اصنع له كل الخير.. ماذا نعرف عن حقوق الآباء على الأبناء عند الفراعنة؟
(مصراوي):
لا تزال الأزمة التي تصاعدت خلال الفترة الماضية بين الفنان الكبير رشوان توفيق، من جهة، وابنته وحفيده، من جانب آخر، تشغل قطاعًا عريضًا من الجمهور المصري، بعدما ظهر توفيق في برنامج "واحد من الناس"، قائلًا: "يوجد قضايا مع ابنتي وزوجها وابنها وأنا لا أحب أن أتكلم فيها الآن، رغم أني أعطيتهم حياتي كلها ولكن الأمر أصبح قانونيا، وأنا أثق في القانون".
وأثارت هذه القضية، طبيعة علاقات الأسر المصرية على مر التاريخ.. وفي السطور التالية نستعرض كيف كانت العلاقات بين الوالدين والأولاد في مصر القديمة، وما هي أبرز القواعد التي تحكم هذه القضية، وكذلك أهم القوانين والتعاليم المنظمة لهذه المسألة..
ووفق كتاب "الشخصية المصرية في مصر القديمة"، للكاتب عريان لبيب حنا، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فإن الرجل يكتسب بالزواج الحق في أن ينسب لنفسه أولاده الذين يولدون عن زوجته، وللأب على أولاده حق الطاعة والاحترام.
واهتم حكماء مصر القديمة بحث الأولد على مراعاة واجبهم في هذا الخصوص وفي هذا يقول بتاح حوتب: "الابن الذي يسمع هو كأحد أبناء حورس، إنه لسعيد بعد أن يكون قد سمع، يصبح عظيمًا، يصير ذا مكانة، يعلم أبناءه الدرس".
وقارن هيردوت بين سلوك الأبناء تجاه آبائهم ومن يكبرونهم وبين اليونانيين فشهد بأن المصريون يشبهون أهل اسبرطة فقط في سلوكهم، حيث أن الصغار يفسحون الطريق للكبار ويتنحون جانبا ويتركون مقاعدهم للكبار إذا أقبلوا عليهم.
وأمر القانون الأب بالحق في أن يؤدب ولده إذا أخل بما عليه من واجب في احترام أبيه وطاعته، وقد أشار بتاح حوتب في نصائحه إلى حق التأديب الذي للأب على ولده حيث يقول "إذا كنت رجلا حكيما فنشيء ابنا يرضى عنه الرب، إذا جعل مسلكه مطابقا لنهجك، وشغل نفسه بأمورك كما ينبغي، فاصنع له كل ما تقدر عليه من خير، هو ابنك المرتبط بك، الذي أنجبته بنفسك، لا تبتعد بقلبك عنه، لكن إذا سلك مسلك الشر وخالف إرادتك، إذا رفض كل نصيحة إليه، إذا تحرك فمه بسيء الكلام، اضربه من ثم على فمه".
فيديو قد يعجبك: