بـ20 مليار دولار وبدأ البحث عنه من 34 سنة.. ما حقيقة "أكبر كنز في العالم"؟
حالة من الجدل عمت الأوساط الأثرية في العالم خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تقرير نشرته صحيفة ميرور البريطانية، مؤكدة اقتراب اكتشاف أثمن كنز أثري في العالم، قيمته تقدر بـ15 مليار جنيه إسترليني (نحو 20 مليار دولار).
وقالت الصحيفة: "إذا تم اكتشاف الموقع، فمن المعتقد أنه سيكون أثمن ما يمكن العثور عليه على الإطلاق، لأن فريق البحث، المعروف باسم "المعبد الإثني عشر"، في فنلندا يبحثون منذ عام 1987، عن كنز "لمنكانين"، الذي يحتوي على الذهب والمجوهرات والمصنوعات اليدوية.
علماء الآثار، علقوا على الأمر وهل يمكن تثمين بعض الاكتشافات الأثرية خاصة إذا كانت من الذهب أم أنها لا تقدر بثمن، وعن طبيعة عمل المثمنين.
يقول الدكتور بسام الشماع، عالم المصريات والمؤرخ المعروف: "مبدئيًا أنا متشكك في صحة ما نشر حول هذا الكنز، لأن عادة علماء الآثار الموثوق فيهم لا يتحدثون عن شيء إلا بعد الانتهاء من العثور على الكشف بشكل كامل حتى يتم دراسته بشكل جدي، أما ما يحدث مع هذا الاكتشاف فهي بروباجندا أو محاولة لترويجه والاستفادة المادية حول الحالة التي فجرها إعلان هذا الكشف، وأتعجب من هذا الأمر لأنها طريقة غريبة وغير معتادة".
وأضاف الشماع: "إذا لم تكن العلماء استخرجوا الكنز ولا يعرفون محتوياته، وهل هو تمت سرقته أو تحلل عبر الزمن أو موجود وفق مصادر معتبرة، فكيف يعلنون عن مكوناته؟".
وحول طريقة عمل المثمن الأثري، قال الشماع: "لا أعرف معنى كلمة مثمن آثار، لأن الكلمتان متعارضتان مع بعضهما، فالأثر لا يثمن ولا يقدر بثمن، وهذا ما نعاني منه في المزادات العلنية العالمية، وأتعجب مثلًا من تقدير ثمن فازة من الألبستر، يعود تاريخها إلى ما قبل توحيد القطرين، بـ4 آلاف دولار، فمن أنتم حتى تقوموا بتثمين آثار أجدادنا وتضعوا لها ثمنًا بخسًا، ما يعد إهانة لتاريخنا، لأننا لا نعرف على أي أساس يحدث ذلك".
وضرب الشماع مثالًا بتثمين الهرم الأكبر قائلًا: "يمكن أن نقيس تكاليف إنشاء الأهرامات بمقاييس اليوم كأن نقول أن 100 ألف عامل شارك في الإنشاء وثمن عملهم كذا وكذلك الأحجار تكلفت كذا ونجمع ثمن كل العناصر التي اشتركت في الإنشاء، ومع ذلك سيشوب هذا التثمين الكثير من العوار، فما بالك بتثمين أثر لم يتم اكتشافه بعد، وتخيل أن الاكتشاف تضمن الكثير من الذهب، فماذا سيفعل المثمن إذا ارتفع أو انخفض سعر الذهب بعد ذلك، ولذا أعتقد أن ما تم إعلانه يعد زلة كبيرة إذا تم اكتشاف الكنز إذا تم اكتشافه من الأساس".
ومن ناحيته، قال الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن الآثار لا تقدر بثمن، أما التثمين الذي يتم في مزادات الآثار، فهو عبارة عن تثمين في مزادات غير شرعية وتعتمد على سرقة آثار الشعوب وخصوصًا الآثار المصرية.
وأضاف ريحان: "كثيرًا ما نواجه هذا الموقف في الضبطيات القضائية ويسألنا وكيل النيابة عن تقديرها بفلوس حتى يقدر حجم الجريمة ويكون ردنا كلنا أنها لا تقدر بثمن وحجم الجريمة يقاس على أنه تهريب آثار خارج مصر".
يشار إلى أن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن "الفريق يقضي كل صيف بحثًا عن هذا الكنز، ويعمل 6 ساعات يوميا على مدار الأسبوع".
وأوضحت: "يعتقد أن الكنز الضخم يضم حوالي 50000 حجر كريم، إلى جانب أكثر من ألف قطعة أثرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وعدد من التماثيل بالحجم الطبيعي من الذهب عيار 18 قيراطًا".
وسافر أعضاء الفريق من جميع أنحاء العالم الصيف الماضي، بما فيها روسيا وأستراليا والولايات المتحدة والسويد والنرويج وألمانيا وهولندا، للمشاركة في عملية البحث.
وقال مؤلف كتاب عن "الكنز" الذي يدعى كارل بورجن: "أعرف أنه تم إحراز تقدم كبير في عملية الحفر في المعبد، وأن الفريق يشعر بالحماس بشكل خاص بشأن الأشهر المقبلة".
وأضاف بورجن: "هناك الآن حديثًا في المخيم عن كون الفريق على وشك اختراق كبير، يمكن أن يكون من حيث القيمة الحقيقية اكتشاف أكبر كنز في العالم وأكثرها قيمة".
فيديو قد يعجبك: