"الهريم الذهبي".. زاهي حواس يكشف تفاصيل لغز فرعوني جديد
ردود أفعال كثيرة، على المستوى المصري والعالمي، فجرها التقرير الذي نشره موقع "مصراوي"، حول الباب السري للهرم الأكبر، والتي رصدها الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الأشهر في كتابه الهام "معجزة الهرم الأكبر.
نستكمل خلال السطور التالية، التنقيب في نفس الكتاب، خاصة في الباب الخامس من الكتاب، حول ما أطلق عليه "حواس" "الهريم الذهبي".
يمثل "الهريم" أعلى قمة الهرم، وهو أحد أهم العناصر المعمارية التي تتكون منها الأهرامات، ويعد قمة الهرم الأكبر أحد الموضوعات الشيقة والشائكة في نفس الوقت، ويطرح العديد من الأسئلة في ذات الوقت، هل تم بناء هرم "خوفو" بدون قمة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم: فلماذا؟ وإذا كانت الإجابة لا: فما مادة هذه القمة؟ هل هي من ذهب، من جرانيت، أو من حجر جيري أم خلافه؟ وما هو مصير هذه القمة؟.
يؤكد "حواس" أن هرم خوفو فقد من قمته 9 أمتار بعد أن انتزع بعض المصريين عددًا من أحجار القمة منذ عصر الاضمحلال الأول، عندما جاء الملك امنمحات الأول مؤسس الأسرة الثانية عشرة، بدأ في بناء هرمه بمنطقة اللشت، وعثر داخل هرمه على عدد من الأحجار الجيرية مكتوب عليها اسم الملك خوفو، مشيرًا إلى عدم وجود دليل أثري أو لغوي يحسم أن قمة الهرم الأكبر كان يعلوها هريم.
ولكن "حواس" أشار في ذات الوقت إلى أدلة شاهدها المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي، منها أن هرم الملك خوفو كان يعلوه هريم بارتفاع 2,664 متر، كما ذكر المؤرخ الروماني بليني الأكبر أنه شاهد الهريم عام 30 ق.م، فضلًا عن وجود أساطير ذكرها الرحالة العرب ومنها ما يروى أن قمة هرم خوفو كان يعلوها تمثال من الذهب، ويرجع "حواس" سبب هذا التخيل لوجود هذا التمثال الذي يرجع إلى أن الذهب وشكل الهريم فوق قمة الهرم جعلهم يتخيلون أنه تمثال.
ويشير حواس إلى أنه تم العثور على العديد من الهريمات حول أهرامات ملوك وملكات الدولة القديمة، وأقدم هريم تم العثور عليه كان عام 1982، وكشفه عالم الآثار الألماني راينر شتادلمان، وكان في الناحية الشرقية لهرم الملك سنفرو الشمالي المعروف بالهرم الأحمر، وكان محطما تماما ولم يتم العثور على أدلة تشير إلى أنه كان مغطى بالذهب.
وحول الاعتقاد السائد لدى العامة بخصوص هرم الملك خفرع، فيشير حواس إلى أن هناك اعتقاد سائد غير صحيح، بأنه لم يكن يعلوه هريم، ولم يكن به قمة ذهبية، وهو أمر مخالف للحقيقة، مؤكدًا أن الهرم الأوسط كان يعلوه قمة ذهبية.
واستند حواس إلى عثور عالم المصريات الراحل سليم حسن، على قطعتين من حجر الديوريت، قام بدراستهما عالم الآثر المصري نبيل سويلم المتخصص في عصر الأهرام، وله مقالات مهمة في هذا العصر، حيث قدم رسما للهريم مكسوا بالذهب وقد عثر على الجزء الأسفل لهريم بجوار الأهرامات الجانبية لهرم الملك منكاورع.
ويروي حواس واقعة طريفة حدثت عام 1990، عندما أرسل لودر هيئة الآثار إلى منطقة أبوصير لإزالة الرديم المتبقي من نتاج الحفائر التي قام بها العالم الألمانب لودفيج بوردخارد، وأدت المصادفة إلى الكشف عن عدد من الأحجار الضخمة المتساقطة من جداري الطريق الصاعد، للملك ساحورع، من الأسرة الخامسة، وعليها رسومات وكتابات، وكانت المفاجأة وجود منظر يظهر عمالًا يقومون بجر الهريم بحبل، ومنظر آخر لمجموعة من السيدات يطلق عليهم "خنر"، وهن الفرقة الموسيقية الخاصة بالملك، ويوجد نص يقرأ "هريم من الذهب الأبيض"، ونص آخر يوضح أن الملك أرسل بعثة خاصة للصحراء الغربية للبحث عن حجر يصلح لعمل الهريم، مؤكدًا أن وضع الهريم كان يتم في احتفال رسمي يتقدمه الملك والوزراء وكبار رجال الدولة معلنين انتهاء إنشاء الهرم.
ولفت حواس إلى أنه أثناء عمل اللودر وبحث المفتشين الأثريين عن الكشف الأثري المهم الذي وجدوه مصادفة قامت مجموعة من البدو بمهاجمة البعثة وتم أسرهم ومحاكمتهم في قاعة مجاورة للهرم.
فيديو قد يعجبك: