حذر منها شيخ الأزهر وتُوصف بالدعوة الخبيثة.. ما هي الديانة الإبراهيمية؟
كتب - محمود مصطفى:
حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفالية مرور عشر سنوات على تدشين بيت العائلة المصرية، من ما يسمى بالديانة الإبراهيمية.
وقال شيخ الأزهر، إن محاولة الخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيشَ في أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ، الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما.. وبخاصة في ظل التوجُّهات التي تُنادي -بـ"الإبراهيمية" أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام- أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.
فما هي الديانة الإبراهيمية؟
قال الدكتور بكر زكي أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، إن الديانة الإبراهيمية مصطلح حديث لم يمض عليه أكثر من 5 سنوات، وبُذلت جهود مضنية من أجله، ولعبت الصهيونية العالمية دورها في تدشينه.
وأضاف في تصريحات لمصراوي، الثلاثاء، أن الهدف من محاولة تدشين الديانة الإبراهيمية يأتي لجمع الرسالات السماوية على مبادئ مشتركة، مع تناسي الخصوصيات، وبذلت الجهود لتأليف كتاب مقدس واحد جمعت نصوصه بيد أتباع الصهيونية العالمية وأعوانهم من التوراة والإنجيل والقرآن، وتم طبعه ونشره، إلا أنه قوبل بالرفض من أهل الاعتدال والاتزان.
وأشار أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إلى أن إطلاق الإبراهيمية على هذه الديانة بدعة لا يتأتى الترويج لها، أو الدعوة إليها، لأن النبي إبراهيم عليه السلام بنص القرآن كان أمة قانتا لله حنيفا، وكان كما قال الله له"أسلم، قال أسلمت لرب العالمين".
ولفت زكي إلى أن من يرفض الديانة الإبراهيمية مطالب شرعا بألا يشارك في اي مؤتمر يعقد تحت مسماها في أي بلد من بلدان العالم، للجمع بين المواقف النظرية والتصرفات العملية.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة، المشرف على أروقة الجامع الأزهر، إن الديانة الإبراهيمية هي دعوى سياسة خبيثة، تسعى إلى ذوبان الأديان في بعضها البعض، ولا تتبين خصائص أي عقيدة منها.
وأضاف في تصريحات لمصراوي، أن الهدف من الديانة الإبراهيمية الإتيان بالأمور المشتركة بين الأديان، وإخراج دين جديد يسمى الدين الإبراهيمي، وبالتالي هم عبارة عن دعوى لدين رابع، مشيرًا إلى أنها فكرة سياسية تحت غطاء ديني.
ولفت إلى أن كل دين له خصائصه وشرائعه، والمولى عز وجل يقول "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"، ولذلك فلا يصح خلط الأديان، بل يصح التعايش والإخاء والتسامح، لكن أن تكون الأديان الأربعة دين واحد هذا أمر مرفوض.
وأشار إلى أن الديانة الإبراهيمية دعوى سياسية خبيثة للاعتراف بالصهيونية العالمية وتكون هي القائد، ودعوة إلى نظام عالمي جديد والتطبيق الكلي مع الكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن الداعين إلى هذه الديانة يحاولون عقد لقاء بين الأديان لتنفيذ مشروعهم للتطبيع الكامل، وهو بمثابة الجناح الثاني للماسونية العالمية، ولذلك فطن إليه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وحذر منه.
وأكد شيخ الأزهر، أن الديانة الإبراهيمية مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، والأخلاق العالمية وغيرها، وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته.. إلَّا أنها، هي نفسَها، دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: "حرية الاعتقاد" وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.
وأوضح أنه من منطلق إيماننا برسالاتنا السماوية نُؤمن بأنَّ اجتماع الخلق على دِينٍ واحدٍ أو رسالةٍ سماوية واحدة أمرٌ مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها، وكيف لا، واختلافُ الناس، اختلافًا جذريًّا، في ألوانهم وعقائدهم، وعقولهم ولغاتهم، بل في بصمات أصابعِهم وحديثًا بصمات أعينِهم.. كلُّ ذلك حقيقةٌ تاريخية وعلمية، وقبل ذلك هي حقيقة قُرآنية أكَّدها القرآن الكريم ونصَّ على أنَّ الله خلق الناس ليكونوا مختلفين، وأنه لو شاء أن يخلقهم على مِلَّةٍ واحدة أو لونٍ واحد أو لغةٍ واحدة أو إدراك واحد لفعَل، لكنه -تعالى- لم يشأ ذلك، وشاء اختلافَهم وتوزُّعَهم على أديان ولغات وألوان وأجناس شتى لا تُعد ولا تُحصى
فيديو قد يعجبك: