في اليوبيل الذهبي لتجليسه.. القصة الكاملة لـ"القرعة الهيكلية" التي جاءت بالبابا شنودة على كرسي الكرازة (صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- مينا غالي:
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعيد الـ50 لاختيار البابا الراحل شنودة الثالث بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو البطريرك الـ117 في بطاركة الكنيسة القبطية وأحد أهم باباواتها على مر التاريخ، حيث جاء ذلك في قداس القرعة الهيكلية يوم 31 أكتوبر 1971.
جاءت القرعة الهيكلية بثمانية بطاركة حتى الآن للكنيسة الأرثوذكسية؛ فهى عبارة عن وضع أسماء الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الأصوات فى انتخابات البطريرك، يكتب كل اسم على حدة فى ورقة بالمقاس نفسه، وتوضع الثلاث ورقات فى صندوق صغير على المذبح داخل الكنيسة، ويتم اختيار طفل معصوب العينين بعد الصلوات لكى يسحب ورقة من الثلاث.. الاسم الموجود على الورقة يعلن بطريركًا.
والقرعة تتم بعد التصفية قبل النهائية لخمسة من المرشحين، حيث يتم اختيار ثلاثة مرشحين فقط، وهم الأعلى أصواتًا، وتبدأ إجراءات القرعة بقداس للقائم مقام البطريرك، وتُكتب أسماء المرشحين الثلاثة فى ثلاث أوراق بيضاء كبيرة متساوية وتوضع أمام الجميع قبل أن يتم لفها، ووضع كل منها فى حلقة معدنية منفصلة، وستختم بالشمع الأحمر، ثم توضع فى إناء زجاجى كبير على منصة مرتفعة. ويُصطحب طفل صغير يتم اختياره من بين عدد من الأطفال المتقدمين لسحب ورقة واحدة من الإناء الزجاجي، ويكون مدونا عليها اسم البابا الجديد.
دخلت الكنيسة فى عصر غير مستقر تاهت فيه القوانين، ومر عصر مظلم على الكنيسة، وكان ذلك بداية من البطريرك يؤانس أسقف البحيرة، والتى انتهت فى عام 1957 بوضع لائحة انتخاب البابا، والذى نص فيها على أن يكون البطريرك من الرهبان، وأدخل عليها القرعة الهيكلية إذا حدث التساوى بينهم، حيث نصت لوائح الكنيسة على أنه: حال تساوى اثنين من المرشحين فى الحصول على الأصوات تجرى بينهما القرعة، إلى أن تم إعداد لائحة 57 وتم استخدام القرعة للمرة السادسة والسابعة التى أجريت فيها القرعة، كانت فى اختيار البابا كيرلس السادس 1959، والبابا شنودة الثالث تم اختياره فى القرعة السابعة فى تاريخ الكنيسة فى العام 1971.
شهد تجليس الأب شنودة الثالث الكثير من الأحداث أثناء القرعة الهيكلية فبعد رحيل قداسة البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، اجتمع المجمع المقدس برئاسة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج، وبدأت عملية الترشيح ومن بين المتقدمين للترشيح تم قبول أوراق أحد عشر منهم هم الأنبا أنطونيوس، والأنبا باسيليوس، والأنبا شنودة، والأنبا صموئيل، والأنبا لوكاس، والأنبا بولس، والأنبا يوساب؛ ومن الآباء الرهبان القمص قزمان المحرقي، والقمص متى المسكين، والقمص شنوده السرياني، والقمص كيرلس المقاري, ومنهم تم اختيار خمسة هم الأنبا شنوده، والأنبا أنطونيوس، والأنبا صموئيل، والأنبا باسيليوس، والأنبا لوكاس؛ ثم في تزكيات لاحقة: نيافة الأنبا غريغوريوس، ونيافة الأنبا دوماديوس، والقمص تيموثاوس المحرقي.
وفي يوم 29 أكتوبر اُجرِيت الانتخابات لاختيار ثلاثة من المرشحين، حيث فاز كل من نيافة الأنبا صموئيل ونيافة الأنبا شنودة والقمص تيموثاوس المقاري، وفي قداس القرعة الهيكلية تم اختيار الطفل الذي يقوم بسحب الاسم لسيامة شنودة الثالث والتي تمت على يد الطفل أيمن منير كامل و الذي كان حديث الجميع فى ذلك الحين وظل اسمه لصيقًا بقداسة البابا شنودة الثالث لفترات متتالية لتولى قداسته الكرازة المرقسية.
ولد أيمن منير كامل عام 1965م وكان يبلغ من العمر 6 سنوات حين قام بسحب القرعة الهيكلية التي سيم فيها البابا شنودة الثالث وكانت أسرته مرتبطة بالكنيسة وكان أغلب أفراد أسرته من كهنة كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف فهو حفيد القمص ميخائيل شحاتة الكاهن بالكنيسة ذاتها بمنطقة سموحة بالإسكندرية وأخ والده هو مؤسس الكلية الإكليريكية.
كانت البداية بوصول خطاب من جده القمص لوالدته ليعبر عن توقعه أن يكون البطريرك القادم من بين الفائزين في الانتخابات هو الأنبا شنودة وأن أيمن ابنها هو الذي سيكون طفل القرعة الهيكلية ونصحها بالذهاب إلى مقابلة القائم مقام في ذلك الوقت الأنبا أنطونيوس واستقبلت والدته هذا الخطاب باعتباره تعاطفا أسريًا ورغبة من والدها في تحفيزها على حضور احتفال القرعة الهيكلية.
وحصل على دعوة لحضور القرعة الهيكلية ومن ثم تم اختياره لتنفيذ السحب والتي نتجت عن اختيار قداسة البابا شنودة الثالث ليكون بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية آنذاك.
وفى يوم الأحد 14 نوفمبر 1971 كان قداس التجليس، وكان مفرحًا مهيبًا، حضرته وفود كنسية كثيرة مقدمة التهنئة والهدايا، وكذلك مندوبون عن رئاسة الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومندوب عن جلالة الإمبراطور هيلاسلاسي، وحضر الوزراء، والنقابيون وغيرهم، مع آلاف عديدة من أفراد الشعب الذين توافدوا على الكاتدرائية منذ الصباح الباكر.
وبدأت الاحتفالات بتلاوة تقليد رئاسة الكهنوت المقدس، وكان قد وقّع عليه جميع أعضاء المجمع المقدس، واشترك فى صلوات التجليس أربعة وعشرون من الآباء المطارنة والأساقفة، كما شاركت وفود بعض الكنائس فى التتويج مثل البطريرك الأنطاكى مار إغناطيوس يعقوب والوفد المرافق له، وكذلك وفد الكنيسة السريانية الهندية، ووفد الكنيسة الإثيوبية، برئاسة قداسة البطريرك ثاؤفيلس، ووفد الكنيسة الأرمينية بقيادة الكاثوليكوس خورين الأول، وكذلك الكنيسة الأرمينية بمصر.
كما شارك بالحضور غبطة الكاردينال استفانوس الأول، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر والقاصد الرسولي، وكذلك مندوبون عن الكنيسة الروسية والرومانية و الأنجليكانية، ومندوبون عن كنيسة اليونان، وفي ذلك الاحتفال تمت تلاوة نصّ الخطاب الذى أرسله الإمبراطور هيلاسلاسى باللغة الأمهرية، ثم سلّم البابا وشاح سليمان الأكبر- أعلى وسام فى الحبشة، وكذلك ألقى غبطة بطريرك إنطاكية كلمة مؤثرة، أما كلمة قداسة البابا شنوده فقد ألقاها نيابة عنه نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف.
فيديو قد يعجبك: