القصة الكاملة لأزمة مراجعة أعمال نجيب محفوظ
كتب- مصراوي:
تصدر اسم الكاتب العالمي نجيب محفوظ، اهتمام الوسط الثقافي والأدبي، خلال الفترة الماضية، بعد فوز مؤسستي "ديوان"، بحقوق نشر أعمال أديب نوبل ورقيا ومؤسسة "هنداوي" لنشر أعمال صاحب الثلاثية إلكترونيا.
وانتفض المثقفون بعد تصريحات دار ديوان في بيان صحفي، بأنها ستبدأ في نشر الأعمال بداية من مايو القادم، وأنها ستصدر الأعمال بعد مراجعة دقيقة على كافة طبعات الروايات السابقة للوصول على الصيغة النهائية الخالية من ايه محذوفات لأسباب رقابية أو لأسباب أخري أو أخطاء مطبعي.
ووعدت دار ديوان، بأنها ستقوم بتشكيل لجنة من كبار النقاد المصريين لإنجاز هذه المهمة، لتصدر لأول مرة طبعة محققة ومراجعة مراجعة دقيقة، وهو ما دفع عدد من المثقفين لكي يعترضوا ويعربوا عن تخوفهم من نوايا دار النشر الجديدة تجاه أعمال محفوظ، فيما نفت الدار الجديدة اتجاهها لإجراء أي تغيير في أعمال محفوظ، وإنما إعادة الروايات إلى أصلها الذي كتبه محفوظ والرجوع في ذلك إلى المخطوطات الأصلية بخط يده.
وفي تطور لاحق أعلن الروائي أحمد القرملاوي، مدير النشر في دار ديوان، أسماء اللجنة التي ستقوم بمراجعة أعمال الروائي المصري نجيب محفوظ، مشيرا إلى أنها تضم عددًا من النقاد والمبدعين المتخصصين في أدب أديب نوبل، وهم: الدكتور محمد بدوي أستاذ الأدب العربي ورئيس تحرير مجلة فصول الأسبق، والدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي ورئيس تحرير مجلة فصول الحالي، والروائي والناقد مصطفي بيومي، والشاعر أحمد شافعي، والكاتب الصحفي محمد شعير.
وأصدرت دار الشروق بيانا بشأن الأزمة، قالت فيه إنها تابعت بعض ما أثير خلال الأسابيع الماضية بشأن روائع الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
ورأت الدار أنه من واجبها تقديرًا للقراء والباحثين الجادين، وخدمة لتاريخ الأدب والثقافة ورسالة النشر في عالمنا العربي، تصحيح بعض ما أثير بهذا الشأن، مع تأكيدها على قوانين وأصول وأعراف التنافس المهني.
وقالت إنها منذ أن توَّجها نجيب محفوظ بنفسه ومباشرةً دون وسيط بثقته لأن يعهد إليها بنشر طبعات كتبه عام 2005، وحدد لها بنفسه الكتب/ الأصول للعمل بمقتضاها، قد قامت بذلك بكل التزام ودقة مهنية، وبدأت في إصدار طبعاتها في حياته وكانت محلَّ رضاه وسعادته وتقديره، أما تبسيط بعض الروايات للأطفال فقد تمَّ أيضًا في حياته وتحت إشرافه وبموافقته وبمباركته منذ أكثر من أربعين عامًا.
وأكدت دار الشروق على أنه لا صحة إطلاقًا لما يشاع من صدور طبعات خاصة تلبية لمتطلبات أي بلد أو رقابة، متابعة: تابعنا النشر الورقي لكتبه بطبعات إلكترونية مخفضة السعر عن طريق عدة منصات عالمية، كما أصدرت الأعمال ككتب صوتية عبر عدة منصات للكتب الصوتية، وأضافت –لمزيد من التيسير وتحقيق الانتشار– خدمة لتوصيل الكتب لمن يريد في كل مدن وقرى ونجوع الوطن دون استثناء.
وتابعت: ليس أدل على ثقة نجيب محفوظ الغالية من لجوئه إلى دار الشروق حينما اعتدت بعض الصحف على حقوقه ونشرت رغمًا عنه بعض مؤلفاته، كما أن الأديب الكبير شرّف دار الشروق بحل مشكلة التعاقد على بيع حقوقه الإلكترونية بكل اللغات بيعًا قطعيًّا أبديًّا مقابل 76500 جنيه لا غير، ونجحت دار الشروق في إلغاء هذا التعاقد وإبداله بعقد جديد بين الدار والأديب الكبير عام 2000 وقبل 5 سنوات كاملة من تعاقدنا معه بمبلغ مليون جنيه كان الأكبر لكاتب عربي في التاريخ.
واختتمت الدار: إن علاقة دار الشروق التاريخية المباشرة بأسطورة الرواية العربية ورائدها ومجدها بدأت من عام 1987 وستظل وسامًا غاليًا على صدورنا، وخدمة أدبه ستظل التزامًا علينا وعقولنا وصدورنا وأيدينا مفتوحة وممدودة لكل من يسهم في نشر إبداعات ورسالة أستاذنا الكبير بكل صدق وود واحترام.
فيديو قد يعجبك: