أشهر فقط.

- ماذا عن كواليس الرقم القياسي بإسقاط 3 طائرات فانتوم إسرائيلية فى 5 دقائق مرة واحدة؟

كان ذلك قبل العبور، حيث كنت وقائد الكتيبة يتناوبون على دوريات لا سيما مع استمرار القصف الإسرائيلي بالطائرات، وبالرغم من أننا تعلمنا في روسيا بأنه لا يجوز أن نشتبك إلا مع طائرة واحدة فقط فى وقت واحد، إلا أننى وبمساعد أحد الجنود المعاونين وكان اسمه شعبان وكان يعتبره الروس أفضل من الضباط الروس أنفسهم رغم أنه جندي خريج مدرسة فنية وسافر روسيا تمكنا من إسقاط الطائرات الثلاثة فى توقيت واحد.

- وما هي الطريقة التي تم بها إسقاط الطائرات؟

صوارخ سام 6 يتم إطلاقه من أعلى دبابات عبر رادرين اثنين الأول على دبابة للاستكشاف والثاني لاستقبال البيانات وتتبع الطائرات وتحديدها لقصفها، فضربت صاروخين وقعت أول طائرة والثانية بصاروخين أيضاً وأكرمنا الله بإسقاط الثالثة بصاروخين، وكان رقماً قياسيًا كبيراً عند الروس وعندنا فى الجيش المصري، وبعد انتهاء الحرب أتى خبير روسي ومعه المدرسين ممن علمونا وجلسوا معي قرابة 3 ساعات ليعرفوا ويتعلوا كيف تم ذلك.

- هل كانت لك علاقة بالمشير طنطاوي ؟

المشير طنطاوي كان قائداً للكتيبة 16 وحينما أقدمت طائرة إسرائيلية لتهاجم موقعه يوم 12 أكتوبر قبل الثغرة، لم تكن كتائج كثيرة من الدفاع الجوي قد عبرت، فقد أسقطها بأحد الصواريخ وكان ذلك يعد أول إسقاط الطائرة فى سيناء، ومن حينها ربطتني علاقة طيبة بالمشير طنطاوي رحمه الله حتى سافرنا معاً إلى الحج من قبل القوات المسلحة عام 1982.

- ايه المواقف والأيام التي لم تنساها؟

أيام الثغرة حينما رأيت دبدبات العدو الاسرائيلي تهجم عليهم وأتت الأوامر بالنزول فى حفر واخفاء الدبابات بعدما عادوا للضفة، يقول "الحفر كانت قد امتلأت عن آخرها ولا يوجد مكان لا الدبابة في ركنتها فى مكان منخفض بعض الشيء وظللت مستلقياً على ظهري ورأيت كل القنابل وهى تهبط علينا، فأستشهدت أكثر من مرة لكنها كانت تسقط بعيدا عني، وحينها أحد القذائف طالب دبابتي فانكسر الرادار وسقط بين قدمي، كانت لحظات فارقة، لكننا كنا جاهزين للشهادة فى أي وقت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان