لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صلاح فضل: مصطفى الفقي حجب حياته العاطفية عن مذكراته

09:45 م الأربعاء 24 نوفمبر 2021

تصوير- هاني رجب:

قال الدكتور الناقد صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، إن الكاتب الدكتور مصطفى الفقي شخصية فريدة، فهو يقول الصفات الجارحة بطريقة المرهم، وهو يعرف كيف يعزف على أوتار القلب بدرجاتها المتفاوتة، وهو كاتب لا يبارى، ولو امتهن الكتابة لأفسد الأمر على الكثير من الكتاب.

جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، اليوم الأربعاء، من تأليف الكاتب الدكتور مصطفى الفقي، بحضور عدد من المثقفين والدبلوماسيين والشخصيات العامة على رأسهم الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، رجل الأعمال صلاح دياب، وسفير البحرين، ويناقشه الدكتور الناقد صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية والدكتور أحمد يوسف.

وأضاف صلاح فضل،: "سألت الفقي ذات يوم، من أين تجد الوقت لكي تكتب ذلك، ولم يبخل علي بالسر"، قائلا: "لأنني لا أكتب، وإنما أملي، وخطر في ذهني أن عميد الأدب العربي لم يكن يكتب أيضا وإنما يملي، وهنا الموهبة الفريدة أنه يستطيع أن يتحدث بنفس المهارة التي يكتب بها".

وواصل:"مشكلة الفقي أنه قد يقول نصف الحقيقة، وهو في كل مذكراته يقول الحق ولكنه اضطر أن يحجب بعض الحق، ومما حجبه حياته العاطفية وحياته بالغة الغنى والخصوبة العاطفية، وميزته أنه يمنحه للرجال والنساء، وكنا في اجتماع بالمجلس الأعلى للثقافة، وجاءت سيرة الدكتور إسماعيل سراج الدين، ودافعت عنه، ولكنه بعد الجلسة أسر لي بالسر، أنه لم يختارني معه في مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ولكنه بعد ذلك تطوع ونزل من مكتبه وشهد أمام المحكمة بشهادة حق ضد أمر بيروقراطي، وهي شهادة نادرة تكشف عن شهامة نادرة لم أجد لها نظيرًا، وهذه الشهامة تجعله في صدارة المشهد الثقافي والأدبي والسياسي.

في كتاب مذكراته "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، يقدم الدكتور مصطفى الفقي ما هو أكثر من كتاب سيرة، إذ يغور في تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس الهامة وليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا في صنعها مرات.

يقرر "مصطفى الفقي" مبكرًا أن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينًا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".

عشرون فصلًا، تشمل مقدمةً ضافيةً وخاتمةً بالخُلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة "الرواية"، التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً في مكانها، يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية، ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير. يكتب الفقي بصدق البوح، وببراءة الاعتراف، ليقدم وثيقة تاريخية حقيقية مدعومةً بصور نادرة تمثل "ألبوم" حياته من السنوات المبكرة إلى اليوم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان